في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 418 .. طالب بن أبي طالب .. سادة بني هاشم -1 بقلم/ مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 418 .. طالب بن أبي طالب .. سادة بني هاشم -1
بقلم/ مجدي سـالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- هو طالب بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ.. وأمه فاطمة بنت أسد.. ولا عقب له..
- يقول أهل السنة والجماعة أن طالب أسلم يوم الفتح.. وذهبت مصادر أخرى بالقول إلى أن طالب مات كافرًا..
- تذكر مصادر أخرى بأنه ولد في مكة المكرمة سنة 53 قبل الهجرة.. لما نشأ علي بن أبي طالب وبلغ سن التمييز أصاب أهل مكة جدب شديد وقحط.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس – وكان من أيسر بني هاشم..
«يا عم إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى.. فانطلق بنا إلى بيته لنخفف من عياله فتأخذ أنت رجلا واحدا وآخذ أنا رجلا.. فنكفلهما عنه».. - فقال العباس: «أفعل».. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا: «إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك.. حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه»..
- فقال لهما أبو طالب: «إذا تركتما لي عقيلا وطالبا فاصنعا ماشئتما»..
- فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وضمه إليه.. وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه.. فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعث الله محمدا نبيا صلى الله عليه وسلم.. فاتبعه علي وآمن به وصدقه..
- قيل بأن طالب: كان شاعرًا مجيدًا.. ويعتقد بأنه أسلم ولم يُعلن عن إسلامه خوفاً من بطش قريش كأبيه أبي طالب..
- وهناك رأي آخر يقول أنّه ليس لأبي طالب ولد بأسم طالب.. بل إنّ اسمه الحقيقي: أبو طالب.. وليس عبد مناف..
ثانيا.. ما روي عن موقفه يوم بدر..
- أنه حين خرجت قريش لقتال المسلمين يوم بدر.. أجبروا آل أبي طالب على الخروج معهم.. فأنشد طالب بن أبي طالب يقول:
يا رب إما يغزون بطالب في مقنب من هذه المقانب
في مقنب المغالب المحارب بجعله المسلوب غير السالب
وجعله المغلوب غير الغالب
فلما سمعت قريش بأبياته.. ردوه إلى مكة..
ثالثا.. في إسلام طالب بن أبي طالب..
- أسلم طالب.. والدليل كما يقول المترجمون.. ما أنشد طالب بن أبي طالب في رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وقد حلّ مجد بني هاشم فكان النعامة والزهرة
ومحض بني هاشم أحمد رسول المليك على فترة
عظيم المكارم نور البلاد حري الفؤاد صدى الزبرة
كريم المشاهد سمح البنان إذا ضن ذو الجود والقدرة
عفيف تقي نقي الردا طهر السراويل والأزرة
جواد رفيع على المعتقين وزين الأقارب والأسرة
وأشوس كالليث لم ينهه لدى الحرب زجرة ذي الزجرة
وكم من صريع له قد ثوى طويل التأوّه والزفرة..
وهذه الأبيات لطالب في مدح النبي صلى الله عليه وسلم تشير إشارة واضحة وجلية.. إلى إيمانه بالرسول واعترافه بنبوته وإسلامه العميق.. كما في قوله: وخيرُ بني هاشمٍ أحمدٌ رسولُ الإله على فترَة.. هذا إضافة إلى هذه الأدلة على إسلامه وهي مجاهرته قريش ومدحه لرسول الله واعترافاً بنبوته.. وهجرته إلى شِعب أبي طالب.. فقد ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج أن طالباً كان أحد المحصورين في شِعب أبي طالب مع بني هاشم.. وانظر إلى وصية أبيه له.. والتاريخ يضيف إليه دليلَين قاطعَين هما، الأول هو ضمانة أبي طالب بعدم خذلانه وأولاده للنبي صلى الله عليه وسلم.. وأبيات أخرى بوصية والده..
أبنيَّ طالب إن شيخَكَ نــــــاصحٌ *** فيما يقولُ مسدِّدٌ لـكَ راتقُ
فأضربْ بسيفِكَ من أراد مساسَه *** أبداً وإنكَ للمنــــــــيةِ ذائقُ
هذا رجائي فيـــــــــكَ بعد منيّتي *** وأنا عليكَ بكـلِّ رُشدٍ واثقُ
فاعضدْ قواهُ يا بُنيَّ وكــــــــنْ له *** أني بجدّكَ لا محـالة لاحقُ
أتُرى أراهُ واللواءُ أمـــــــــــــامه *** وعليُّ ابني للواءِ معـــانقُ .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.