في جهاد الصحابة.. الحلقة /365 .. حنظلة بن أبي عامر بن صيفيّ .. غسيل الملائكة -1 بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة /365 .. حنظلة بن أبي عامر بن صيفيّ .. غسيل الملائكة -1
بقلم / مجدي سـالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- حنظلة بن أبي عامر هو حنظلة بن أبي عامر بن صيفيّ بن مالك ابن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة الأنصاريّ الأوسيّ.. من الأنصار من بني ضبيعة من الأوس.. هو حنظلة الغَسِيل.. وهو حنظلة بن أبي عامر الرّاهب الأنصاريّ الأوْسي.. من بني عمرو بن عوف.. وقال ابن إسحاق: هو حنظلة بن أبي عامر.. واسم أبي عامر عمرو بن صيْفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة..
- ويقال: اسم أبي عامر الرّاهب عبد عمرو بن صَيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة. ويقال: ابن صيفي بن النّعمان بن مالك بن أميّة بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة الأنصاريّ الأوسيّ.. حسب الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
- وأمّه الربابُ بنت مالك بن عَمرو بن عزيز بن مالك بن عَوف بن عَمرو بن عَوف.. ما أخبرنا محمد بن عمر..
ثانيا.. في قصة أبيه..
- والعجيب.. أنه حدّثنا ابن أبي سَبْرَةَ عن سَلم بن يسار عن عمارَةَ بن خُزيمةَ بن ثابت عن أبيه قال: ما كان في الأوس والخزرج رجلٌ أوصفَ لمحمد صَلَّى الله عليه وسلم من أبي عامر.. كان يألَفُ اليَهُودَ ويسألهم عن الدين فَيُخْبِرُونَهُ بصفةِ النبي.. وأنّ هذه دارُ هجرته.. ثم خرج إلى يهود تَيماء فخبَّروه مثل ذلك.. ثم خرج إلى الشام فسأل النصارى فأخبروه بصفته.. فرجع وهو يقول: أنا على الحَنِيفِيَّةِ.. فأقام مُترهبًا ولبس المُسُوحَ.. وزعم أنه على دين إبراهيم يتَوكّفُ خُروج النبي.. فلما قَدِمَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة.. حَسَدَ وبَغَى ونافق وقال: يا محمدُ أنتَ تخلط الحَنيفيّةَ بغيرها.. فقال صَلَّى الله عليه وسلم.. “أتَيتُ بها بيضاء نَقِيّةً.. أَبِنْ ما كان يُخبرك الأحبارُ من صِفَتِي؟” قال: لَستَ بالذي وَصفُوا لي.. فقال صَلَّى الله عليه وسلم: “كذبتَ”.. فقال: ما كذَبتُ.. فقال صَلَّى الله عليه وسلم عنه.. ” الكاذب أماتَهُ الله طريدًا وحيدًا”.. فقال: آمين.. ثم خرج إلى مكة فكان مع قريش يتبع دِينَهُم وتَرك الترهُّبَ ثم حضر أُحدًا معهم كافرًا.. ثم انصرف معهم إلى مكة.. فلما كان الفَتحُ ورأى أنّ الإسلامَ قد ضَربَ بِجرَانِه ونَفَى الله الكفرَ وأهلَه.. خرج هاربًا إلى قَيصر.. فمات هناك طريدًا..
ثالثا.. في إسلام حنظلة..
- لكن ابنه حنظلة أسلم.. وكان إسلامه حسن.. حيث استُشهد في معركة أحد.. ويُقال إنّ حنظلة بن أبي عامر وعبد الله بن أبيّ بن سلول استأذنا رسول الله في قتل أبيهما.. ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نهاهما عن ذلك..
رابعا.. في جهاده رضي الله عنه..
- يروى أنه خرج إلى غزوة أحد بعد أن سمع النفير وهو جُنُب.. وقد كان حديث الزواج.. فقُتل يومها شهيدا..
- يقال أنه قتله شداد بن الأسود الليثي وأبو سفيان بن حرب اشتركا فيه..
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة غسّلته.. فسُمّي “غِسِّيل الملائكة”..
- حيث تزوّج حنظلة من جميلة بنت عبد الله بن أبيّ ابن سلول.. وكان زواجه منها في الليلة التي صبيحتها غزوة أحد.. وقد استأذن حنظلة النبي صلى الله عليه وسلم بالمبيت عندها.. فأذن له بذلك.. وعندما صلّى الصبح أراد الخروج لرؤية النبي.. ولكن جميلة لزمته.. وبقي معها وأجنب.. وعندما سمع المنادي ينادي للجهاد خرج دون أن يغتسل.. فعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: (سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول عن قتْلِ حنظلةَ بن أبي عامرٍ بعد أن التقَى هو وأبو سفيانَ بن الحارثِ حين علاهُ شدّادُ بن الأسودِ بالسيفِ فقتلهُ..
فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إنّ صاحبكُم تُغَسّله الملائكةُ.. فسألوا صاحبتهُ فقالتْ.. إنّه خرج لمّا سمعَ الهائعةَ – وهو صوت المنادي للجهاد بالاجتماع في الصفوف لملاقاة العدو.. خرج من أهله وهو جنب.. كي يلبّي نداء الرسول صلى الله عليه وسلم للجهاد.. فاستوى في المعركة بين الصفوف مع المؤمنين وقاتل -رضي الله عنه- حتى استُشهد.. فلم يكمل سوى ليلة واحدة من زواجه.. فكان من الرجال الذين صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه.. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لذلك: “غسلتْه الملائكةُ”.. - وقد ذكر السهيليّ عن الواقديّ وغيره أنّ حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه.. عندما عُثر عليه في القتلى.. وُجد رأسه يقطر بالماء.. ولم يكن الماء على مقربة منه.. وفي هذا إشارة وتصديقاً لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “إن صاحبكم تغسله الملائكة”.. وقد عُدّ هذا الأمر باباً لتكريمه..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.