موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 466 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-32 بقلم / مجدي سـالم

145

في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 466 خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-32

بقلم / مجدي سـالم

جهاد خالد بن الوليد في خلافة عمر بن الخطاب


نكمل..
على الهامش.. في موقعة الجسر (جسر الفرات).. نكمل..
قتل الفيل أبا عبيد الثقفي .. واضطرب الجند وبادروا بالهرب.. وما يروى عن بقية الأحداث مؤلم.. ويقال أنه قطع مرثد الثَّقفي الجسر كي لا يَفِر المسلمون.. فأوقع المسلمين في ضيق وكرب..
وراح المثنَّى يصيح به أن يقيمه ليَعبُر المسلمون.. فقد بدأ المسلمون يُلقون بأنفسهم في النَّهر.. فعمد المثنَّى مع عدد من شجعان المسلمين على شدِّ الجسر وربط الحبال.. ونادى المثنى بالمسلمين ليعبروا بتأنٍّ وسلامة.. ووقف يصدُّ عنهم هجمات الفرس حتى كان آخر الجند عبورًا.. وانتقلوا للضفَّة الثانية يجمعون أنفسهم بعد أن فقَدوا أربعةَ آلاف جندي ما بين قتيل وغريق.. وفرَّ ألفان في المفاوز وكانت مَعركة قاسية على المسلمين.. حتى شبَّهها بعضهم بمعركة مؤتة.. وقُتل عند الجسر سليط بن قيس الذي نصَح أبا عبيد من قبل بعدم العبور إلى الفُرس.. وقد كان سليط مع المثنَّى بن حارثة عند الجسر يَحمي الناسَ لعبوره بسلام.. وهو من القادة الشجعان رحمه الله.. وبقي مع المثنَّى ثلاثة آلاف.. وقد جرح المثنَّى جراحات بليغة في هذه المعركة..
أما عن الفرس.. فقد اكتفوا بهذا النَّصر على المسلمين لأول مرَّة منذ بَدء المعارك معهم.. وقد حدَث في المدائن عاصمتهم ما يشغلهم أيضًا؛ حيث اضطرب نِظام الحكم هناك؛ مما أثَّر على الجيش فلم يتبع المسلمين مستغلًّا هذا النصر..
يقول موقع إسلام ستوري.. أنه أسرع المثنى لمَّا رأى هذه الكارثة المروعة بالمسلمين وانتخب كتيبة من الأبطال بقيادته لإصلاح الجسر المنهار وكان المتهور عبد الله ابن مرثد الثقفي قد وقف عند الجسر ليمنع المسلمين من الفرار فألقى المثنى عليه القبض وضربه وربطه على فعلته فاعتذر له عبد الله بن مرثد فإنه أراد أن يثير حمية المسلمين للقتال.. وفي شبه معجزة استطاع المثنى ومن معه إصلاح الجسر.. ونادى في الناس قائلًا: “أيها الناس أناديكم فاعبروا على هيئتكم -أي على مهلكم- ولا تدهشوا فإنا لم لن نزايل -أي نتحرك- من مكاننا حتى نراكم في الجانب الآخر”.. وبالفعل استطاع ستة آلاف أن يعبروا الجسر للضفة الأخرى.. وبعد أن كمل الانسحاب ولم يبقَ مسلمٌ في مكان المعركة كان آخر من انسحب الأسد الهصور المثنى بن حارثة فانسحب ووجهه نحو الفرس يقتلهم وظهره للمسلمين.. وقد أُصيب إصابةً بالغةً أدَّت لوفاته بعد ذلك بشهرين رحمه الله ..
نتائج وآثار موقعة الجسر..
جرت المعركة في (23 شعبان 13هـ= 22 أكتوبر 634م).. وكان انتصار الفرس واضحًا.. على الرغم من تكبُّدهم ستَّة آلاف قتيل.. انتهت هذه المعركة باستشهاد أربعة آلاف شهيد.. منهم الأمراء السبعة وثلاثمائة رجلٍ من قبيلة ثقيف وحدها.. لذلك فإن وقعها كان شديدًا على نفوس المسلمين.. حتى أن ألفين من الجيش قد فروا حتى دخلوا البادية فاختفوا فيها خجلًا مما جرى.. ولم يبق مع المثنى سوى ثلاثة آلاف هم الذين انتقموا لمصرع إخوانهم في معركة البويب في شهر رمضان 13هـ.. ولم يتعقب بهمن جاذويه المسلمين؛ لأنَّ أخبارًا وصلت إليه عن نشوب ثورة ضدَّ رستم.. فآثر العودة إلى المدائن حتى يكون قريبًا من مجرى الأحداث.. إلَّا أنَّه ترك اثنين من قادته في المنطقة هما جابان.. ومردان شاه ليتعقبا المسلمين.. والواقع أنَّ المثنى كمن لهما في أَلِيسَ وأسرهما وقتلهما مع جندهما.. وتحصن في هذه المدينة بانتظار جلاء الموقف..

  • كانت معركة الجسر أول معركة يخسرها المسلمون أمام الفرس.. وتعد تجربة حية في حروبهم لإثبات قيمة كفاءة القيادة.. إذ إنَّ الإيمان والجشاعة وحدهما لا يكفيان لتحقيق الانتصار.
  • إنَّ الحماس المجرَّد الذي أبداه أبو عبيد قبل بدء القتال.. لا مكان له في المعارك إذ لم تُسانده أسس صحيحة.. وتخطيط سليم.. وافتقد أبو عبيد إلى عنصر المرونة حين حشره بهمن جاذويه في مكانٍ ضيق.. وهو الجسر.. وحرمه من حريَّة الحركة والانتشار الضروريَّين لخوض معركةٍ ناجحة..
  • على الرغم من تفوُّق الفرس في القتال.. فإنَّهم لم يتمكنوا من أسر أحدٍ من المسلمين.. مما يدلُّ على أنَّ المقاتل المسلم احتفظ بمميِّزاته في أشدِّ المواقف حرجًا وشدَّة.. وظلَّ يُقاتل حتى آخر رمق..
  • لا شَكَّ بأنَّ ثبات المسلمين في القتال كان من العوامل التي دفعت الفرس للعودة إلى المدائن.. ومنعتهم من مطاردتهم.. و كان لهذه المعركة أن تدور بطريقةٍ أفضل لو أنَّ أبا عبيد استجاب لنصيحة مستشاريه.. وتذكر نصائح الخليفة عمر بن الخطاب له.. وأضاعت هذه المعركة مكاسب المعارك السابقة.. ولكن إلى حين.. وجعلت الحرب سجالًا بعد أن كانت سلسلة متصلة الحلقات من الانتصارات المتعاقبة.
  • غلب على معارك المسلمين الثلاث.. قبل قدوم أبي عبيد.. الطابع التقليدي.. وهو الإغارة على القرى.. ولم يكن المسلمون مهيئين لصدام جبهوي واسع مع جيش فارسي بغياب قيادة كقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه..
    وأضحى استمرار التقدم من جديد مستحيلًا بعد هذه الهزيمة.. أراكم غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.