في جهاد الصحابة الحلقة 265 كعب بن عمرو السلمي” من أنظر معسرا ” -2
في جهاد الصحابة..
الحلقة / 265 ..” كعب بن عمرو السلمي”_” من أنظر معسرا ” -2
بقلم مجدي سـالم
ثالثا.. في رواية الحديث النبوي.. نكمل..
- روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم.. و روى عنه: صيفي مولى أبي أيوب الأنصاري وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت وموسى بن طلحة بن عبيد الله وحنظلة بن قيس الزرقي وربعي بن حراش وابنه عمار بن أبي اليسر وعمر بن الحكم بن رافع الأنصاري..
وفي باقي مروياته: له أحاديث قليلة.. روى له البخاري في الأدب المفرد.. وروى له باقي الجماعة.. ما يلي: - في رواية عن عون بن عبد اللَّه بن عُتْبَة عن آخرين قال: كان لأَبي اليَسَر على رجل دين.. فأَتاه يتقاضاه في أَهله.. فقال الرجل للجارية: قولي له: “ليس هاهنا”.. فسمع كعب صوته فقال له: اخرج فقد سَمِعت صوتك..
فخرج إِليه.. فقال له: ما حملك على ما صنعت.؟ قال الرجل.. العسرة..
قال: الله.؟ (يستحلفه).. قال: الله.. (يصدقه)
قال: اذهب فلك ما عليك.. إِني سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: “مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ.. كَانَ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ القِيَامَةِ ـــ أَوْ: فِي كَنَفِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ”
( قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأَحول إِلا أَبو الأَحوص)..
ولنا هنا ما جاء في ثواب الصدقة.. ففى الحديث النبوى الشريف: “مكتوب على باب الجنة: العطية بعشرة أمثالها.. والقرض بثمانى عشرة”.. فها هو أبواليسر رجل يتابع الحقوق المالية التى تخصه وهذا فهم إيمانى صائب.. للمحافظة على الحقوق من الضياع بسبب الإهمال وعدم المتابعة.. من ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز» و«إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة» ( البقرة 280).. وفي الحديث كذلك التثبت من أحوال السائل ـ اذا كان ذلك فى الاستطاعة وبصورة كريمة ـ تجعل الصدقة تصل الى مستحقيها.. بدلاً عن وصولها إلى أهل الحيلة والمكر.. فلما أجاب الرجل بأن السبب العسرة وضيق الحال.. عفا أبواليسر عنه وأسقط الدين الذى على الرجل.. - عن أبو اليسر صاحب رسول الله قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: “من أحب أن يظله الله عز وجل في ظله فلينظر المعسر أو ليضع عنه”..
- ومما روي أنه كان هذا الصحابي الجليل سببًا في نزول الآية الكريمة رقم 114 من سورة هود.. بسم الله الرحمن الرحيم : (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) .. فقد كان أبو اليسر يبيع التمر بالمدينه وجاءته امرأة لتشترى التمر.. فأخبرها بأن هناك تمر بالبيت أجود.. فدخلت بيته فهوى إليها ليقبلها.. ثم ندم مباشرة على ما فعل.. وقابل سيدنا عمر بن الخطاب وسأله .. فقال له سيدنا عمر: اتق الله واستر على نفسك.. ولكنه لم يصبر وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما فعل.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا.. فقال أبو اليسر حتى تمنيت أنه لم أكن أسلمت إلا تلك الساعة.. حتى ظننت أنني من أهل النار.. فأطرق رسول الله صلّى الله عليه وسلم طويلًا حتى أوحى الله إليه بالآية الكريمة..
“وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ”..
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العصر..” أصليت العصر معنا.؟” فقال الصحابي الجليل.. نعم.. فقال صلى الله عليه وسلم..” لقد عفا الله عنك”.. فقال الصحابة.. أ له خاصة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم..” إنها للناس عامة”.. وقد أتيت بنفس الرواية لكن عن عمرو بن غزية.. والله أعلم.. - وفي غزوة بدر.. بينما هو في قلب المعمعة انتهى إلى العباس بن عبد المطلب.. فقال له أبو اليسر جزتك الجواري أتقتل إبن أخيك؟ فقال ما فعل محمد ؟ وهو بذلك كان يقصد أن يسأل عن محمد النبي صلّ الله عليه وسلم وهل أصيب أم ماذا.؟ فأخبره أبو اليسر الله أعز وأنصر .. فقال العباس بن عبد المطلب : كل شيء ما خلا محمدًا خلل .. أي كل شيء ما عدا محمد يهون .. وأكمل العباس قائلًا لأبو اليسر ماذا تريد ؟ فقال له أبو اليسر إن رسول الله نهى عن قتلك .. قال العباس ليس بأول صلته وبره.. وانطلق أبو اليسر بالعباس أسيرًا.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب..” أفد نفسك.. ففدى نفسه بمائة أوقية من الذهب”..
رابعا.. في وفاته رضي الله عنه..
روي انه من آخر من بقي من البدريين.. مات بالمدينة في سنة خمس وخمسين.. وبعضهم يقول هو آخر من مات ممن شهد بدرا.. فالله أعلم.. خرج له مسلم دون البخاري.. أراكم غدا إن شاء الله..
الصورة.. للمدينة المنورة قديما..
التعليقات مغلقة.