في جهاد الصحابة.. الحلقة ٢٠١١ أبو موسى الأشعري.. “مزامير داوود” -1
في جهاد الصحابة..
الحلقة الحادية عشر بعد المائتين.. أبو موسى الأشعري.. “مزامير داوود” -1
بقلم/ مجدي سـالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- هو عبد الله بن قيس بن سليم يرجع نسبه إلى قبيلة الأشعريين القحطانية في اليمن..
- مشهور بكنيته واسمِه.. هو صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وفي وصفه ــ رضي الله عنه ــ كان رجلا خفيف الجسم.. قصير.. وهو ممن تقدم إسلامهم.. وممن وصفهم صلى الله عليه وسلم “أصحاب الهجرتين”.. وقال لهم.. “لكم الهجرة مرتين.. هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إليّ”..
- قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عنهم : “يقدم عليكم أقوام هم أرقّ منكم قلوبًا”.. أو قال أفْئِدَةً.. فقدم الأشعريّون فيهم أبو موسى.. فلمّا دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون: غَدًا نلقى الأحِبّهْ مـُحَمّدًا وحِزْبَهْ..
- سكن أبو موسى الرَّمْلة وكان حليفًا لسعيد بن العاص حتى أَسلم بمكة..
ثانيا.. في هجرته رضي الله عنه..
- يروى أنه خرج من اليمن في بضعة وخمسين رجل من قومه.. فيهم أخويه أبو رهم وأبو بردة وأمه ظبية بنت وهب العكيّة التي أسلمت وماتت بالمدينة.. خرجوا في سفينة فجرفهم البحر إلى الحبشة.. حيث كان جعفر بن أبي طالب وأصحابه مهاجرون..
- وفي رواية أنه رحل إلى قبيلته في اليمن.. ثم هاجر إِلى الحبشة.. والثابت أنه قدم مع أَهل السفينتين من الحبشة بينما رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بخيبر.. فأَسهم لهم.. وما قسم لأَحدٍ غابَ عن خيبر منها شيئًا إِلا لمن شهد معه.. إِلا أَصحاب السفينتين مع جعفر بن أبي طالب وأَصحابه..
ثالثا.. في جهاد أبي موسى الأشعري..
- كانت غزوة خيبر أول المشاهد التي شهدها أبو موسى الأشعري مع النبي صلى الله عليه وسلم..
- شارك في سرية “أوطاس” التي بعثها النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة حنين- والتي قادها أبو عامر الأشعري عم أبي موسى- لقتال فلول هوازن بقيادة دريد بن الصمة.. والتي قُتل فيها أبا عامر.. سيأتي تفصيله..
- بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. شارك أبو موسى في الفتح الإسلامي للشام.. وشهد وفاة أبو عبيدة بن الجراح.. وخطبة عمر بن الخطاب بالجابية التي كانت سنة 17هـ..
- شارك في فتح كلٍ من تستر.. والرُها.. وسميساط وما حولهم..
رابعا.. في مكانته رضي الله عنه.. - دعا له النبي صلى الله عليه وسلم.. ولأبي عامر الأشعري (عمه) عند عودته من أوطاس.. فعن أبي بردة .. عن أبي موسى قال : لما فرغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من حنين .. بعث أبا عامر الأشعري على جيش أوطاس .. فلقي دريد بن الصمة .. فقتل دريد .. وهزم الله أصحابه.. فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم .. فأثبته.. فقلت : يا عم.. من رماك ؟ فأشار إليه.. فقصدت له.. فلحقته .. فلما رآني.. ولى ذاهبا . فجعلت أقول له: ألا تستحي ؟ ألست عربيا ؟ ألا تثبت ؟ قال : فكف وانتظر.. فالتقيت أنا وهو.. فاختلفنا ضربتين.. فقتلته..
ثم رجعت إلى أبي عامر.. فقلت: قد قتل الله صاحبك.. قال : فانزع هذا السهم.. فنزعته فنزا منه الماء..
فقال : يابن أخي.. انطلق إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فأقرأه مني السلام.. وقل له: يستغفر لي.. واستخلفني أبو عامر على الناس .. فمكث يسيرا .. ثم مات.. فلما قدمنا.. وأخبرت النبي – صلى الله عليه وسلم- توضأ.. ثم رفع يديه.. ثم قال.. ” اللهم اغفر لعبيد أبي عامر” .. حتى رأيت بياض إبطيه.. ثم قال : “اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك”..
فقلت : ولي يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
” اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه.. وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما”.. - أبو موسى معدود فيمن قرأ على النبي – صلى الله عليه وسلم- وقد أقرأ أهل البصرة.. وفقههم في الدين..
- وعن سماك عن عياض الأشعري.. قال: لما نزلت” : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هم قومك يا أبا موسى”.. وأومأ إليه…. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.