في جهاد الصحابة.. الحلقة 244.. بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي.. “لا أشهد على جور” -2

في جهاد الصحابة..
الحلقة 244.. بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي.. “لا أشهد على جور” -2

بقلم/ مجدي سـالم

ثالثا.. بعض ما روى بشير بن سعد.. نكمل..

• روى عنه ابنه النعمان.. وجابر بن عبد الله.. وروى عنه مرسلًا عروة والشعبي.. لأنهما لم يدركاه..
  وفي العدل بين الأبناء.. ولأهمية الحديث نورد عدة روايات هنا..
• روى عامر.. قال: سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما.. وهو على المنبر يقول: أعطاني أبي عطية.. فقالت عمرة بنت رواحة.. وهي أمه.. لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
  فأتى بشير بن سعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية.. فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله.. قال: «أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟».. قال: لا..
  قال: «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم».. قال: فرجع بن سعد فرد عطيته..
• وفي رواية مشابهة.. عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه: أن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال.. إني نَحَلْتُ (أعطيت) ابني هذا غلاما كان لي.. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أَكُلَّ ولدك نحلته مثل هذا؟.. فقال: لا.. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: فأرجعه.. فرجع أبي.. فرد تلك الصدقة..
• وفي رواية: فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم..” يا بشير ألك ولد سوى هذا؟.. قال: نعم.. قال: أَكُلَّهم وهَبْتَ له مثل هذا؟”.. قال: لا.. قال: “فلا تشهدني إذا.. فإني لا أشهد على جور”
• وفي رواية..” لا تشهدني على جور..رواه البخاري ومسلم وغيرهما ..
• وفي رواية ابن ماجه عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ قال.. انطلق به أبوه يحمله إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.. فقال: اشهد أني قد نحَلْتُ النعمان من مالي كذا وكذا.. فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ” فكل بنيك نحلتَ مثل الذي نحلت النعمان؟”.. قال: لا.. قال:
  “فأشهد على هذا غيري.. أليس يسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟”.. قال: بلى.. قال: “فلا.. إذاً”..
  وفي رواية الإمام أحمد.. عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ..
  ” إعدلوا بين أولادكم.. اعدلوا بين أولادكم.. اعْدِلوا بين أولادكم “..
  قال الشيخ ابن عثيمين: ” النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعطاه نِحْلة غلاما.. وفي رواية حائطا ( بستانا ).. ولعله أعطاه البستان والغلام من أجل أن يعمل في البستان.. فقالت أمه عمرة بنت رواحة ـ رضي الله عنها ـ وهي فقيهة: لا أرضى أن تعطي ابني هذا دون إخوانه حتى تُشْهِدَ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم..
  فذهب إلى النبي يشهده على ذلك.. فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له..”ألك بنون سواه”.؟ قال: نعم.. قال: أعطيتهم مثل ما أعطيت النعمان؟.. قال: لا.. قال: رُد ـ يعني رد ما أعطيت ..
  ثم قال..” أشهد على هذا غيري”.. وهذا تبرؤ منه وليس إباحة له على أن يُشْهِدَ على ذلك.. بل هو تبرؤ منه.. ولهذا قال: أشْهِد على هذا غيري.. فإني لا أشهد على جور”..
• وقال ابن القيم في (تحفة المودود بأحكام المولود) قوله صلى الله عليه وسلم..” أشهد على هذا غيري”..

رابعا.. ما كان منه يوم سقيفة بني ساعدة..

قال يحيى بن سعيد الأنصاري: لما قبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عيادة في سقيفة بني ساعدة.. فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح.. فقال بشير بن البراء الأنصاري: منا أمير ومنكم أمير.
قال عمر: فأردت أن أتكلم فمنعني أبو بكر.. فقلت: لا أعصيه.
ثم تكلم أبو بكر.. فما ترك شيئاً أردت أن أتكلم به إلا تكلم به وزاد عليه.. وذكر حق الأنصار وما
أعطاهم الله وقال: نحن الأمراء وأنتم الوزراء.. والأمر بيننا نصفان كقد الأنملة.
فقال بشير بن سعد: والله ما إياكم أيها الرهط يكره.. ولا عليكم ننفسها.. ولكنا نتخوف أن يليها قومٌ – أو قال: رجال – قد قتلنا آباءهم وأبناءهم.
قال يحيى: فزعموا أن عمر بن الخطاب قال: إذا كان ذلك فاستطعت أن تموت فمت.
قال يحيى بن سعيد: فكان أول من بايع أبا بكر بشير بن سعد أبو النعمان بن بشير.
وقال عمر بن الخطاب في مجلسٍ وحوله المهاجرون والأنصار: أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ما كنت فاعلين؟ فسكتوا – فقال ذلك مرتين أو ثلاثاً – فقال بشير بن سعد: لو فعلت ذلك قومناك تقويم القدح..
فقال عمر: أنتم إذاً أنتم..

خامسا.. في جهاده بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

شهد موقعتي اليمامة ثم خرج مع خالد بن الوليد إلى عين التمر واستشهد فيها بعد أن شارك في فتح البصرة وقيل العراق.. توفي سنة 12 للهجرة في عين التمر..
.. أراكم على خير إن شاء الله…