في جهاد الصحابة.. الحلقة / 347 .. الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ.. أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ”-1 بقلم / مجدي سـالم

في جهاد الصحابة.. الحلقة / 347 .. الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ.. أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ”-1

بقلم / مجدي سـالم

أولا.. مقدمة.. في نسبه..

• الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ، أبو عَمْرو.. الخزرجي الأنصاري..
• الحُبَاب بن المنذر بن الجَمُوح الأنصاري الخزرجي، ثم السلمي، وقيل: خَبابُ.. أخرج ترجمته ابن عبد البر، وابن منده، وأبو نعيم، وأبو موسى مختصرًا، ويُكنى أبا عمر، وقيل: أبا عمرو.. حسب أسد الغابة..
• وأمّه الشَّموس بنت حقّ بن أمَة بن حرام، وهو خال المنذر بن عمرو الساعديّ أحد النقباء..
• وكان له من الولد خَشْرَمٌ، وَأُمُّ جَمِيلٍ.. وأمّهما زينب بنت صيفيّ بن صخر، من بني عبيد بن سلمة..
• شهد رضي الله عنه بدرًا، وكان حامل لواء الخزرج يومئذٍ كما رُوي في كتب السير.. وشهد أحدًا.. وثبت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ.. كما شهد الخندق والمشاهد كلها..

ثانيا.. المشورة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم..

• أشهرها مشورة الحباب بن المنذر –رضي الله عنه- على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بتغيير مكان المسلمين بالقرب من ماء بدر.. وهو من المواقف المذكورة في كتب السيرة النبوية في غزوة بدر.. مع أنها لم تثبت من طرق صحيحة.. تقول دار الإفتاء.. كان يُقال له ذو الرأي.. أشار على النبي صلى الله عليه وسلم في أمور الحرب فقبِل منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك.. من ذلك ما ننقل من “المستدرك على الصحيحين” عنه أنه قال: ( أشرتُ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومَ بدرٍ بخصلتين، فقَبلهُما مني.. خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة بدر.. فعَسْكَر خلف الماء فقلت: يا رسول الله، أ بوحيٍ فعلتَ أو برَأيٍ؟
  قال: «بِرَأيٍ يَا حُبَابُ» قلتُ: فإنَّ الرَّأيَ أن تجعلَ الماءَ خلفَكَ، فَإن لَجأتَ لجأتَ إليه، فقَبِل ذلك منِّي.. سنفصل..
• وأخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عِكْرمة عن ابن عبّاس.. أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نزل منزلًا يوم بدر فقال الحُباب بن المنذر: ليس هذا بمنزل، انطلقْ بنا إلى أدْنَى ماءٍ إلى القوم ثمّ نبني عليه حوضًا ونقذف فيه الآنية فنشرب ونقاتل ونعوّر ما سواها من القُلُب، قال فنزل جبريل، عليه السلام، على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: الرّأيُ ما أشار به الحُباب بن المنذر، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “يا حُباب أشَرْتَ بالرأي”، فنهض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ففعل ذلك…
• أخبرنا سليمان بن حرب قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن يحيَى بن سعيد أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، استشار الناس يوم بدر فقام الحُباب بن المنذر فقال: نحن أهل الحرب أرى أن نعوّر المياه إلا ماء واحدًا نلقاهم عليه. قال واستشارهم يومَ قُريظة والنضير، قال فقام الحُباب بن المنذر فقال: أرى أن ننزل بين القصور فنقطع خبر هؤلاء وخبر هؤلاء عن هؤلاء. فأخذ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بقوله..
• وقال: وخيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته.. فاستشار أصحابَه.. فقالوا: تعيش معنا..
  فاستشارني فقلت: اختر يا رسول الله حيث اختارك ربك.. فقبل ذلك مني..

ثالثا.. ما كان يوم سقيفة بني ساعدة..

• هو القائل يوم سقيفة بني ساعدة، عند بيعة أبي بكر: أنا جُذَيْلها المحكك، وعُذَيْقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير، وقوله: جُذَيْلها، هو تصغير جِذْل أراد العود الذي يُنْصَبُ للإبل الجَرْبَى لتحتكَّ به..
  ( أي أنا ممن يُسْتَشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك، وعُذَيقها: تصغير عَذْق، وهو النخلة، والمُرَجَّب: الرُّجْبَةُ هو أن تُدْعم النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع..)

رابعا.. ومن شعر الحباب بن المنذر..

• أَلَمْ تَعْلَمَــــا لِلَّهِ دَرُّ أَبِيكُــمَا *** وَمَا النَّاسُ إِلاَّ أَكْمَهٌ وَبَصِيرُ
  بِأَنــَّا وَأَعْدَاءَ النِّبيِّ مُحَـمَّدٍ أُسُودٌ *** لَهَا فِي العَالمَـِينَ زَئيرُ
  نَصَرْنَا وَآويَنَا النَّبيَّ وَمَالَهُ سِوَانَا ** مِن اهْلِ الملَّتَينِ نَصِيرُ

خامسا.. في وفاته..

• توفي في خلافة عمر بن الخطاب.. قال ابن سعد: مات في خلافة عمر وزاد على الخمسين سنة..
  .. أراكم غدا إن شاء الله..