في جهاد الصحابة الحلقة /362 “.. ” سَوَادُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ وَهْبِ”.. ” إستو يا سواد”…بقلم مجدي سالم
في جهاد الصحابة الحلقة /362 “.. ” سَوَادُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ وَهْبِ”.. ” إستو يا سواد”…
بقلم مجدي سالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
سَوَادُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ وَهْبِ من بني عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ.. وقيل: حليفٌ لهم.. من بْنِي بَلِيّ من قُضَاعة.>
((سَوَّار بن غَزِية: كذا وقع في بعض النسخ مِنَ الدارقطني. والصوابُ سواد))
((سواد بن غَزِيّة الأنصاريّ: من بني عدي بن النجار.. ويقال سوادة.. وقيل هو بَلَوي حليف الأنصار والمشهور أنه بتخفيف الواو. وحكى السهيلي تشديدها.)) الإصابة في تمييز الصحابة..
((سَواد بن غَزِيَّة بن وهب بن بليّ بن عمرو بن الحاف بن قُضاعة..
-له عقب بالشأم بإيلياء.. هكذا قال الطبقات الكبير..
ثانيا.. في جهاد سواد رضي الله عنه..
– شهد بدرًا وأُحدًا والخندق وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم..
وكان في اثني عشر رجلًا في طبقات البدريين من المهاجرين والأنصار؛ من بني عديّ بن النجّار.. وهم: حارثة بن سُراقة.. وعمرو بن ثعلبة.. ومُحْرِز بن عامر.. وسَلِيط بن قيس.. وأبو سَلِيط.. وعامر بن أميّة.. وثابت بن خَنْسَاء.. وقيس بن السَّكَن.. وأبو الأعور.. وحَرام بن مِلْحان.. وسُليم بن مِلْحان.. وسَواد بن غَزِيَّة.. وهو حليف لهم..
هو الذي أسر خالد بن هشام المخزومي.. وروى الدَّارَقُطْنِيُّ عن أبي هريرة.. وأبي سعيد.. أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بعث سواد بن غزية أخا بني عدِي من الأنصار وأمَّره على خَيْبَر.. فقدم عليه بتمر جَنِيب.. سنرى
ثالثا.. في حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم..
رُوي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدرٍ.. وفي يده قَدَحٌ يعَدّلُ به القوم.. فمرّ بِسَوَادِ بْنِ غَزِيَّةَ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ.. وَهُوَ مُسْتَنْتِلٌ من الصَّفِّ..
فطعنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بِالْقَدَحِ فِي بَطْنِهِ.. وَقَالَ: «اسْتَوِ يَا سَوَادُ»..
فَقَالَ: يا رسول الله.. أَوْجَعَتْنِي.. وَقَدْ بَعَثَكَ اللهُ بِالْعَدْلِ.. فَأَقِدْنِي.. (يقصد رد لي حقي أو أقتص)
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اسْتَقِدْ»..
قَالَ: يا رسولَ اللهِ.. إنك طَعَنْتَنِي وليس عليّ قَمِيصٌ..
قال: فَكَشَفَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بطنه.. وقال: «اسْتَقِدْ»..
قال: فَاعْتَنَقَهُ.. وَقَبَّلَ بَطْنَهُ.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟»
قال: يا رسول الله.. حَضَرَنِي مَا تَرَى (أي ونحن على أهبة القتال).. وَلَمْ آمَن الْقَتْلَ.. فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ آخِرَ الْعَهْدِ بِكَ أَنْ يَمَسَّ جِلْدِي جِلْدَكَ.. فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لَهُ بِخَيْرٍ..
وأخرج الحديث البغويّ عن سوادة بن عمر.. وكان يصيب من الخلوق.. فنهاه النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم؛ وفيها: فلقيه ذات يومٍ ومعه جريدة فطعنه في بطنه.. فقال: أَقِدْني يا رسول الله.. فكشف عن بطنه..
فقال له: “اقْتَصّ”. فألقى الجريدة وطفق يُقَبِّله..
وروى عَبْد الرَّزَّاقِ.. عن ابن جريج.. عن جعفر بن محمد.. عن أبيه.. أنّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم كان يتخطَّى بعرجون.. فأصاب به سَواد بن غَزِية الأنصاريّ.. فذكر القصّة..
رابعا.. في حديث سواد الشهير..
أنه بعث رسول الله سواد بن غزية أخا بني عدي وأمَّره على خيبر.. فقدم عليه بتمر جنيب يعني الطيب..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكل تمر خيبر هكذا؟”
قال: لا والله يا رسول الله.. إنا نشتري الصاع بالصاعين والصاعين بثلاثة آصعٍ من الجمع..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تفعل.. ولكن بع هذا واشتر بثمنه من هذا.. وكذلك الميزان”
ووقع في بعض النّسخ من الدّارقُطني (سَوّار) بتشديد الواو وآخره راء.. وقال أبو عمر: هو تصحيف..
ووقع في رواية عند الخطيب في المبهمات أنَّ اسْمَ العامِل على خَيْبَر فلان بن صعصعة..
وقال أبو عمر: رويت هذه القصة لسواد بن عمرو بينما قال ابن حجر العسقلاني: لا يمتنع التعدد.. لا سيما مع اختلاف السَّبب..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.