في جهاد الصحابة الحلقة 221 سلكان بن سلامة بن وقش”أبو نائلة الأنصاري” -3
في جهاد الصحابة..
الحلقة /221 .. سلكان بن سلامة بن وقش..”أبو نائلة الأنصاري” -3
بقلم/ مجدي سـالم
ثالثا.. نكمل.. قصة السرية التي وجهت لقتل عدو الله..
” وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ”.. من سورة البقرة..
- نعود إلى خبر ابن إسحاق: فقال.. كما حدثني عبد الله بن المغيث بن أبي بردة.. أنه قال صلى الله عليه وسلم.. ” من لي من ابن الأشرف”.؟ فقال له محمد بن مسلمة أخو بني عبد الأشهل: أنا لك به يا رسول الله.. أنا أقتله.. فقال صلى الله عليه وسلم.. “فافعل إن قدرت على ذلك”..
- فرجع محمد بن مسلمة.. فمكث ثلاثاً لا يأكل ولا يشرب إلا ما تعَلقَ به نفسه.. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. فدعاه.. فقال.. “لم تركت الطعام والشراب”.؟ قال: يا رسول الله.. قلت لك قولًا لا أدري هل أفينَّ لك به أم لا.؟ فقال صلى الله عليه وسلم..”إنما عليك الجهد”..
- وفي إصابة أحد الخمسة.. أنه قد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه وفي رجله.. أصابهَ بعضُ أسيافهم.. ثم أإخذوا طريقهم في الرجوع.. قال: فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد.. ثم على بني قريظة.. ثم على موضع بعاث.. حتى أسندنا في حرة العريض.. وكان انتظار جريحهم وقد أبطأ عليهم الحارث بن أوس.. بسبب نزفه الدم.. يقول.. فوقفنا له ساعة.. ثم أتانا يتبع آثارنا.. فاحتملناه فجئنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الليل وهو قائم يصلي.. فسلمنا عليه فخرج إلينا فأخبرناه بمقتل عدو الله.. فتفَلَ صلى الله عليه وسلم على جُرح صاحبنا ورجعنا إلى أهلنا..
- كان من أهم آثار قتل كعب بن الأشرف.. وفي عقر ديار اليهود.. إزدياد خوف اليهود على أنفسهم.. يروي بن إسحق.. فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله.. فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه..
رابعا.. نظم عباد بن بشر في فعل السرية..
- حيث قال في ذلك شعراً.. سبق أن جاء في ترجمته رضي الله عنه..
صرخت به فلم يعرض لصوتي *** وأوفى طالعاً من رأس خِدْر
فعدتُ له فقال مَن المنادي *** فقلت أخوك عبادُ بن بشر
وهذي دُرعنا رهناً فخذها *** لشهر إن وَفى أو نصفَ شهر
فقال معاشر سَغبِوُا وجاعوا *** وما عدموا الغنى من غير فقر
فأقبلَ نحونا يهوى سريعاً *** وقال لنا لقد جئتم لأمر
وفي أيماننا بيِض حِدَاد *** مجرَبّةٌ بها الكفارَ نفري
فعانقه ابنُ مسلمة المرُدَّي *** به الكفار كالليث الهزِبَر
وشد بسيفه صَلتْاً عليه *** فقطَّرهَ أبو عبس بن جبْر
وكان الله سادسنا فأُبنا *** بأنعم نعمة وأعز نصر
وجاء برأسه نفر كرام *** هم ناهيك من صِدقٍ وبرِّ
خامسا.. مواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم..
- عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال: لما انتهوا إلى قبر سعد بن معاذ.. نزل فيه أربعة نفر: الحارث بن أوس بن معاذ.. وأسيد بن الحضير.. وأبو نائلة سلكان بن سلامة.. وسلمة بن سلامة بن وقش.. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على قدميه.. فلما وضع في قبره تغير وجهه صلى الله عليه وسلم.. وسبح ثلاثًا فسبح المسلمون ثلاثًا حتى ارتج البقيع.. ثم كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا وكبر أصحابه ثلاثًا حتى ارتج البقيع بتكبيره.. فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقيل: يا رسول الله.. رأينا بوجهك تغيرًا وسبحت ثلاثًا.. فقال صلى الله عليه وسلم:
“تضايق على صاحبكم قبره.. وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها.. ثم فرج الله عنه”.. - كان رضي الله عنه من الرماة المعدودين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. و محارب جيد وفارس بارع.. وكان محبا للنبي صلى الله عليه وسلم.. حتى أنه كان من أكثر الصحابة ثباتًا ودفاعًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد..
سادسا.. في وفاته رضي الله عنه..
لم يرد نص يبين زمن وفاته.. ولا في أي مكان دفن.. رضي الله عنه وأرضاه.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.