في جهاد الصحابة.. الحلقة 289 .. ” شُجَاعُ بنُ وهْبِ بنِ ربيعةَ الأسدي”.. “سفير الإسلام” 

في جهاد الصحابة..
الحلقة 289 .. ” شُجَاعُ بنُ وهْبِ بنِ ربيعةَ الأسدي”.. “سفير الإسلام”

بقلم مجدي سـالم

أولا.. في نسبه.. مقدمة..

• هو شُجَاعُ بنُ وهْبِ بنِ ربيعةَ بنِ أسدِ بنِ صُهَيبٍ الأسَدِيّ.. أو هو شجاع بن وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير بن غنم بن دودا.. وشهرته شُجَاع بن أَبي وَهْب.. ويقال: ابن وهب بن ربيعة الأَسَدِيّ.. حليف لبني عبد شمس.. قال عمر بن عثمان الجَحْشيّ: يكنى أبا وهب.. وكان رجلًا نحيفًا طُوالًا أجْنَأ ــ الجَنَأُ: مَيَلٌ في الظَّهْر.. وقال ابن عبد البر: شهد هو وأخوه عقبة بن أبي وهب بدرًا.. والمشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ولا أعلم لهما رِواية..

ثانيا.. في هجرة شجاع بن وهب..

• هاجر إِلى الحبشة الهجرة الثانية.. وعاد إِلى مكة لمَّا بَلَغهم أَن أَهل مكة أَسلموا.. ثم عاد فهاجر إِلى المدينة.. ذَكَرَه ابْنُ إِسْحَاقَ في السّابقين الأوّلين.. وفيمن هاجر إلى الحبشة.. وكذا ذكره موسى بن عقبة.. وابن الكلبي.. وعُروة.. إذن كان شجاع رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام.. وهاجر مع أخيه عقبة رضي الله عنه إلى الحبشة.. ثم عاد إلى مكة.. ثم هاجر إلى المدينة.. حسب إفادة أسد الغابة..
• آخى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بينه وبين أوس بن خولي رضي الله عنه..

ثالثا.. شجاع سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم..

بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شجاع بن وهب الأسدي وهو أحد الستة إلى الحارث بن أبي شمر الغساني يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتاباً. قال شجاع: فانتهيت إليه وهو بغوطة دمشق.. وهو مشغول بتهيئة الأنزال والألطاف لقيصر.. فقلت لحاجبه: أني رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وكان رومياً اسمه مري – يسألني عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكنت أحدثه عن صفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما يدعو إليه فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول: أني قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا النبي بعينه.. وأنا أؤمن به وأصدقه.. وأخاف من الحارث أن يقتلني.. وكان يكرمني ويحسن ضيافتي..

وخرج الحارث يوماً فجلس فدفعت إليه كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأه ثم رمى به وقال: من ينتزع ملكي مني؟ أنا سائر إليه.. ولو كان باليمن جئته.. عليّ بالناس.. ثم قال: أخبر صاحبك ما ترى.. وكتب إلى قيصر يخبره بخبري.. وما عزم عليه.. فكتب إليه ألا تسير إليه ووافني بإيلياء.. فلما جاءه جواب كتابه دعاني فقال: متى تريد أن تخرج إلى صاحبك؟ فقلت: غداً.. فأمر لي بمئة مثقال ذهب.. ووصلني بنفقة وكسوة وقال: اقرأ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني السلام فقدمت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته فقال: “باد ملكه”.. وأقرأته من مري السلام وأخبرته بما قال.. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “صدق”.. ومات الحارث بن أبي شمر عام الفتح.

رابعا.. في جهاده رضي الله عنه..

• روى محمّد بن عمر قال: حدّثني عمر بن عثمان الجَحْشيّ قال: كان شجاع بن وهب يكنى “أبا وهب”.. وكان رجلًا نحيفًا طُوالًا أجْنَأ.. في الطبقات الكبير… وذَكَرَه ابْنُ إِسْحَاقَ في السّابقين الأوّلين.. وفيمن هاجر إلى الحبشة.. وفيمن شهد بدرًا؛ وكذا ذكره موسى بن عقبة.. وابن الكلبي.. وعُروة.. الإصابة في تمييز الصحابة..
• شهد شجاع وأخوه عقبة بن أبي وهب بدرًا.. وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. – أرسله في سريةٍ على رأس أربعة وعشرين رجلًا إلى بني عامرٍ أحد بطون قبيلة هوازن على بعد خمس ليالٍ من المدينة.. في ربيع الأول سنة ثمان للهجرة..

روى عمر بن الحَكَم: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم شُجاع بن وَهْب سريّة في أربعة وعشرين رجلًا إلى جمع هَوَازِنَ بالسِّيّ من أرض بني عامر ناحية رُكْبَة.. وأمره أن يُغير عليهم.. فصَبّحَهم وهم غارّون فأصابوا نَعَمًا وشيءً كثيرًا.. وتسمى السرية بإسمه.. ( سرية شجاع بن وهب الأسدي)

خامسا.. في وفاته / استشهاد شجاع بن وهب..

واستشهد في معركة اليمامة.. وكان عمره يوم استشهاده بضع وأربعون سنة.. رضي الله عنه.. وقيل أنه استشهد يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة هجرية.. وهو ابن بضع وأربعين سنة.. حسب بيان الطبقات الكبير.. .. أراكم غدا إن شاء الله..