في جهاد الصحابة الحلقة 283 مرثد بن أبي مرثد الغنوي ” رجل للمهام الصعبة”

في جهاد الصحابة الحلقة 283 مرثد بن أبي مرثد الغنوي ” رجل للمهام الصعبة”

بقلم مجدي سـالم

أولا.. نسبه.. مقدمة..

• هو مَرْثَدُ بنُ أَبي مَرْثَد.. وقد تقدم نسب أبي مرثد: كَنَّاز الغنوي.. هو من غنِيّ بن أَعصر بن سعد بن قيس بن عَيلاَن.)) أسد الغابة.. هو الثاني فيمن صحب النبي صلى الله عليه وسلم.. فأبوه صحابي وكذا إبنه..
• ((مرثد بن أبي مرثد الغنوي.. اسم أبي مرثد كناز بن حصين. ويقال ابن حصن..
• ونسبناه إلى غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر‏..
• تقدم ترجمته نموذجا لما عاناه الدعاة.. في مطلع الدعوة إلى الإسلام.. من عنت من المشركين حتى وصل إلى حد القتل.. فقد قتل مرثد ومعظم من كان معه فيما كانوا يدعون القبائل إلى التوحيد.. وإلى فقه العقيدة.. سنرى..

ثانيا.. ما كان بعد الهجرة إلى المدينة..

• شهد مرثد وأبوه أبو مرثد جميعًا بَدْرًا.. كانا حليفين لحمزة بن عبد المطّلب..الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
• إسم أَبي مرثد: كَنَّاز الغنوي.. وتقدم أنه لما هاجر آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين أَوس بن الصامت.. أسد الغابة..

ثالثا.. في جهاده رضي الله عنه..

• من السابقين الأولين من المهاجرين – رضي الله عنهم أجمعين -.. حينما هاجر إلى المدينة.. آخى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بينه وبين أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت –رضي الله عنهم- ولما أُجبِرَ المسلمون على القتال يوم بدر.. كان مرثد مع هؤلاء المسلمين فشهد بدرًا على فرس يُقال له (السبل) .. كما شهد أحداً كذلك وأبلى فيهما بلاءً حسنًا..
• وقد ناط به مهمةً أن ينقل الأسارى والمستضعفين من المسلمين من مكة إلى المدينة سرًا.. وتعرض للأسر أو القتل إن ظفر به المشركون.. فتجشم التعب والمشقة ذهابًا وإيابًا من المدينة إلى مكة مستخفيًا حاملًا معه أحد الأسرى بعد أن استطاع بمهارته أن يأخذه من بين سجانيه وجلاديه من المشركين.. وقام البطل مرثد فعلًا بما وُكِلَ إليه خير قيام.. وكان عند حسن ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم
• وإن شهد مرثد بَدْرًا وأُحُدًا إلا أنه قتل يوم الرجّيع شهيدًا.. فقد أمَّره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على السّريّة التي وجّهها معه إلى مكّة.. وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا من مهاجر رسول الله صَلَّى الله إلي المدينة..
• وروى ابن إسحاق أن مرثد بن أبي مرثد الغنويّ أمّره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على السّريّة التي بعث فيها عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح.. وخبيب بن عديّ.. إلى عَضل والقَارة وبني لحيان.. وذلك في آخر سنة الهجرة.. وكانوا سبعة نفر.. منهم مرثد بطل حلقتنا.. وهو كان الأمير عليهم فيما ذكر ابن إسحاق..
• وذكر معمر.. عن ابن شهاب ـــ أنّ أميرهم كان عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح..
• وكان السّتة: مرثد بن أبي مرثد.. وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح.. وخبيب بن عديّ.. وخالد ابن البكير.. وزيد بن الدَّثِنَة.. وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر.. وكان هؤلاء الستّة قد بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى عضل والقارة ليفقّهُوهم في الدّين.. ويعلِّموهم القرآن وشرائع الإسلام.. فغدروا بهم.. واستصرخوا عليهم هذيلًا.. وقتل حينئذ مرثد بن أبي مرثد.. وعاصم.. وخالد.. وقاتلوا حتى قُتِلوا.. وألقى خبيب وعبد الله وزيد بأيديهم.. فأسروا..

رابعا.. موقف جليل وثباتٌ عند الفتن..

• في إحدى مهامه تلك وفي أثناء رحلته من مكة إلى المدينة.. أبصرت به امرأة من بغايا مكة وقتها يُقال لها عَناق.. أبصرت به في أحد الأحياء بمكة.. وكانت عناق هذه صديقةً له في الجاهلية.. فلمّا أبصرت به عرفته.. فقالت في دهشة: مرثد!! أهلًا ومرحبًا.. ثم دعته إلى أن يقضي الليلة معها كما كان يفعل في الجاهلية.. ولكن مرثد استعصم بدينه.. فقال لها: يا عناق إن الله عزّ و جلّ حرّم الزنا.. لكن هذا الرد لم يُرضِ البغي.. فصاحت بأعلى صوتها كاشفة عنه أن يا أهل مكة هذا مرثد الذي يحمل الأسرى من مكة.. و دوَّى صوتها في أهل الحي الذين كانوا يتربصون بـمرثد..يكمل مرثد.. (فتبعني ثمانية رجال.. وسلكت الخندمة – جبل عند مكة -.. فانتهيت إلى كهف فدخلته.. وجاؤوا حتى أقاموا على رأسي.. وعمَّاهم الله عنّي ثم رجعوا) .. لكنه لم يكتف من الغنيمة بالإياب وأن ينجو بنفسه دون أن يُنَفِذ مهمته التي أوكلها إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.. ولذلك رجع إلى الأسير الذي كان يحمله.. فحمله من جديد.. رغم أن ذلك الأسير كان رجلًا ثقيلًا يُبطئ خطاه.. و يثقل كاهله.. حتى انتهى به إلى الإذخر ففك عنه قيوده.. ثم قَدِم به إلى المدينة.. فلما أتى مرثد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – استأذنه في أن يتزوج عَناقًا.. فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إجابته حتى نزل قول الله عزّ وجلّ: ” الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة “.. فامتثل إلى أمر الله وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وتوقف عن الزواج بها إذ علم حكم الله عزّ وجلّ..
  .. أراكم غدا إن شاء الله..