في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 499 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”.. 64 بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 499 . خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”.. 64
بقلم / مجدي سـالم
ورحل أبو سليمان.. في وداع ابن الوليد..
في نصيبه من الحديث النبوي.. ووفاته رضي الله عنه.
- يقول موقع (صحابة رسولنا”.. أنه لا يصح لخالد مشهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قبل فتح مكة.. ولما فتح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكة بعث بخالد إلى بني جَذِيمة من بني عامر بن لؤي.. فقتل منهم من لم يَجُز له قتله.. فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالد.. لاحظ أن ابن الوليد كان حديث الإسلام في هذه الحقبه من الزمن..
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم مالًا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه إليهم فَودَى القتلى.. وأعطاهم ثمن ما أخذ منهم.. حتى ثمن مِيْلَغَة الكلب.. وفضل معه فضلة من المال فقسمها فيهم.. فلما أخبر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بذلك استحسنه.. ولما رجع خالد بن الوليد من بني جذيمة أنكر عليه عبد الرحمن بن عوف ذلك.. وجرى بينهما كلام.. فسب خالد عبد الرحمن بن عوف.. فغضب النبي صَلَّى الله عليه وسلم وقال لخالد: “لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي.. فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصيفَهُ”. - وكان خالد على مقدمة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم.. فجرح خالد.. فعاده رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ونفث في جرحه فبرأ.. وأرسله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى أكَيْدِر بن عبد الملك.. صاحب دَوْمة الجندل.. فأسره.. وأحضره عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فصالحه على الجزية.. ورده إلى بلده.. وأرسله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنِ مَذْحِج.. فقدم معه رجال منهم فأسلموا.. ورجعوا إلى قومهم بنجران..
- ثم إن أبا بكر أمَّره بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على قتال المرتدين.. منهم: مسيلمة الحنفي في اليمامة.. وله في قتالهم الأثر العظيم.. ومنهم مالك بن نويرة.. في بني يربوع من تميم وغيرهم؛ إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بن نويرة؛ فقيل: إنه قُتل مسلما لظنٍّ ظنه خالد به.. وكلام سمعه منه؛ وأنكر عليه أبو قتادة وأقسم أنه لا يقاتل تحت رايته.. وأنكر عليه ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. والله أعلم..
- ولخالد – كما تقدم – الأثر المشهور في قتال الفرس والروم.. وفتح دمشق.. وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يستنصر به وببركته.. فلا يزال منصورًا.. والرواية هي كما يلي.. أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبد اللّه المخزومي.. بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى؛ قال: حدثنا سُرَيج بن يونس.. أخبرنا هشيم.. عن عبد الحميد بن جعفر.. عن أبيه.. قال: قال خالد بن الوليد: اعتمرنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في عمرة اعتمرها.. فحلق شعره.. فاستبق الناس إلى شعره.. فسبقت إلى الناصية فأخذتها.. فاتخذت قلنسوة.. فجعلتها في مقدم القلنسوة.. فما وجهته في وجه إلا وفتح له..
- وروى خالد عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم.. وروى عنه ابن عباس.. وجابر بن عبد اللّه.. والمقدام بن معد يكرب وأبو امامة بن سهل بن حنيف.. وغيرهم.. وروى معمر.. عن الزهري.. عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف.. عن عبد اللّه بن عباس.. عن خالد بن الوليد: أنه دخل مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بيت ميمونة.. فأتى بِضَبٍّ محنُوذٍ.. فأهوى إليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يريد أن يأكل منه.. فقالوا: يا رسول الله.. هو ضب., فرفع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يده.. فقلت: أحرام هو؟ قال: “لَا.. وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي.. فَأَجِدْنِي أَعَافُهُ”.. قال خالد: فاجتزرته فأكلته ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ينظر ..
- ويقال أن عددا كبيرا من أولاده توفوا بالطاعون.. وأنه لما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها.. وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية.. وها أنا أموت على فراشي كما يموت العَيْر.. فلا نامت أعين الجبناء.. وما من عمل أرجى من {لا إله إلا الله} وأنا مُتَتَرِّس بها..
- ويقال أنه توفي بحمص من الشام.. وقيل: بلى توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين.. في خلافة عمر بن الخطاب.. وأوصى إلى عمر رضي الله عنه.. ولما بلغ عمر أن نساء بني المغيرة اجتمعن في دار يبكين على خالد.. قال عمر: ما عليهن أن يبكين أبا سليمان مالم يكن نَقْعٌ أو لَقْلَقة؛ قيل: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لِمَّتها على قبر خالد؛ يعني حلقت رأسها. ولما حضرته الوفاة حبس فرسه وسلاحه في سبيل الله..
وقد انقرض ولد خالد بن الوليد.. فلم يبق منهم أحد.. وورث أيوب بن سلمة دورهم بالمدينة..
في وداعه أقول.. رحم الله سيف الله المسلول “خالد بن الوليد”..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.