في جهاد الصحابة ..الحلقة 332 ” خوات بن جبير بن النعمان الأوسي”..”شرد جملي”…بقلم مجدي سالم
في جهاد الصحابة ..الحلقة 332 ” خوات بن جبير بن النعمان الأوسي”..”شرد جملي..”
بقلم/ مجدي سالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
خوات بن جبير بن النعمان بن أمية من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف من الأوس.. وهو أخو عبد الله بن الجبير.. العقبي.. البدري.. الذي كان أمير الرماة يوم أحد.. وقد سبقت ترجمته..
وكان له من الولد صالح وحبيب أمهما من بني ثعلبة من بني فقيم.. وسالم وأم سالم وأم القاسم أمهم عميرة بنت حنظلة بن حبيب البلوية.. وداود وعبد الله.. وبه كان يُكنى في قول عبد الله بن محمّد بن عمارة الأنصاري وغيره من أهل العلم.. وكان محمّد بن عمر يقول: كان خوّات يكنى أبا صالح.. وله عقب في المدينة..
ثانيا.. في جهاد خوات..
أسلم خوات بن جبير.. وكان أحد فرسان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ويُعدُّ في أهل المدينة..
خرج خوات إلى غزوة بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم.. ويروى أنه لما كان بالروحاء أصابه حجر.. فكسرت ساقه.. فرده النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.. وضرب له بسهمه وأجره.. فكان كمن شهدها… ثم شهد باقي المشاهد كلها..
اشتهر خوات في الجاهلية بقصة مع امرأة يقال لها ذات النحيين في الجاهلية.. وكانت امرأة تبيع سمنًا في الجاهلية.. وفيها يقول الناس: (أحير من ذات النَّحيين) .. وهذا مثل يضربه العرب لشدة الحَيْرة..
وكان صلى الله عليه وسلم يمازحه بقصته الشهيرة لكنه تاب ودعى له النبي صلى الله عليه وسلم..
ثالثا.. خوات يقص الدرس.. (منقول)
روى وهب بن جرير.. عن أبيه قال: سمعت زيد بن أسلم يحدث أن خوات بن جبير قال:
في جهاد الصحابة ..الحلقة 332 ” خوات بن جبير بن النعمان الأوسي”..”شرد جملي”…بقلم مجدي سالمودخل الأراك فقضى حاجته وتوضأ.. فأقبل والماء يسيل على صدره من لحيته. فقال..
” أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.. مَا فَعَلَ ذَلِكَ الجَمَلُ”؟..
وارتحلنا.. فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: “السَّلَام عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.. مَا فَعَلَ شُرَادُ ذَلِكَ الجَمَلِ”؟
فلما رأيت ذلك تغيبت إلى المدينة واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم.. فلما طال ذلك عليّ أتيت المسجد.. فقمت أصلي.. فخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من بعض حُجَره. فجاء فصلى ركعتين.. فطولت رجاء أن يذهب ويدعني. فقال: “أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.. طَوِّلْ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ.. فَلَسْتُ بِمِنْصَرِفٍ حَتَّى تَنْصَرِفَ”. فقلت في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ولأبرئن صدره. فلما انصرفت قال: “السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.. مَا فَعَلَ شُرَادُ ذَلِكَ الجَمَلِ”؟ قلت: والذى بعثك بالحق ما شَرَد ذلك الجمل منذ أسلمت.. فقال: “يرحمك الله”.. ثلاثًا.. ثم لم يعد لشيء مما كان..
وقصته مع ذات النحْيَيْن قد محاها الإسلام.. وهو الشاعر القائل:
فَشَدَّت عَلَى النَّحْيَيْنِ كَفًّا شَحِيَحةً *** فَأْعْجَلْتُهَا وَالْفَتْكُ مِنْ فَعَلاتِي
والخبر المشهور أنَّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم سأله عنها وتبسَّم.. فقال: يا رسول الله.. قد رزق اللَّهُ خيرًا.. وأعوذُ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر.. وذاتُ النِّحْيَين امرأةٌ من بني تيم الله بن ثعلبة.. كانت تبيعُ السّمنَ في الجاهليّة وتضرب العربُ المثل بذات النحيين فتقول: أشْغَل من ذات النّحْيَين..
رابعا.. خوات في خلافة عمر..
وروى قيس بن أبي حذيفة.. عن خَوَّات بن جُبير.. قال: خرجنا حُجّاجًا مع عمر بن الخطّاب.. فسرنا في رَكْب فيهم أبو عبيدة بن الجَراح.. وعبد الرّحمن بن عوف.. فقال القوم: غَنّنا من شِعْر ضرار.. فقال عمر: دَعُوا أَبا عبد الله فليغَنِّ من بنيات فؤاده.. يعني من شَعْرِه.. قال: فمازلْتُ أغنيهم حتى كان السّحر.. فقال عمر: ارفع لسانَك يا خوَّات فقد أسْحَرْنا..
خامسا.. في وفاته رضي الله عنه..
توفى سنة أربعين.. وهو ابن أربع وتسعين.. بالمدينة.. وكان ربعة من الرجال.. كذا وصفته التراجم..
أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.