في جهاد الصحابة.. الحلقة /363 .. نُعَيم بن مَسْعُود بن عامر .. بطل مكيدة الخندق”-1 بقلم / مجدي سـالم

في جهاد الصحابة.. الحلقة /363 نُعَيم بن مَسْعُود بن عامر .. بطل مكيدة الخندق”-1

بقلم / مجدي سـالم

أولا.. في نسبه.. مقدمة..

• هو نُعَيم بن مَسْعُود بن عامر بن أُنَيف بن ثَعلبة بن قُنفُذ بن خَلاوة بن سُبيع بن بكر بن أَشجع بن رَيث بن غَطَفَان الغَطَفَاني الأَشجعي.. يكنى أبا سلمة الأشجعيَّ..
• هو الذي أَوقع الخلاف بين قُرَيظة وغَطَفان وقُرَيش يوم الخندق.. وخَذَّل بعضهم عن بعض.. وأَرسل الله عليهم الريح والبرد والجنود.. وهم الملائكة.. فصرف كيد الكفار عن النبي والمسلمين.. ولما أَسلم استأَذن النبي صلى الله عليه وسلم في أَن يُخَذِّل الكفار.. سنرى..

ثانيا.. في إسلامه رضي الله عنه..

• هاجر نعيم إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في أثناء وقعة الخندق كان هو الذي أَوقع الخلف بين قُرَيظة وغَطَفان..
• نزل فيه‏ قوله تعالى: ‏﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ﴾ [آل عمران 173‏] الآية.. وقد‏ كني عنه وَحْدَه بالنَّاس..‏ قال بعضُ أهل التفسير:‏ إنما قيل ذلك لأنَّ كلَّ واحدٍ من الناس يقومُ مقام الآخر في مِثْلِ ذلك‏..

ثالثا.. ما كان يوم الخندق..

• وقد حكى نعيم بن مسعود رضي الله عنه قصته بنفسه فقال:
• كنتُ أقدم على كعب بن أسد ببني قُرَيْظة فأقيم عندهم الأيَّام أشرب من شرابهم وآكل من طعامهم ثمَّ يحمِّلونني تمرًا على ركابي ما كانت.. فأرجع به إلى أهلي.. فلمَّا سارت الأحزابُ إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. سرتُ مع قومي وأنا على ديني ذلك.. وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. بي عارفًا.. فقذف الله في قلبي الإسلام فكتمتُ ذلك عن قومي.. وخرجت حتى آتيت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء.. فوجدته يصلِّي.. فلمَّا رآني جلس ثمَّ قال: «ما جاء بك يا نُعيم؟»
  قلتُ: إني جئت أُصَدِّقُك وأشهد أنَّ ما جئتَ به الحقٌّ.. فمُرْني بما شئتَ يا رسول الله..
  قال صلى الله عليه وسلم: «ما استطعتَ أن تُخذِّلَ عنَّا الناسَ فخَذِّلْ»..
  قال.. قلتُ: أَفْعَل.. ولكن يا رسول الله أنَّى أقول؟.. قال صلى الله عليه وسلم: « قُلْ ما بدا لك فأنت في حلٍّ»..
• قال.. فذهبتُ إلى بني قُرَيْظة فقلتُ: اكتموا عني اكتموا عني.. قالوا: نفعل..
• فقلتُ: إنَّ قريشًا وغطفان على الانصراف عن محمد.. عليه الصلاة والسلام.. إن أصابوا فُرْصَةً انتهزوها وإلا استمرُّوا إلى بلادهم.. فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم رهنًا..
• قالوا: أشرتَ بالرأي علينا والنُّصْح لنا..
• ثمَّ خرج إلى أبي سفيان بن حرب فقال: قد جئتك بنصيحة فاكتم عني.. قال أبو سفيان بن حرب: أفعل..
• قال: تعلم أَنَّ قُرَيْظَةَ قد نَدِموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد.. عليه الصلاة والسلام.. وأرادوا إصلاحَه ومراجعته.. أرسلوا إليه وأنا عندهم: إنَّا سنأخذ من قريش وغَطَفان سبعين رجلًا من أشرافهم نُسلِّمهم إليك تضرب أعناقَهم ونكون معك على قريش وغطفان حتى نردَّهم عنك وتردَّ جَناحَنا الذي كسرتَ إلى ديارهم ـ يعني بني النضير ـ فإن بعثوا إليكم يسألونكم رَهْنًا فلا تدفعوا إليهم أحدًا واحذروهم..
• ثم أتَى غَطَفان فقال لهم مثل ما قال لقريش.. وكان رجلًا منهم.. فصدَّقوه. وأرسلت قُريظة إلى قريش: إنَّا والله ما نخرج فنقاتل معكم محمدًا.. حتى تعطونا رَهْنًا منكم يكونون عندنا فإنَّا نتخوُّف أن تنكشفوا وتَدَعونا ومحمدًا.. فقال أبو سفيان: هذا ما قاله نُعيم.. وأرسلوا إلى غطفان بمثل ما أرسلوا إلى قريش.. فقالوا لهم مثل ذلك.. وقالوا جميعًا: إنَّا والله ما نُعْطيكم رَهْنًا ولكن اخرجوا فقاتلوا معنا.. فقالت يَهُودُ: نحلف بالتوراة إنَّ الخبر الذي قال نُعيم لحَقٌّ.. وجعلت قريش وغطفان يقولون: الخبر ما قال نُعيم.. ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء.. وهؤلاء من نصر هؤلاء.. واختلف أمرهم وتفرَّقوا..
• فكان نُعيم يقول: أنا خذَّلتُ بين الأحزاب حتى تفرَّقوا في كلِّ وجه.. وأنا أمين رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. على سرِّه.. وكان صحيح الإسلام بعد ذلك.. قال محمد بن عمر: وهاجر نُعيم بن مسعود بعد ذلك وسكن المدينة.. وولده بها.. وكان يَغْزُو مَعَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. إذا غزا.. وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. لما أراد الخروج إلى تبُوك إلى قومه ليستنفرهم إلى غَزْوِ عَدوِّهم..
  .. أراكم غدا إن شاء الله..
  الصورة.. أحد أجمل اللقطات القديمة للكعبة المشرفة..