في جهاد الصحابة..الحلقة 512 .. ” عمير بن وهب الجمحي “.. ” الصديق وقت الضيق ” 1… بقلم مجدى سالم
في جهاد الصحابة..الحلقة/ 512 .. ” عمير بن وهب الجمحي “.. ” الصديق وقت الضيق ” –1
بقلم مجدى سالم
أولا.. مقدمة.. وفي نسبه..
- عمير بن وهب الجمحي القرشي الكناني الصحابي الجليل.. كان من أشد أعداء الإسلام في الجاهلية.. رأينا أن نتبع ترجمة صفوان بن أمية بترجمة عمير بن وهب الجمحي.. ذلك لإنهما اشتركا كصديقين حميميين في الحدثين الكبار في حياتهما.. فقد اشتركا في التآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قأسلم عمير.. كما سيأتي.. ثم جاء عمير بصفوان ليسلم بأمان وضمان النبي صلى الله عليه وسلم.. إن الإسلام يجب ما قبله..
- هو الجمحي القرشي ولد عدنان.. هو عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.. وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان..
ثانيا.. في إسلام عمير رضي الله عنه.. - تقول دائرة المعارف الإسلامية.. في معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. أنه جلس مع صفوان بن أمية في حجر إسماعيل في جوار الكعبة.. بعد مصاب أهل بدر بوقت يسير.. وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش.. وممن كان يؤذي رسول الله وأصحابه.. ويلقون منه عناء وهو بمكة.. وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر.. فقال صفوان : والله ما إن في العيش بعدهم خير قال له عمير : صدقت.. أما والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي.. لركبت إلى محمد حتى أقتله.. فإن لي فيهم عليه.. ابني أسير في أيديهم.. فاغتنمها صفوان بن أمية فقال : علي دينك أنا أقضيه عنك.. وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا.. لا يسعني شيء ويعجز عنهم.. فقال له عمير : فاكتم علي شأني وشأنك. قال : سأفعل..
- ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له وسم.. ثم انطلق حتى قدم المدينة.. فبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر.. ويذكرون ما أكرمهم الله به وما أراهم في عدوهم.. إذا نظر عمر إلى عمير بن وهب وقد أناخ راحلته على باب المسجد متوشحا السيف فقال : هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر.. وهو الذي حرش بيننا وحزرنا للقوم يوم بدر.. ثم دخل عمر على رسول الله فقال : يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه.. قال : فأدخله علي.. قال : فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها.. وقال لمن كان معه من الأنصار : ادخلوا على رسول الله فاجلسوا عنده.. واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون..
- ثم دخل به على رسول الله .. فلما رآه صلى الله عليه وسلم.. وعمر بن الخطاب.. آخذ بحمالة سيفه في عنقه قال : أرسله يا عمر.. ادن يا عمير.. فدنا ثم قال : أنعم صباحا.. وكانت تحيه أهل الجاهلية بينهم.. فقال رسول الله : قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير.. بالسلام تحية أهل الجنة قال : أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد.. قال : فما جاء بك يا عمير.. قال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه.. قال : فما بال السيف في عنقك.. قال : قبحها الله من سيوف وهل أغنت شيئا.. قال: اصدقني ما الذي جئت له.. قال : ما جئت إلا لذلك.. قال : “بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر.. فذكرتما أصحاب القليب من قريش.. ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا.. فتحمل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك.. على أن تقتلني له.. والله حائل بينك وبين ذلك..
- فقال عمير : أشهد أنك رسول الله.. قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي.. وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان.. فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله. فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق.. ثم شهد شهادة الحق..
فقال رسول الله: “فقهوا أخاكم في دينه.. وعلموه القرآن وأطلقوا أسيره”.. ففعلوا.. ثم قال : يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله، وأنا أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم، فأذن له رسول الله فلحق بمكة، وكان صفوان بن أمية حين خرج عمير بن وهب يقول : ابشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه، فحلف ألا يكلمه أبداً ولا ينفعه بنفع أبدا، قال ابن إسحاق : فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى إلإسلام يؤذي من خالفه أذى شديداً، فأسلم على يديه ناس كثير.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.