في جهاد الصحابة الحلقة 364 “.. ” شماس بن عثمان بن الشريد”.. ” شبهته بالجُنة “… بقلم مجدي سالم
في جهاد الصحابة الحلقة /364 “.. ” شماس بن عثمان بن الشريد”.. ” شبهته بالجُنة “
بقلم مجدي سالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
عثمان بن عثمان بن الشريد بن هرمي بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي.. من بني عامر بن مخزوم.. واشتهر بـ”شماس بن عثمان”.. وَهو مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي مَخْزُومٍ..
وكان شماس لقب له.. واسمه في الأصل عثمان كاسم أبيه.. ولكنه لُقّب بشماس لوضاءة وجهه.. حيث كان من أحسن الناس وجهًا.. فغلب لقبه على اسمه.. ولقب شماسًا لأن شماسًا من الشمامسة في الجاهلية كان جميلًا.. فعجب الناس من جماله.. فقال عتبة بن ربيعة.. وكان خالَ شماس.. أنا آتيكم بشماس أحسن منه.. فأتى بابن أخته عثمان بن عثمان.. فسُمِّيَ شماسًا من يومئذٍ وغلب ذلك عليه..
وقال ابن إسحاق: شماس بن عثمان بن هرمي من بني عامر بن مخزوم..
وأم شماس هي صفية بنت ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.. أخت عتبة وشيبة ابني ربيعة من سادات قريش في الجاهلية..
هاجر الهجرتين.. وشهد بدرًا.. وقتل يَوْم أُحُد شهيدًا؛ قتله أُبَيُّ بن خلف الجُمَحي.. سنرى…
وقد ترك شماس من الولد عبد الله.. وأمه أم حبيب نعم بنت سعيد بن يربوع بن عنكشة بن عامر بن مخزوم..
ثانيا.. في إسلام شماس وهجرته..
أسلم شماس بن عثمان بن الشريد بن هرمي بن عامر بن مخزوم قديمًا.. وهاجر إلى الحبشة..
عاد شماس إلى مكة من الحبشة.. ثم هاجر إلى يثرب.. ونزل على مبشر بن عبد المنذر..
ورُوي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخى بينه وبين حنظلة بن أبي عامر..
ثالثا.. في جهاده رضي الله عنه..
وقد شهد شماس مع النبي محمد غزوتي بدر وأحد التي ثبُت فيها هو يذُود عن النبي صلى الله عليه وسلم بسيفه.. ثم بجسده حين انتكس المسلمون وانسحبوا في المعركة.. وأصابه فيها جراح بليغة..
وصف النبي صلى الله عليه وسلم استماتته في القتال.. وتحركه يُمنةً ويُسرة للدفاع عنه.. فقال.. “ما وجدت لشماس شبيهًا إلا الحية”..
وقد حُمل شماس بعد المعركة إلى دار ابنة عمه أم سلمة فمات فيها بعد يوم وليلة..
حدثني هارون الفروي.. حدثنا ابن فليح عن موسى بن عقبة عن الزهري.. وحدثني ابن الأموي قال: حدثني أبي عن ابن إسحاق: فيمن شهد بدرا شماس بن عثمان بن الشريد من بني عامر بن مخزوم..
وفي أحد.. كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يرمي ببصره يمينًا وشمالًا إلا رآه في ذلك الوجه يذب بسيفه.. حتى غشي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فتَرَّس بنفسه دونه حتى قتل رضي الله عنه..
فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما وجدت لشماسٍ شبهًا إلا الجُنَّة – بضم الجيم أي الوقاية والحماية-».. وزاد في رواية: «ما أُوتَى مِن ناحيةٍ إلا وَقَانِي»..
رابعا.. في استشهاد شماس..
استشهد بعد أن مكث جريحًا يومًا وليلةً في المدينة.. ولكنه لم يذق شيئًا.. وقد رثاه حسان بن ثابت.. فقال:
أبقي حياءك في ستر.. وفي كرم فإنّما كان شمّاسُ من النّاس
قد ذاق حمزة سيف الله فاصطبري كأسًا رواء ككأس المرء شمّاس
كما رثته امرأته أم حبيب نعم بنت سعيد.. فقالت..
يا عين جودي بفيض غير إبساس على كريم من الفتيان أباس
صعب البديهة ميمون نقيبته حمال ألوية ركاب أفراس
أقول لما أتى الناعي له جزعًا أودى الجواد وأودى المطعم الكاسي
وقلت لما خلت منه مجالسه لا يبعد الله عنا قرب شماس
كان عمره وقتئذ أربعة وثلاثين سنة .. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحمل إلى أحد.. وأن يدفن هناك في ثيابه التي مات فيها.. ولم يُصلّ عليه.. ولم يُغسّله..
وليس له ذريَّة..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.