في جهاد الصحابة.. الحلقة ٢٠٢ عبد الله بن سلام.. “شاهد من أهلها” -1
في جهاد الصحابة..
الحلقة الثانية بعد المائتين.. عبد الله بن سلام.. “شاهد من أهلها” –1
بقلم/ مجدي سـالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- إخترنا بن سلام.. لتقديمه بين الصحابة أبطال العقبة.. كما فعلنا مع تقديم سلمان الفارسي.. وصهيب الرومي.. وذلك كوقفة نظهر فيها جانبا من ترجمة الصحابة الذين كانوا على غير دين الإسلام.. ونزل فيه قرآن..
- هو الصحابي الجليل عبد الله بن سلام بن الحارث.. وقال عنه الذهبي في السير: الإمام الحبر.. المشهود له بالجنة.. حليف الأنصار.. وكُنيته: أبو يوسف.. من ذُرِّيـة نبي الله يوسف بن يعقوب الصدِّيق عليه الصلاة والسلام.. قال عنه الذهبي في السير: “الإمام الحَبْر.. المشهود له بالجنة.. حليف الأنصار.. من خواصِّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم”.. كان عبد الله يهوديًّا من يهود بني قَيْنُقَاع.. ثم أسلم مع مَقْدَمَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة..
ثانيا.. قصة إسلامه:
روى حميد.. عن أنس: أن عبد الله بن سلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه إلى المدينة..
فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول ما يأكل أهل الجنة؟ ومن أين يشبه الولد أباه وأمه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “أخبرني بهنَّ جبريل آنفًا”. قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة.. قال: “أمّا أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق.. فتحشر الناس إلى المغرب..
وأما أول ما يأكله أهل الجنة.. فزيادة كبد حوت.. وأما الشَّبَهُ.. فإذا سَبَقَ ماء الرجل نَزَعَ إليه الولد.. وإذا سبق ماء المرأة نزع إليها”.. قال: أشهد أنك رسول الله..
وقال: يا رسول الله.. إن اليهود قوم بهت.. وإنهم إنْ يعلموا بإسلامي بهتوني.. فأرسلْ إليهم.. فسَلْهُمْ عنِّي.. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم.. فقال: “أي رجل ابن سلام فيكم؟”
قالوا: حَبْرُنا وابن حبرنا.. وعالمنا وابن عالمنا.. قال صلى الله عليه وسلم: “أرأيتم إن أسلم.. تسلمون؟”
قالوا: أعاذه الله من ذلك.! قال: فخرج عبد الله.. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله.. وأن محمدًا رسول الله..
فقالوا: شرُّنا وابن شرِّنا.. وجاهلنا وابن جاهلنا.. قال: ويلكم! اتقوا الله.. فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله حقًّا.. قالوا: كذبت.. فقال: يا رسول الله.. ألم أخبرك أنهم قوم بُهْتٌ؟! فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ثالثا.. بشارة ومعجزة (منقول)..
بشَّر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبد الله بن سلام ـ بالجنة.. فعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ قال: ( التمِسوا العلم عند أربعة.. عند: عويمرٍ أبي الدَّرداءِ.. وعند: سلمان الفارسيِّ.. وعند: عبد الله بن مسعود.. وعند: عبد الله بن سلامٍ الذي كانَ يهوديًّا فأسلم.. فإنِّي سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: إنه عاشِرُ عشرةٍ في الجنة ) رواه الترمذي).. وعن خرشة بن الحر قال.. كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة.. وفيها شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام.. فجعل يحدثهم حديثا حسنا.. فلما قام قال القوم: من سَّره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا.. قال: فقلت والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته.. فتبعته فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة ثم دخل منزله.. فاستأذنت عليه فأذن لي.. فقال: ما حاجتك يا ابن أخي؟.. قال: فقلت له سمعت القوم يقولون لك لما قمت من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا فأعجبني أن أكون معك.. قال: الله أعلم بأهل الجنة.. وسأحدثك مم قالوا ذاك.. إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي: قم فأخذ بيدي فانطلقت معه.. فإذا أنا بجواد عن شمالي.. قال: فأخذت لآخذ فيها.. فقال لي: لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال.. قال: فإذا جواد (طريق) منهج على يميني.. فقال لي: خذ هاهنا.. فأتى بي جبلا.. فقال لي: اصعد.. قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على إستي.. حتى فعلت ذلك مرارا.. قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض.. في أعلاه حلقة.. فقال لي: اصعد فوق هذا.. قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء.. فأخذ بيدي فزجل ( دفع ) بي.. فإذا أنا متعلق بالحلقة.. ثم ضرب العمود فخرَّ.. وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت .. قال فأتيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقصصتها عليه.. فقال صلى الله عليه وسلم: “أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال.. وأما الطرق التي رأيتَ عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين.. وأما الجبل فهو منزل الشهداء.. ولن تناله.. وأما العمود فهو عمود الإسلام.. وأما العروة فهي عروة الإسلام ولن تزال متمسكا بها حتى تموت” رواه مسلم..
قال البيهقي: ” وهذه معجزة .. حيث أخبر أنه لا ينال الشهادة.. وهذا ما وقع بالفعل..
.. أراكم على خير إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.