في جهاد الصحابة الحلقة 279 النعيمان بن عمرو بن رفاعة ” خفيف الظل ” -1
في جهاد الصحابة
الحلقة 279 النعيمان بن عمرو بن رفاعة ” خفيف الظل ” -1
بقلم مجدي سـالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- هو النَّعْمَانُ بن عَمْرو بن رِفَاعَةَ بن سَوَاد ـــ واشتهر بين الصحابة بخفة ظله.. وإن اختلف في صحة بعض الروايات.. وسننقل بعضا من تحقيقها لاحقا..
- وقيل: رفاعة بن الحارث بن سَوَاد بن مالك بن غَنْم بن مالك بن النجار.. وهو الذي يقال له: نعيمان.. أَخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر.. وابن منده.. وأبا نعيم]].. إِلا أَن ابن منده وأَبا نعيم لم يذكرا أَنه نُعَيمان.. إِلا أَنهما نسباه كذلك.. حسب أسد الغابة..
- النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ.. ووقع عند ابن أبي حاتم نعيمان بن رفاعة من بني تميم بن مالك بن النجار.. فهو نجاري أنصاري..
- الراوي: فنسبه لجده.. وصحف غنم بن مالك.. فقال: تميم بن مالك..
- قال ابْنُ الْكَلْبِيِّ: أمه فطيمة (فاطمة) الكاهنة.. وفي مسند محمد بن هارون الرُّوياني: حدثنا خالد بن يوسف.. حدثنا أبو عوانة.. عن عمر بن أبي سلمة.. عن أبيه.. قال: مات عبد الرحمن بن عوف عن أربع نسوة: أم كلثوم بنت عُقبة بن أبي مُعيط وأخت نعيمان.. قلت: فما أدري هو ذا أم غيره.. الإصابة في تمييز الصحابة.
- كنايته ” أَبو عمرو”.. حسب أسد الغابة..
- والرواية أن أمّه فاطمة بنت عمرو بن عطيّة بن خنساء بن مَبْذول بن عمرو من بني مازن بن النجّار..
- كان لنعمان من الولد: محمّد وعامر وسَبرة ولُبابة وكَبْشة ومريم وأمّ حبيب وأمَة الله وهم لأمّهات أولاد شتّى.. وحكيمة وأمّها من بني سهم.. حسب الطبقات الكبير..
ثانيا.. في جهاده رضي الله عنه..
- شهد العقبة الثانية وهو من السبعين.. وشهد بدرًا والمشاهد كلَّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ذكره موسى بن عقبة.. عن ابن شهاب الزهري وأبو الأسود عن عروة وغيرهما.. فيمن شهد بَدْرًا.. وذكر ابْنُ إسْحَاقَ أنه شهد العقبة الثانية..
- وقال ابن سعد: شهد بدرًا.. وأحدًا.. والخندق.. والمشاهد كلها.. حسب الإصابة في تمييز الصحابة..
- قال محمّد بن عمر: أنه بقي النعيمان بن عمرو حتى تُوفّي في خلافة معاوية بن أبي سفيان.. رضي الله عنه.. وليس له عقب.. وقال الواقدي: بقي نُعَيمان حتى توفي أَيام معاوية.. كذا قاله أَبو عمر..
- وقد تمتع النعيمان بن عمرو بكثير من الصفات والشمائل الكريمة منها: الشجاعة والإقدام على مواطن الجهاد.. قال ابن سعد شهد بدرا وأحد والخندق والمشاهد كلها.>
ثالثا.. الصحابي خفيف الظل..
- كان من صفاته كذلك حب الفكاهة والطرفة وخاصة مع النبي صلى الله عليه وسلم.. قالت أم سلمة رضي الله عنها: (كان الضحاك مضحاكا مزاحا).. ونروي هنا بعض مواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم:
- كان لا يدخل المدينة إلا اشترى منها ثم جاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. فيقول هذا أهديته لك.. فإذا جاء صاحبها يطالب نعيمان بثمنها أحضره إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. وقال: أعط هذا ثمن متاعه.. فيقول صلى الله عليه وسلم..” أوَ لم تهده لي.؟” فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه.. ولقد أحببت أن تأكله.. فيضحك صلى الله عليه وسلم.. ويأمر لصاحبه بثمنه..
- ودخل أعرابي على النبي – صلى الله عليه وسلم – وأناخ ناقته بفنائه.. فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري لو عقرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا اللحم.. ففعل فخرج فعقره ثم صاح.. (واعقراه يا محمد) فخرج النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال.. “من فعل هذا”.؟ فقالوا.. هو النعيمان.. فأتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب واستخفي تحت سرب لها فوقة جريد.. فأشار إليه النبي حيث هو فأخرجه فقال.. “ما حملك على ما صنعت”.. قال.. (الذين دلوك على يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين أمروني بذلك).. قال فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك.. ثم غرمها للأعرابي.. وهنا تتجلي عظمته صلي الله عليه وسلم فلم ينكر علي هذا الصحابي الذي عقر الناقة ما فعله لأنه يحب المزاح.. فالرسول يعلم أن النفس البشرية تتفاوت من إنسان إلي آخر فهناك من هو جاد في كل شيء.. وهناك من يحب المزاح ؛ ولكنه – صلي الله عليه وسلم – قد حكم للأعرابي بثمن الناقة.. وسنأتي على تحقيق الرواية.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.