في جهاد الصحابة الحلقة 249 عبد الله بن زيد بن ثعلبة الأنصاري.. “أراه الله الآذان” –
في جهاد الصحابة..
الحلقة 249 عبد الله بن زيد بن ثعلبة الأنصاري “أراه الله الآذان” -2
بقلم مجدي سـالم
خامسا.. عبد الله بن زيد والحديث النبوي..
- جاء في التفسير الكبير أن قوله تعالى..” وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا”.. سورة النساء – الآية 69..
نزلت فيه حين ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم يشكو له شوق الصحابة إليه عندما يغيبون عنه.. مما دعاه للتساؤل كيف لهم أن يروا النبي محمد في الآخرة وهو في مرتبة عالية في الجنة.. فنزلت تلك الآية.. - الصحيح أن له أحاديث.. وروى عنه سعيد بن السيّب.. وعبد الرَّحمن بن أبي ليلى.. وابنه محمد بن عبد الله بن زيد.. وهو الذي أُرِيَ الأَذان في النوم.. وكانت رُؤْياه سنة في السنة الأولى من الهجرة..
فبعد ما بَنَى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم مسجده.. قال عبد اللّه بن زيد:
( لَمَّا أَصبحنا أَتيتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم فأَخبرته بالرؤْيا.. وقد تقدم ذكرها.. فقال صلى الله عليه وسلم..
” هَذِهِ رُؤْيَا حَقٌّ.. فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ.. فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا قِيْلَ لَكَ.. وَلْيُنَادِ بِذَلِكَ” ..
قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ نِدَاءَ بِلَالٍ بِالْصَّلَاةِ.. خَرَجَ إِلَى رَسُوْلِ الله صَلَّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ.. وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُوْلَ الله.. وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي قَالَ..
فَقَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى الله عليه وسلم..” فَلِلَّهِ الْحَمْدُ.. فَذَاكَ أَثبْتُ”.. (منقول) - وفي رواية أخرى.. روى الأعمش عن عمرو بن مرة .. عن عبد الرحمن بن أبي ليلى .. قال : حدثنا أصحاب محمد .. صلى الله عليه وسلم : أن عبد الله بن زيد جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله .. إني رأيت في المنام كأن رجلا قام على جذم حائط .. فأذن مثنى .. وأقام مثنى.. وقعد قعدة .. وعليه بردان أخضران .
- ولأمانة الرواية.. قال محمد بن عيسى: عبد اللّه بن زيد هو ابن عبد رَبِّه.. ولا نعرف له عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا يَصِحّ إِلا هذا الحديث الواحد.. وعبد اللّه بن زيد بن عاصم المازني عم عبَّاد بن تَمِيم..
- روي عن عبد اللّه بن زيد أنه تصدق بمال لم يكن له غيره.. كان يعيش به هو وولده.. فدفعه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فجاء أبوه.. أو جده زيد إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله.. إن عبد اللّه بن زيد تصدق بماله وهو الذي كان يعيش فيه.. فدعا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عبد اللّه بن زيد فقال.. ” إِنَّ الله قَدْ قَبِلَ مِنْكَ صَدَقَتَكَ.. وَرَدَّهَا مِيْرَاثًا عَلَى أَبَوَيْكَ”.. قال بشير: فتوارثناها.. ورواه يحيى القطان.. عن عبيد اللّه عن بشير فقال: فجاء أبوه.. أو جده زيد..
- ومرة أخرى.. قَالَ التّرْمِذِيُّ: لا نعرف له عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا يصحُّ إلا هذا الحديث الواحد.. وهو خطأ.. فقد جاءت عنه عدةُ أحاديث ستة أو سبعة.. وجَزَمَ البَغَوِيُّ بأن ما له غير حديث الأذان.. وحديثه عند التّرمذي وصحَّحه.. وفي النّسائي له حديثٌ: أنه تصدق على أبويه ثم توضّأ..
- روى عنه سعيد بن المسيّب.. وعبد الرَّحمن بن أبي ليلى.. وابنه محمد بن عبد الله بن زيد.. حسب رواية الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
سادسا.. في وفاته / إستشهاده رضي الله عنه..
- الإستدلال من حديث في “الحلية” قال: دخلَتْ ابنةُ عبد الله بن زيد بن ثعلبة على عُمر بن عبد العزيز فقالت:
أنا ابنة عبد الله بن زيد شهِد أَبي بدرًا وقُتل بأحد.. فقال: سَلِيني ما شئت.. فأعطاها رضي الله عنه.. أنه رضي الله عنه قد قتل بأحد.. - بينما قال محمد بن عبد الله بن زيد: توفي أبي عبد الله بن زيد بالمدينة.. سنة اثنتين وثلاثين.. وهو ابنُ أربع وستين.. وصلَّى عليه عثمان.. وهي رواية أخرى فيها إبنه..
- وَقَالَ الحَاكِمُ: “الصحيح أنه قُتل بأُحد.. فالرواياتُ كلها منقطعة.. وَخَالَفَ ذَلِكَ في “المُسْتدْرَكِ”.. (منقول)
سابعا.. إستدراك واجب..
أنه روي أن إضافة “ثعلبة” في نسبه غير صحيح والله أعلم..
رحم الله عبد الله بن زيد الأنصاري البدري الأحدي.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.