في جهاد الصحابة الحلقة الواحدة والخمسون بعد المائة “أنيس بن جنادة الغفاري”غفارغفرالله لها2…مجدى سالم

في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم

الحلقة الواحدة والخمسون بعد المائة.. أنيس بن جنادة الغفاري .. (غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا) -2

ثانيا.. في إسلامه هو أخيه.. بقية.. (الحديث منقول بتصرف)..

• كما تقدم.. أنَيْس بن جُنَادَة الغفَاريّ هو أخو أبي ذر الغفاري.. وسبق أن قدمنا ترجمته..
• وعن أنيس وقد اختلف في نسبه اختلافًا كثيرًا كما ورد عند ذكر أخيه أبي ذر..
• وكان أكبر منه.. رواه مسلم والبَغَوِيُّ من طريق سليمان بن المغيرة.. عن حُميد بن هلال.. عن عبد الله بن الصّامت..

والرواية في قصة إسلامهما تختلف هنا بعض الشيء.. وإن كانت في مجملها تشير إلى أنهما تنقلا كثيرا حتى وصل بهما الأمر إلى مكة.. وهناك لقيا أبي بكر.. أوعلي بن أبي طالب.. على خلاف..

• ثم لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأسلما.. فطلب منهما أن يعودا إلى غفار.. وأن يكونا سفيرين للإسلام في قومهم.. حتى إذا ظهر الإسلام عادا ليلحقا به.. وهذا ما كان.. يقص أبو ذر عنهما..
• قال أبو ذرّ.. قال لي أخي أُنيس: قد بدت لي حاجة إلى مكة.. فهل أنت كافيّ حتى أرجعَ إليك.؟
• قلت: نعم.. .. فخرج أنيس إلى مكة..
• قال: فراث عليّ.. ثم جاء فقال:
• إني لقيت رجلًا بمكة على دِينك يزعم أن الله أرسله.. يسمُّونه الصابئ..
• قلت: ما يقول الناس.؟
• قال: يزعمون أنه كاذب.. وأنه ساحر.. وأنه شاعر.. وقد سمعت قوله.. فوالله ما هو بقولهم.. وقد سمعت قولهم.. ووالله إني لأراه صادقًا..

فذكر الحديث بطوله.. كما تقدم.. وفيه

• فقال أُنيس: ما بي رغبة عن دِينك.. فإني قد أسلمت فصدقت..
• وفي المستدرك.. من طريق عروة بن رُوَيْم حدثني عامر بن لُدّ بن الأشعريّ.. سمعت أبا ليلى الأشعري.. حدثني أبو ذر… فذكر قصةَ إسلامه بطولها.. وفي آخرها: فخرجتُ حتى أتيت أمي وأخي فأعلمتهما الخبر..
• فقالا: ما لنا رغبة عن الذي دخلتَ فيه..
• فأسلما ثم خرجنا حتى أتينا المدينة.. (يقصد هنا في نهاية المطاف.. كما تقدم) والرواية هنا حسب (الإصابة في تمييز الصحاب)..
• والحديث عما وجده الغفاريان في بلاغة القرآن.. وأن أنيس كان شاعرا..فهذه المسألة قد أشبعها من كتب في إعجاز القرآن البياني بحثاً وشرحاً.. والمقصود بها ما وصفه أنيس بن جنادة الغفاري.. حين انطلق إلى مكة ليسمع من النبي ويأتي بخبره إلى أخيه.. فقال..
• لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم.. ولقد وضعته على أقراء الشعر – أي بحوره وأوزانه – فلم يلتئم..
  وما يلتئم على لسان واحد بعدى أنه شعر.. ثم أسلم.. والقصة في صحيح مسلم ..
• لاحظ أنه ورد مثل هذه الصفة عن عتبة بن ربيعة.. وعن النضر بن الحارث.. القرآن لا يشبه نسج الخطب ولا القصائد ولا النثر المعهود عندهم.. ومع ذلك فقد فهموه كله ولم يغب عنهم من معانيه ولا من ألفاظه شيء .. وإلا طعنوا فيه بعدم فقههم له ..
  والظاهر طبعا في هذا السياق أن المشركين لما لم يجدوا بداً من إلحاق القرآن بصنف من أصناف كلامهم.. فألحقوه بأشبه الكلام به.. فقالوا إنه شعر.. تقريباً للدهماء بما عهده القوم من الكلام الجدير بالاعتبار.. من حيث ما فيه من دقائق المعاني وأحكام الانتظام والنفوذ إلى العقول..
• أما كون أنيس كان شاعرا.. فقد جاء في معجم (الاستيعاب في معرفة الأصحاب.(. و حديثهما عند حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر حديث طويل حسن في إسلامه..

.. ألقاكم غدا إن شاء الله..