في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 463 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-29 بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 463 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-2
بقلم / مجدي سـالم
جهاد خالد بن الوليد في خلافة عمر بن الخطاب..
على الهامش.. ما كان مع المثنى بن حارثة في المدينة..
وانتظر المسلمون مدة دون أن يقوم أحد غير هؤلاء الثلاثة.. ثم تحركت النفوس وأوقع الله سبحانه الإيمان في القلوب؛ فقام من المسلمين الكثير حتى وصل تعدادهم إلى الألف.. منهم ثلاثمائة من قبيلة ثقيف.. والباقي من أهل المدينة ممن شهدوا بدرًا.. وشهدوا المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو عبيد الثقفي أميرا على الجيش:
فنداءُ عمر رضي الله عنه وندْبُه الناس كان يسمعه أهل بدر.. ومع هذا لم يخرجوا.. وخرج أولاً أبو عبيد بن مسعود الثقفي قبل سائر المسلمين من الصحابة الذين شهدوا بدرًا والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا أمر غريب! ونسأل الله أن يثبتنا على الإيمان.. فلا أحد يدري أي شيء سوف يختار عندما يُعْرَض عليه أمرُ الجهاد.. فهو أمر شاقٌّ وصعب على النفوس؛ ولذا كان أجره الجنة.. ورَفْعُ الحساب عن الشهيد.
بعدما قام هؤلاء الألف كانت هناك مشكلة جديدة أمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وهي اختيار القائد لهؤلاء الألف من الجنود.. ويشير عليه الصحابة رضي الله عنهم بأن يختار رجلاً ممن له صحبة من السابقين.. فقال: لا والله.. أندبهم للقاء فلا يخرجون.. وعندما تأتي الإمرة أضعهم. ووضع أبا عبيد بن مسعود على رأس الجيش.
ويعتبر البعض.. مخطئين.. أن هذا الاختيار من سيدنا عمر بن الخطاب -كان خطأً.. وليس لنا بالأساس أن نحكم بالخطأ على سيدنا عمر بن الخطاب.. ولكن التاريخ هو الذي حكم بعد ذلك.. فربما رأوا أن الاختيار الأَمثل لسيدنا عمر بن الخطاب كان أن يختار.. مثلاً المثنى بن حارثة.. لقيادة الجيوش؛ لإنه استخلفه خالد بن الوليد على إمرة الجيوش.. ولإنه كان أول من بدأ الحروب بفارس بأمر أبي بكر الصديق رضي الله عنه.. ثم كانت له الجرأة على أهل فارس وله علم كبير بهم.. كما أن له من الحنكة الحربية والشجاعة والإيمان الكثير.. وقالوا إن كان يريد صحابيًّا فالصحابة كثير.. منهم مثلا سليط بن قيس.. ولكن الموقف كان شديدًا على عمر رضي الله عنه.. إذ كيف ينادي الناسَ ثلاثة أيام دون أن يخرج أحد.. فكان متأثرًا بهذا الأمر؛ واختار أبا عبيد بن مسعود الثقفي وهو لا تنقصه أبدًا الشجاعة ولا الإيمان..
ونادى عمر رضي الله عنه على سعد بن عبيد وعلى سليط بن قيس.. ويقول لهما: واللهِ لو أنكما سبقتماه لجعلتُكما أمراء؛ فكونا له عون الرأي..
وأرسل إلى أبي عبيد بن مسعود الثقفي ويقول له: والله إني وضعتك في هذا المكان لسبقِكَ.. ولو سبقك سليط بن قيس أو سعد بن عبيد لجعلتهما الأمراء؛ فاستمع لرأيهما.. ولا تتصرف في أي أمر من الأمور إلا بعد أن تستشير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانت هذه هي وصية عمر بن الخطاب لأبي عبيد بن مسعود الثقفي.
ثم يقول له: ولا تُفشِينَّ سرًّا.. فإنك مالكٌ أمرك ما دام سرُّك في داخلك.. لله درك يا عمر..
وجعل المثنى بن حارثة تابعًا لأبي عبيد بن مسعود الثقفي.. وهذا الأمر لم يؤثر مطلقًا في تحركات المثنى رضي الله عنه للإسلام وفي سبيل الله.. فقد كان رجلاً مؤمنًا حقًّا.. واستجاب لرأي عمر رضي الله عنه.. وذهب إليه عمر رضي الله عنه وقال له: اذهب إلى أهلك وانتظر النجدة. وانطلق المثنى سريعًا نحو الجيش الإسلامي في فارس.. انتظارًا للجيش الذي سيأتي بقيادة أبي عبيد بن مسعود الثقفي من المدينة.. ووصل المثنى رضي الله عنه مبكرًا للجيش.. وعندما وصل علم أن بوران بنت كسرى تجهِّز الجيوش لحرب المسلمين.. وقد تولَّى رستم إمارة جميع الجيوش الفارسية.. وبدأ المثنى يرتِّب القوات استعدادًا لقدوم أبي عبيد بن مسعود ومن معه مددًا له.. وفي هذه الأثناء يعلم المثنى رضي الله عنه -بفضل المخابرات الإسلامية الموجودة في المنطقة- أن رستم الفارسي هذا كان قد أرسل مجموعة كبيرة من الأمراء إلى أماكن مختلفة على حدود الجيش الإسلامي الموجود في فارس..
وكانت هذه المنطقة على صلح مع المسلمين على أن يدفعوا الجزية.. وقال لهم رستم الفارسي: إن على كل أمير أن يثور في المنطقة التي هو فيها.. وأول مَن يقوم بالثورة سيكون هو الأمير على جميع الأمراء؛ وذلك تشجيعًا لهم على الثورة..
.. أراكم غدا إن شاء الله تعالى..
التعليقات مغلقة.