في جهاد الصحابة الحلقة 257 عبد الله بن أم مكتوم ” أن جاءه الأعمى” -2
في جهاد الصحابة..
الحلقة 257 عبد الله بن أم مكتوم ” أن جاءه الأعمى” -2
بقلم مجدي سـالم
ثالثا.. نكمل.. عبد الله بن مكتوم والحديث النبوي..
- “قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن زياد بن فيّاض عن إبراهيم قال: أتَى عمرو ابن أمّ مكتوم رسول الله فشكا قائده.. وقال: إنّ بيني وبين المسجد شَجَرًا.. فقال له رسول الله – صَلَّى الله عليه وسلم – أتسمع الإقامةَ؟” قال: نعم.. فلم يُرَخّصْ له..
- قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد الدراوَرْديّ عن موسى بن عُبيدة أبي عبد العزيز الرّبَذيّ عن نافع عن ابن عمر قال: كان يؤذّن لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. بلال بن رَباح وابن أمّ مكتوم.. قال فكان بلال يؤذّن بليل ويُوقِظ الناسَ.. وكان ابن أم مكتوم يتوخَّى الفَجرَ فلا يُخْطِئُه.. فكان بلال يقول: كلوا واشربوا حتى يؤذّن ابنُ أمّ مكتوم..
- وفي الحديث الشهير.. في نزول قرآن في عبد الله بن مكتوم.. قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدّثنا هشام بن عُرْوة عن أبيه قال: كان النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم جالسًا مع رجال من قريش.. فيهم عُتْبة بن ربيعة وناس من وجوه قريش.. وهو يقول لهم..” أليس حسنًا أن جئتُ بكذا وكذا؟” قال.. فيقولون: بلى والدماء.. قال.. فجاء ابن أمّ مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله عن شيء فأعرض عنه..
فأنزل الله تعإلى..
“عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)”..
روى يزيد بن هارون قال: أخبرنا جُويبر عن الضحّاك في قوله “عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى..”.. قال: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. تصدّى لِرجل من قريش يدعوه إلى الإسلام.. فأقبل عبد الله ابن أمّ مكتوم الأعمى.. فجعل يسأل رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. يُعْرِضُ عنه ويَعْبِسُ في وجهه ويُقْبِلُ على الآخر.. وكلّما سأله الأعمى عبس في وجهه وأعرض عنه فعاتب الله رسولَه فقال: عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَآءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى.. إلى قوله.. فَـأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى.. فلما نزلت هذه الآية دعاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فأكرمه واستخلفه على المدينة مرّتين..
رابعا.. في إستخلافه على المدينة..
روى محمد بن عمر.. استخلف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. على المدينة ابنَ أمّ مكتوم حين خرج في غزوة قَرْقَرَة الكُدر إلى بني سُليم وغَطَفان.. فكان يُجَمّعُ بهم ويخطب إلى جنب المنبر فيجعل المنبر عن يساره.. واستخلفه أيضًا حين خرج في غزوة بني سُليم ببُحْران ناحية الفُرْع.. واستخلفه حين خرج إلى غزوة أحُد وحين خرج إلى حَمْراء الأَسَد وإلى بني النضير وإلى الخندق وإلى بني قُريظة وفي غزوة بني لحْيان وغزوة الغابة وفي غزوة ذي قَرَد وفي عُمْرة الحُديبية.. فكان ابنَ أمّ مكتوم يصلّي بهم وهو أعمى..
خامسا.. في جهاد عبد الله بن مكتوم..
- روى مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو هلال الراسبيّ عن قتادة عن أنس بن مالك أنّ ابن أمّ مكتوم خرج يوم القادسيّة عليه دِرْع ٌسابغة.. والرواية بلفظ آخر.. قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس أنّ عبد الله بن زائدة- وهو ابن أمّ مكتوم- كان يقاتل يومَ القادسيّة وعليه دِرع له حَصينة سابغة..
- روى محمد بن عمر قال: حدّثنا معمر عن قَتادة عن أنس أنّ ابن أمّ مكتوم شهد القادسيّة ومعه الراية..
- روى عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن زياد بن فيّاض عن أبي عبد الرحمن قال: لما نزلت “لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ”.. (سورة النساء: 95).. فقال ابن أمّ مكتوم يا ربّ ابْتَلَيْتَني فكيف أصنع؟ فنزلَتْ..”غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ”.. وفي رواية.. أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة قال: أخبرنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نزلَت: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.. فقال عبد الله ابن أمّ مكتوم: أيْ رَبّ أنْزِلْ عُذْري أنْزِلْ عُذْري. فأنزل الله.. “غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ”.. فجُعِلَتْ بينهما.. وكان بعد ذلك يغزو فيقول: ادفعوا إليّ اللواءَ فإنّي أعمى.. لا أستطيع أن أفِرّ وأقيموني بين الصفّين..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.