في جهاد الصحابة الحلقة /370 .. ” إياس بن معاذ الأنصاري” “المسلم الأول من الأنصار”…بقلم مجدى سالم
في جهاد الصحابة الحلقة /370 .. ” إياس بن معاذ الأنصاري” “المسلم الأول من الأنصار”
بقلم مجدي سالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
إياس بن معاذ الأوسي الأنصاري الأشهلي
ثانيا.. في إسلامه رضي الله عنه..
كان غلاماً حدثاً من سكان المدينة.. وكانت تعرف بيثرب وقتها.. وقيل أنه أسلم حين أتى مع وفد من الأوس إلى مكة ليلتمسوا العون من قريش على الخزرج.. وكان ذلك قبيل حرب بعاث.. سنفصل..
ذكره البُخَارِيُّ في تاريخه “الَأوْسَطِ”.. فيمن مات على عهد النبي صَلَّى الله عليه وسلم من المهاجرين الأولين والأنصار.. وترجم له في التاريخ الكبير..
وقال مُصْعَب الزُّبَيْرِيُّ: قدم إياس مكة وهو غلام قبل الهجرة.. فرجع ومات قبل هجرة النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.. وذكر قومُه أنه مات مسلمًا..
وقد تعددت الروايات في قصة إسلامه.. وإن انتهت في النهاية إلى أنه كان أول من أسلم من الأنصار:
قال ابن إِسحاق في المغازي.. حدّثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ.. عن محمود بن لبيد.. قال: لما قدم أبو الحَيْسَر أنس بن رافع مكة ومعه فِتية من بني عبد الأشهل.. فيهم إياس بن معاذ.. يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج.. سمع بهم رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فأتاهم فجلس إليهم.. فقال لهم: “هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟” قالوا: وما ذاك؟ قال: ” أنَا رَسُولُ اللهِ.. بَعَثَنِي إِلَى الْعِبَادِ.. أَدْعُوهُمْ إِلى أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا” .. ثمّ ذكر لهم الإسلام.. وتلا عليهم القرآن..
فقال إياس بن معاذ: يا قوم.. هذا والله خَيْرٌ مما جئتم له. فأخذ أبو الحَيْسر حَفْنَةً من البطحاء.. فضرب وَجْهَه بها.. وقال: دَعْنَا منك.. فلعمري لقد جئنا لغير هذا..
فسكت.. وقام وانصرفوا.. فكانت وَقَعة بُعَاث بين الأوْس والخزرج.. ثم لم يلبث إياس بن معاذ أنْ هلك..
قال مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ: فأخبرني مَنْ حَضره من قومه أنّهم لم يزالوا يسمعونه يهلّل الله ويكبِّره ويحمده ويسبّحه.. فكانوا لايشكون أنه مات مسلمًا..
والموقف يلخصه موقع “صحابة رسولنا”.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مازال يدعو إلى الله بمكة.. أي قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.. وكان (أبو الحيسر) قد قدم مكّة ومعه فتية من بني عبد الأشهل.. قوامهم خمسة عشر رجلًا.. فيهم إياس بن معاذ.. وأظهروا أنّهم يريدون العمرة..
فنزلوا على عتبة بن ربيعة فأكرمهم.. وطلبوا إليه وإلى قريش أن يحالفوهم على قتال الخزرج.. أنظر.. إنه أحد أشراف الأوس يريد أن يعقد حلفا في مكة لقتال إخوته الخزرج بالمدينة.!
فقالت قريش: بعدتْ داركم منّا.. متى يُجيب داعينَا صريخُكم ومتى يجيب داعيَكم صريخُنا!؟
وسمع بهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فأتاهم فجلس إليهم.. فقال:
“هل لكم إلى خير ممّا جئتم له؟” قالوا: وماذاك.؟ قال..
“أنا رسول الله.. بعثني الله إلى عباده أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يُشركوا به شيئًا.. وقد نزل عليّ الكتاب”
-فقال إياس بن معاذ.. وكان غلامًا حدثًا: يا قوم هذا والله خير ممّا جئتم له..
فأخذ أبو الحيسر كفًّا من البطحاء.. فرمى بها وجهه ثمّ قال: ما أشغلنا عن هذا.. ما قدم وفدٌ إذًا على قوم بشرٍّ ممّا قدمنا به على قومنا.. إنّا خرجنا نطلب حلف قريش على عدوّنا فنرجع بعداوة قريش مع عداوة الخزرج..
ثالثا.. قراءة فيما جاء في ترجمته..
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني إبراهيم بن الحصين عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه قال:
سمعتُ محمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة بن وقش وأبا الهيثمّ بن التّيّهان يقولون: لم ينشب إياس حين رجع أن مات.. فلقد سمعناه يُهَلّل حتى مات.. ورواه جماعة عن ابْنِ إِسْحَاقَ هكذا.. وهو من صحيح حديثه؛ لكن رواه زياد البكَّائي.. عن ابْنِ إِسحاقَ.. عن محمد بن عبد الرحمن بن عمروــ بدل الحصين.. والأول أرجح.. أشار إلى ذلك البخاريّ في تاريخه.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
فكانوا يتحدّثون أنّه مات مسلمًا لما سمع من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. هكذا قال محمد بن عمر:
وكان أبو الحيسر وأصحابه أوّل من لقي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. من الأنصار ودعاهم إلى الإسلام.. وكان لُقيّه إيّاهم بذي المجاز.)) حسب ما جاء بالطبقات الكبير..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
الصورة… إحدى الصور القديمة للمدينة المنورة..
التعليقات مغلقة.