في جهاد الصحابة.. الحلقة /239 أبو طلحة زيد بن سهل.. “إنفروا خفافا وثقالا” -١
في جهاد الصحابة..
الحلقة / 239 .. أبو طلحة زيد بن سهل.. “إنفروا خفافا وثقالا” –1
بقلم/ مجدي سـالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عَمْرو بن زَيْد مناة بن عمرو بن مالك بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ.. أبو طلحة.. المشهور بكنيته..
- ووَهم مَنْ سَماه سهل بن زيد.. وهو قول ابن لهيعة عن أبي الأسود.. عن عُروة في تسمية مَنْ شهد العقبة..
- وقال ابْنُ سَعْد: أخبرنا معَن بن عيسى.. أخبرنا أبو طلحة مِنْ ولده.. قال: اسم أبي طلحة زيد.. وهو القائل:
أَنَا أَبُــو طَلْحَـة وَإسْمِي زَيْـــدُ .. وَكُلَّ يَـــوْم فِي سِلَاحِي صَيْـــــدُ.. [الرجز].. حسب الإصابة في تمييز الصحابة.. - وهو (زيد بن سهل بن الأسود بن حزام) حسب الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
- وهو ( زَيْدُ بن سَهْل بن الأسْوَد بن حَرَام بن عُمَر بن زيد مَنَاة بن عدِيّ) حسب أسد الغابة..
- وله من الولد: عبد الله.. وأبو عمير.. أمهما أم سليم بنت ملحان..
- أشتهر أبو طلحة بإنه كان لا يُفطر إلا في الأعياد.. حيث رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال:
(أنَّ أبا طلحة صام بعد رسول اللَّه أربعين سنةً.. لا يُفطرُ إلَّا يوم فطرٍ أو أضحى)..
ثانيا.. في قصة إسلامه رضي الله عنه..
كانت أم سليم – والدة أنس بن مالك – رضي الله عنها- سبب إسلام أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه..
- فقد رُوي أن زوجها مالك خرج إلى الشام.. لأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرّم الخمر.. وهلك هناك.. فجاء أبو طلحة -رضي الله عنه- وخطبها.. ولمّا كلّمها في ذلك قالت له: ( والله ما مثلُك يا أبا طَلحة يُردُّ.. ولكنَّك كافرٌ.. وأنا مُسلمةٌ.. ولا يحلُّ لي أن أتزوَّجك.. فإن تُسلم فذاك مهري.. ولا أسألُك غَيره)
- فانطلق أبو طلحة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو جالسٌ بين الصحابة رضي الله عنهم.. وأخبره بما قالت أم سليم.. ثمّ نطق الشهادتين وأسلم.. وتزوّجها على ذلك.. فكانت أعظم النساء مهراً.. لأنّها رضيت بإسلامه مهراً لها.. وفضلته على العديد من الخطاب..
ثالثا.. ما كان بعد الهجرة..
- بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.. آخى النبي بينه وبين الأرقم بن أبي الأرقم.. وقيل بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح.. وأحب أبو طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فكان يديم النظر إليه ولا يرتوي من الاستماع إلى عذب حديثه صلى الله عليه وسلم..
رابعا.. في جهاده رضي الله عنه..
- شهد أبو طلحة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار..
- وحارب أبو طلحة مع النبي صلى الله عليه وسلم في المشاهد كلها.. وثَبُتَ معه يوم أحد.. وكان من الرماة المعدودين.. روى عفّان بن مسلم حتى أنس بن مالك.. أنّ أبا طلحة كان يرمي بين يدي النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يوم أُحُدٍ.. والنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم خَلْفَه يتترّس به.. فكان إذا ما رفع رأسه ينظر أين وقع سهمه.. فيرفع أبو طلحة رأسه ويقول: هكذا بأبي أنتَ وأمّي يا رسول الله لا يصيبك سَهْمٌ.. نَحْري دون نحرك..
- وكان أبو طلحة يَشور نفسه بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ويقول: إني جَلْد يا رسول الله فوَجّهْني في حوائجك ومُرْني بما شئتَ..
- وكان ممن جمع المسلمين يوم حنين.. لما انكشف الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم..”من قتل قتيلاً.. فله سلبه”.. فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً.. وأخذ أسلابهم.. وروى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: “صوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة”..
- في عهد خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أراد المسلمون الغزو في البحر.. وكان حينها أبو طلحة -رضي الله عنه- رجلٌا كبيرا في السن.. وعلى الرغم من صعوبة الغزو في البحر وعناء الكبر إلا إنّ أبا طلحة أخذ يجهّز نفسه للخروج مع المسلمين.. فطلَب منه أبنائه عدم الخروج لإنّه أصبح شيخاً كبيراً.. بالإضافة إلى أنّه قد غزا في شبابه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأبي بكر الصديق.. وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعاً.. فطلبوا إليه الركون إلى الراحة.. والسماح لهم بالغزو بدلاً منه.. ولكن أبا طلحة -رضي الله عنه- أصرّ على الخروج للغزوة.. وقال لهم: إن الله تعالى قال: (انفِروا خِفافًا وَثِقالًا).. ويقصد بذلك أنّ الله تعالى- استنفر الجميع الشيوخ والشباب.. ونفر أبو طلحة – رضي الله عنه- في تلك الغزوة.. وبينما هو على ظهر السفينة في وسط البحر مرض مرضاً شديداً توفّي على إثره.. فأخذ المسلمون يبحثون عن يابسةٍ ليدفنوه فيها.. ولكنّهم لم يجدوا إلا بعد سبعة أيام.. فلم يتغير فيها.. ودُفن أبو طلحة وحيداً بعيداً عن الأهل والوطن في جزيرةٍ نائيةٍ.. فكانت حياته ووفاته في سبيل الله.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.