في جهاد الصحابة الحلقة 213 أبو موسى الأشعري “مزامير داوود” -٣
في جهاد الصحابة الحلقة 213 أبو موسى الأشعري “مزامير داوود” -٣
بقلم مجدي سـالم
سابعا.. ما رواه الصحابة عنه..
- قال أبو عثمان النهدي : ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري.. إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة.. من حسن صوته..
- روى هشام بن حسان.. عن واصل مولى أبي عيينة.. عن لقيط.. عن أبي بردة.. عن أبي موسى.. قال: غزونا في البحر.. فسرنا حتى إذا كنا في لجة البحر.. سمعنا مناديا ينادي : يا أهل السفينة.. قفوا أخبركم . فقمت.. فنظرت يمينا وشمالا.. فلم أر شيئا.. حتى نادى سبع مرار.. فقلت : ألا ترى في أي مكان نحن.. إنا لا نستطيع أن نقف.. فقال: ألا أخبرك بقضاء قضى الله على نفسه: إنه من عطش نفسه لله في يوم حار.. كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة.. قال: وكان أبو موسى لا تكاد تلقاه في يوم حار إلا صائما..
- روى حماد بن سلمة.. عن ثابت.. عن أنس : أن أبا موسى كان له سراويل يلبسه مخافة أن يتكشف..
- روى سعيد بن عبد العزيز.. حدثني أبو يوسف حاجب معاوية أن أبا موسى الأشعري قدم على معاوية.. فنزل في بعض الدور بدمشق.. فخرج معاوية من الليل ليستمع قراءته ..
ثامنا.. روايته للحديث النبوي..
- عاصر أبو موسى النبي صلى الله عليه وسلم لسنوات.. وسمع منه الحديث النبوي.. وقد عدّ له الذهبي 163 حديثًا في مسند بقي بن مخلد.. وأحصى له 49 حديثًا في الصحيحين.. وتفرد البخاري بأربعة منها.. ومسلم بخمسة عشر حديثًا..
- كان أبو موسى يتهيّب أن يُكتب الحديث على لسانه.. فقد ذكر ابنه أبو بردة أنه كتب أحاديث عن أبيه.. فعرف أبو موسى بذلك فمحاها.. وقال.. «خذ كما أخذنا»
- روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس وأبي بن كعب وعمار بن ياسر ومعاذ بن جبل.. وروى عنه العديد من الصحابة والتابعون.. منهم بريدة بن الحصيب .. وأبو أمامة الباهلي .. وأبو سعيد الخدري .. وأنس بن مالك .. وطارق بن شهاب .. وسعيد بن المسيب .. والأسود بن يزيد .. وأبو وائل شقيق بن سلمة .. وزيد بن وهب .. وأبو عثمان النهدي .. وأبو عبد الرحمن النهدي .. ومرذة الطيب .. وربعي بن حراش .. وزهدم بن مضرب .. وآخرون سواهم ..
تاسعا.. الأشعري والخلفاء الراشدين..
- ولاّه النبي محمد صلى الله عليه وسلم على كلٍ من زبيد وعدن.. وقد شهد العديد من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع الصحابة الكرام.. كما قد ولاه عمر بن الخطاب على البصرة..
- أما في عهد عثمان بن عفان فقد توّلى مدينة الكوفة.. فعندما استُخلف عثمان بن عفان بعد مقتل عمر بن الخطاب.. عزل عثمان بن عفان أبا موسى عن البصرة.. وتولّى مكانه عبد الله بن عامر بن كريز.. وقد خرج أبو موسى من البصرة وما معه سوى 600 درهم عطاء عياله.. وفيما بعد انتقل إلى الكوفة.. وأقام بها حتى أُخرج سعيد بن العاص منها.. وقد طلب أهل الكوفة من عثمان أن يستعمل أبا موسى عليهم.. فاستعمله.. وبقي والياً عليها حتى قُتل عثمان..
- وفي عهد علي بن أبي طالب فيما بعد.. عزله علي بن أبي طالب عن مدينة الكوفة.. وعند اندلاع فتنة مقتل عثمان.. اختار أبو موسى الانضمام إلى حزب علي بن أبي طالب.. الذي اختاره ليكون مُحكّمًا في جلسة التحكيم التي لجأ إليها الفريقان بعد موقعة صفين..
- روى ابن سعد.. عن ابن عباس.. قلت لعلي يوم الحكمين: لا تحكم الأشعري فإن معه رجلا حذرا مرسا قارحا .. فلزني إلى جنبه.. فلا يحل عقدة إلا عقدتها.. ولا يعقد عقدة إلا حللتها.. قال: يا ابن عباس.. ما أصنع.؟ إنما أوتى من أصحابي.. قد ضعفت نيتهم وكلوا.. فهذا الأشعث يقول: لا يكون فيها مضريان أبدا حتى يكون أحدهما يمان.. قال ابن عباس فعذرته وعرفت أنه مضطهد.. وروى عكرمة.. قال : حكم معاوية عمرا فقال الأحنف بن قيس لعلي : حكم ابن عباس .. فإنه رجل مجرب . قال : أفعل.. فأبت اليمانية وقالوا: حتى يكون منا رجل.. فجاء ابن عباس إلى علي.. فقال : علام تحكم أبا موسى لقد عرفت رأيه فينا.. فوالله ما نصرنا.. وهو يرجو ما نحن فيه فتدخله الآن في معاقد أمرنا.. مع أنه ليس بصاحب ذلك فإذا أبيت أن تجعلني مع عمرو فاجعل الأحنف بن قيس فإنه مجرب من العرب.. وهو قرن لعمرو.. فقال: نعم.. فأبت اليمانية أيضا.. فلما غلب جعل أبا موسى..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.