في جهاد الصحابة الحلقة 231 في سرية بئر معونة ” وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ”
في جهاد الصحابة..
الحلقة / 231 .. في سرية بئر معونة.. ” وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ”
بقلم/ مجدي سـالم
عاشرا.. نكمل.. في حزن النبي صلى اللهّ عليه وسلم على سرية القراء..
- في تصحيح لخبر في الرواية.. أن بني لحيان ممن أصاب القراء يوم بئر معونة.. وليس كذلك.. وإنما أصاب هؤلاء رِعْل وذكْوان وعصية ومن صحبهم من سليم.. وأما بنو لحيان فهم الذين أصابوا بعثة الرجيع.. وإنما أتى الخبر إلى رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم عنهم كلهم في وقت واحد.. فدعا على الذين أصابوا أصحابه في الموضعين دعاء واحدًا.. فَقَالَ: ” اللهم اشدد وطأتك عَلَى مضر! اللهم سنين كسني يوسف! اللهم عليك ببني لحيان وعضل والقارة وزغب ورعل وذكوان وعصية.. فإنهم عصوا اللَّه ورسوله”..
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اللهم اهد بني عامر واطلب خفرتي مِن عامر بْن الطفيل”..
حادي عشر.. في الإنتقام الإلهي:
- َقَدَمِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ بَنِي عَامِرٍ.. فِيهِمْ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وَأَرْبَدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَزْءِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَعْفَرٍ.. وَجَبَّارُ بْنُ سَلْمَى بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ.. وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ رُؤَسَاءَ الْقَوْمِ وَشَيَاطِينَهُمْ..
- اشتُهر بْنُ الطُّفَيْلِ بفروسيته حتى أن قيصر ملك الروم كان يسأل القادمين من العرب عليه عن صلتهم به..
- وأرادَ عَامِرٍ اِلْغَدْرِ بِالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.. فَقَدِمَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ – عَدُوُّ اللَّهِ – عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وَقَدْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ: يَا عَامِرُ.. إنَّ النَّاسَ قَدْ أَسْلَمُوا فَأَسْلِمْ.. ..
- فقَالَ لَهُم عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ – عَدُوُّ اللَّهِ.. وَاَللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ آلَيْتُ أَنْ لَا أَنْتَهِيَ حَتَّى تَتْبَعَ الْعَرَبُ عَقِبِي.. أَفَأَنَا أَتْبَعُ عَقِبَ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ..؟
- ثُمَّ قَالَ لِأَرْبَدَ بْنُ قَيْسِ: إذَا قَدِمْنَا عَلَى الرَّجُلِ.. فَإِنِّي سَأَشْغَلُ عَنْكَ وَجْهَهُ.. فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَاعْلُهُ بِالسَّيْفِ..
- فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: يَا مُحَمَّدُ.. خَالِنِي..
- قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا وَاَللَّهِ حَتَّى تُؤْمِنَ باللَّه وَحْدَهُ”..
- قَالَ: يَا مُحَمَّدُ خَالِنِي.. وَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ وَيَنْتَظِرُ مِنْ أَرْبَدَ أن يفعل مَا كَانَ أَمَرَهُ بِهِ.. فَجَعَلَ أَرْبَدُ لَا يُحِيرُ شَيْئًا..
قَالَ الراوي: فَلَمَّا رَأَى عَامِرُ مَا يَصْنَعُ أَرْبَدُ.. عاد فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ خَالِنِي.. - قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم ثانية: ” لَا.. حَتَّى تُؤْمِنَ باللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ”..
فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَمَا وَاَللَّهِ لَأَمْلَأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلًا وَرِجَالًا.. - فَلَمَّا وَلَّى.. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” اللَّهمّ اكْفِنِي عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ”..
- فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. قَالَ عَامِرٌ لِأَرْبَدَ: وَيْلَكَ يَا أَرْبَدُ.. أَيْنَ مَا كُنْتُ أَمَرْتُكَ بِهِ؟ وَاَللَّهِ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ رَجُلٌ هُوَ أَخْوَفَ عِنْدِي عَلَى نَفْسِي مِنْكَ.. وَاَيْمُ اللَّهِ لَا أَخَافُكَ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا..
- قَالَ إربد بن قيس: لَا أَبَا لَكَ! لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ.. وَاَللَّهِ مَا هَمَمْتُ بِاَلَّذِي أَمَرْتنِي بِهِ مِنْ أَمْرِهِ إلَّا دَخَلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ الرَّجُلِ.. حَتَّى مَا أَرَى غَيْرَكَ.. أَفَأَضْرِبكَ بِالسَّيْفِ؟
- وفي رواية عن موت عامر بن الطفيل.. أنهم َخَرَجُوا رَاجِعِينَ إلَى بِلَادِهِمْ.. حَتَّى إذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ.. بَعَثَ اللَّهُ عَلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ الطَّاعُونَ فِي عُنُقِهِ.. فَقَتَلَهُ اللَّهُ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سَلُولَ.. فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا بَنِي عَامِرٍ.. أَغُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْإِبِلِ.. وَمَوْتًا فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ..؟ فلم تزل تلك حاله حتى سقط عن فرسه ميتا..
- وفي رواية عن مَوْتُ أَرْبَدَ بِصَاعِقَةِ وَمَا نَزَلَ فِيهِ وَفِي عَامِرٍ:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ خَرَجَ أَصْحَابُهُ حِينَ وَارَوْهُ.. حِينَ قَدِمُوا أَرْضَ بَنِي عَامِرٍ شَاتِينَ.. فَلَمَّا قَدِمُوا أَتَاهُمْ قَوْمُهُمْ فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكَ يَا أَرْبَدُ؟ قَالَ: لَا شَيْءَ وَاَللَّهِ.. لَقَدْ دَعَانَا إلَى عِبَادَةِ شَيْءٍ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ عِنْدِي الْآنَ.. فَأَرْمِيَهُ بِالنَّبْلِ حَتَّى أَقْتُلَهُ.. فَخَرَجَ بَعْدَ مَقَالَتِهِ بِيَوْمِ أَوْ يَوْمَيْنِ مَعَهُ جَمْلٌ لَهُ يَتْبَعُهُ.. فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى جَمَلِهِ صَاعِقَةً.. فَأَحْرَقَتْهُمَا.. وَكَانَ لأَرْبَدُ بْنُ قَيْسٍ أَخٌ لِأُمِّهِ.. هو لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَة..
ثاني عشر.. في آيات من القرآن نزلت فيهما..
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.. قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي عَامِرٍ بن الطفيل وَأَرْبَدَ بن قيس:
” اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) ” [ سورة الرعد ]..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.