في جهاد الصحابة الحلقة 248 عبد الله بن زيد بن ثعلبة الأنصاري “أراه الله الآذان”-1
في جهاد الصحابة..
الحلقة 248 عبد الله بن زيد بن ثعلبة الأنصاري.. (أراه الله الآذان) -1
بقلم مجدي سـالم
أولا.. في نسبه بعض خلاف.. ثم مقدمه..
- عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد الله بن ثعلبة بن زيد من بني جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري.. واشتهرت يسرته برائي الأذان. كذا نسبه أبو عُمر.. فزاد في نسبه ثعلبة.. والمعروف إسقاطه.)) حسب الإصابة في تمييز الصحابة..
- ((عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد الله بن زيد)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
- ((عبد الله بن زَيد بن عبد رَبّه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج)) الطبقات الكبير..
- فهو عَبْدُ اللّهِ بنُ زَيْد بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَبْدِ رَبِّه بنِ زَيْد.. من بني جُشم بن الحارث بن الخزرج الأَنصاري الخزرجي الحارثي.. يكنى أَبا محمد.. قاله أَبو عمر..
- وقال عبد اللّه بن محمد الأَنصاري: ليس في آبائه ثعلبة.. إِنما هو عبد اللّه بن زيد بن عبد رَبِّه بن زيد بن الحارث. وثعلبةُ بن عبد ربه عَمُّ عبد اللّه بنِ زيد.. فأَدخلوه في نسبه.. وذلك خطأٌ..
وقد نسبه كما ذكرناه ابنُ الكلبي وابن منده وأَبو نعَيم.. وأَثبتوا ثعلبة في آبائه..))
يقول الراوي.. قولُ أَبي عمر في نسبه: “إِنه من بني جُشَم بن الحارث بن الخزرج”.. هو وَهْم منه.. وإِنما هو من بني زيد بن الحارث بن الخزرج.. - ومثله نسبه ابن الكلبي.. فبان بهذا أَنه ليس من بني جُشَم.. وإِنما دخل الوهم عليه أَنه رأَى ابن إِسحاق قد قال: “ومن بني جُشَم بن الحارث وزيد بن الحارث: خُبَيْب”. ونسبه إِلى جشم.. ثم قال: “وعبد اللّه بن زيد”. فظنه من جشم أَيضًا.. ولو استقصى النظر لعلم أَنه من “زيد” لا من “جشم”.. والله أَعلم.)) أسد الغابة..
- كان لعبد الله بن زيد من الولد محمد.. وبه يكنى..
- وأمّه سَعْدة بنت كُليب بن يساف بن عُتْبَة بن عمرو وهي ابنة أخي خُبيب بن يساف.. وأمّ حميد بنت عبد الله وأمّها من أهل اليمن..
- ولعبد الله بن زيد عقب بالمدينة وهم قليل.. أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرني كثير بن زيد عن المطّلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن محمّد بن عبد الله بن زيد أنّ أباه كان يكنى (أبا محمّد) كما تقدم..
- قال محمّد بن عمر: وكان عبد الله بن زيد يكتب بالعربيّة قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلًا.. له أحاديث يسيرة.. وأحاديثه في السنن الأربعة.. وقَالَ الترمذي.. لا نعرف له عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا يصحُّ إلا هذا الحديث الواحد).. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: (لا نعرف له شيئًا يصح غيره) وأطلق غَيْرُ واحد أنه ليس له غيره.. وهو خطأ.. فقد جاءت عنه عدةُ أحاديث ستة أو سبعة أحاديث..
ثانيا.. في جهاده رضي الله عنه..
- قال ابن إِسحاق ـــ هو فيمن شهدوا العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار: روايتهم جميعًا.. وقال ابن إسحق: وعبد اللّه بن رَوَاحة.. ثم قال: وعبد اللّه بن زيد بن ثعلبة بن عبد رَبِّه بن زيد بن الحارث بن الخزرج..
- وكذا قال فيمن شهد بدرًا.. ومن بني جُشم بن الحَارث بن الخزرج.. وزيد بن الحارث بن الخزرج.. وهما التوأَمان: خُبَيب بن إِساف بن عِنْبة بن عمرو بن خدِيج بن عامر بن جُشم.. وعبد اللّه بن زيد بن ثعلبة بن عبد رَبِّه بن زيد بن الحارث بن الخزرج..
- وشهد وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وكانت معه راية بني الحارث بن الخزرج في غزوة فتح مكة..
ثالثا.. في فضل عبد الله بن زيد..
- أروى موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا أبان بن يزيد العطّار إلى أنّ أبا سلمة حدّثة أنّ محمّد بن عبد الله بن زيد حدّثة.. أنّ أباه شهد النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم عند المَنْحَر ومعه رجل من الأنصار.. وقسم رسول الله ضحايا فلم يصبه ولا صاحبَه شيء.. فحلق رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه.. فقسم منه على رجال.. وقلَّم أظفاره فأعطاه وصاحبه.. قال: فإنّه عندنا مخضوب بالحنّاء والكَتَم..
رابعا.. رؤيا الأذان..
رأى عبد الله بن زيد رؤيا الأذان في السنة الأولى من الهجرة.. فذهب للنبي صلى الله عليه وسلم وقال..
( يا رسول الله.. إنه طاف بي هذه الليلة طائف.. مر بي رجل عليه ثوبان أخضران.. يحمل ناقوسا في يده.. فقلت له: يا عبد الله.. أتبيع هذا الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قال: قلت: ندعو به إلى الصلاة.. قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قال: قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدًا رسول الله.. أشهد أن محمدًا رسول الله.. حي على الصلاة.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. حي على الفلاح.. الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله) ..
فأَمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح وعبد الله إبن أم مكتوم معه من بعد – رضي الله عنهما – .. أَن يؤذِّنا على ما رآه عبد اللّه بن زيد رضي الله عنه.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.