في جهاد الصحابة.. الحلقة 341 ” أوس بن الصامت بن قيس”.. “في كفارة الظهار” – 2 … بقلم مجدى سالم.
في جهاد الصحابة الحلقة 341 ” أوس بن الصامت بن قيس”.. “في كفارة الظهار” – 2
بقلم مجدى سالم
خامسا.. تروي خولة في آيات الظهار
قالت.. فيّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صَدْرَ سورة المجادلة.. قالت: كنتُ عنده.. وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه وضجر.. قالت: فدخل عليّ يومًا فراجعته بشيء فغضب وقال: أنت عليّ كظَهْر أمي..
ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعةً ثم دخل عليّ فإذا هو يريدني.. فقلت: كلا والذي نفسي بيده لا تخلص إليّ وقد قلْتَ ما قلت حتى يحكم اللهُ ورسوله فينا.. قالت: فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأةُ الشيخ الضعيف فألقيته عني..
ثم خرجت حتى جئت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فجلست بين يديه.. فذكرت له ما لقيت منه.. فجعلت أشكوا إليه ما ألقى من سوء خلقه.. فجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: “
يَا خُوَيْلَةُ؛ ابْنُ عَمِّكَ شَيْخٌ كَبْيرٌ فَاتَّقِي اللهَ فِيهِ.. قالت: فوالله ما برحت حتى نزل فيّ القرآن.. فتغشّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه ثم سُرّي عنه.. فقال: “يَا خُوَيْلة.. قَدْ أَنْزَلَ اللهُ فِيكِ وفِي صَاحِبِكِ”..
ثم قرأ عليّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ…} إلى قوله: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} [[المجادلة 4:1]] .. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “مُرِيه فَلْيَعْتِقْ رَقَبَةً
قالت: فقلت: والله يا رسول الله.. ما عنده ما يعتق.. قال: “فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ”…
فقلت: والله إنَّه لشيخ كبير ما به من طاقة.. قال: “فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ..
فقلت: يا رسول الله.. ما ذاك عنده.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “فَإِنَّا سَنُعِينُكِ بِعذْقٍ مِنْ تَمْرٍ”
فقلت: يا رسول الله.. وأنا سأُعينه بعذق آخر.. فقال.. “قد أَصَبْتِ وَأَحْسَنْتِ.. فَاذْهَبِي فَتَصَدَّقِي بِهِ عَنْهُ.. ثُمَّ اسْتَوْصِي بِابْنِ عَمِّكِ خَيْرًا”.. قالت: ففعلت”..
عن صالح بن كيسان قال: أرسل رسول الله إلى أوس بن الصامت.. فأتاه.. فقال رسول الله: “ماذا تقول ابنة عمّك؟” فقال: صدقتْ.. قد تظهّرت منها وجعلتها كظهر أمّي.. فما تأمر يا رسول الله في ذلك؟
فقال رسول الله: “لا تدنُ منها ولا تدخل عليها حتى آذن لك “. قالت خولة: يا رسول الله ما له من شيء وما ينفق عليه إلاّ أنا.. وكان بينهم في ذلك كلام ساعة.. ثمّ أنزل الله القرآن: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} [سورة المجادلة: 1] إلى آخر الآيات. فأمره رسول الله بما أَمره الله من كفّارة الظهار.. فقال أوس: لولا خولة هلكت..
سادسا.. ما كان من عمر بن الخطاب..
-وفي رواية محمد بن سلمة عن إسحاق: في خولة بنت مالك بن ثعلبة. أخرجه ابن منده.. وكذا أخرجه من طريق جعفر بن الحارث عن ابن إسحاق.. وكذا رواه زكريا بن أبي زائدة.. عن ابن إسحاق.. أخرجه الحسن بن سفيان. وقال أَبُو عُمَرَ: روينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس.. فمرّ بعجوز فاستوقّفَتْه فوقف.. فجعل يحدِّثها وتحدثه.. فقال له رجل: يا أمير المؤمنين.. حبستَ الناس على هذه العجوز. فقال: ويلك! أتدري مَنْ هي؟ هذه امرأةٌ سمع اللهُ شكواها من فوقِ سبع سموات.. هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا…} [المجادلة 1] الآيات.. والله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقْتُها إلا للصلاة ثم أرجع إليها…
قال: وقد روى خُليد بن دعلج عن قتادة؛ قال: خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بامرأة بَرْزَة على ظَهْرِ الطريق.. فسلّم عليها عمر.. فردت عليه السلام.. فقالت: [[هيهات]] يا عمر.. عهدتكَ وأنْتَ [[تسمى]] عُميرًا في سوق عكاظ تروع الصبيان بعصاك.. فلم تذهب الأيام حتى سُميت عمر.. ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين! فاتق الله في الرعية.. واعلم أنه مَنْ خاف الوعيد قَرَبُ عليه البعيد.. ومنْ خاف الموت خشي الفوت.. فقال الجَارُودُ: قد أكثرتِ على أمير المؤمنين أيتها المرأة. فقال عمر: دَعْها.. أما تَعْرِفها؟ هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات.. فعُمر أحقُّ والله أن يسمع لها..
سابعا.. في وفاة أوس بن الصامت..
توفّي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.. وقيل: تُوفّي سنة أربع وثلاثين بالرملة من أرض فلسطين وكان له من العمر اثنان وسبعون عامًا. فرضي الله عنه.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.