في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 523 ” أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس حكيم الأمة ” –7 بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 523 ” أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس حكيم الأمة ” –7
بقلم / مجدي سـالم
أجمل ما نعود به إلى أبي الدرداء رضي الله عنه ما روي عن شريح بن عبيد الحمصي :
لما هزم أصحاب رسول الله يوم أحد ، كان أبو الدرداء يومئذ فيمن فاء إلى رسول الله في الناس ، فلما أظلهم المشركون من فوقهم ، قال رسول الله : اللهم ، ليس لهم أن يعلونا فثاب إليه ناس ، وانتدبوا ، وفيهم عويمر أبو الدرداء ، حتى أدحضوهم عن مكانهم ، وكان أبو الدرداء يومئذ حسن البلاء . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. نعم الفارس عويمر..
ثامنا.. أبو الدرداء وحفظ القرآن والسنة..
- روى سعد بن إسحاق ، عن محمد بن كعب ، قال : جمع القرآن خمسة : معاذ ، وعبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء ، وأبي ، وأبو أيوب . فلما كان زمن عمر ، كتب إليه يزيد بن أبي سفيان : إن أهل الشام قد كثروا ، وملئوا المدائن ، واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم . فأعني برجال يعلمونهم . فدعا عمر الخمسة ; فقال : إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن ، ويفقههم في الدين ، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم ، وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا ..
فقالوا : ما كنا لنتساهم ، هذا شيخ كبير – لأبي أيوب- وأما هذا فسقيم – لأبي – فخرج معاذ ، وعبادة ، وأبو الدرداء . - ويقول موقع إسلام ويب أن أبا الدرداء روى عن النبي – صلى الله عليه وسلم- عدة أحاديث.. وهو معدود فيمن تلا على النبي – صلى الله عليه وسلم- ولم يبلغنا أبدا أنه قرأ على غيره ..
- روى الأعمش ، عن خيثمة : قال أبو الدرداء : كنت تاجرا قبل المبعث ، فلما جاء الإسلام ، جمعت التجارة والعبادة ، فلم يجتمعا.. فتركت التجارة ، ولزمت العبادة ..
وروي أنه عاش وتصدر للإقراء بدمشق في خلافة عثمان وقبل ذلك . - وأنه قد تصدّر أبو الدرداء للإقراء في دمشق منذئذ.. فصار سيدًا للقراء بها.. وقيل أن حلقة إقراء أبي الدرداء كان بها أزيد من ألف رجل.. ولكل عشرة منهم ملقن.. وكان أبو الدرداء يطوف عليهم قائمًا.. فإذا أحكم الرجل منهم.. تحول إلى أبي الدرداء يعرض عليه القرآن. وكان ممن عرض عليه القرآن عطية بن قيس الكلابي وأم الدرداء وخليد بن سعد وراشد بن سعد وخالد بن معدان وعبد الله بن عامر اليحصبي..
- وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ..
- وقد روى عنه : أنس بن مالك ، وفضالة بن عبيد ، وابن عباس ، وأبو أمامة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ; وغيرهم من جلة الصحابة ، ومن التابعين جبير بن نفير ، وزيد بن وهب ، وأبو إدريس الخولاني ، وعلقمة بن قيس ، وقبيصة بن ذؤيب ، وزوجته أم الدرداء العالمة ، وابنه بلال بن أبي الدرداء ، وسعيد بن المسيب ، وعطاء بن يسار ، ومعدان بن أبي طلحة ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وخالد بن معدان ، وعبد الله بن عامر اليحصبي ..
وقيل : إنه قرأ عليه القرآن ولحقه ; فإن صح ، فلعله قرأ عليه بعض القرآن وهو صبي .. وقرأ عليه عطية بن قيس ، وأم الدرداء.. - وقال أبو عمرو الداني : عرض عليه القرآن : خليد بن سعد ، وراشد بن سعد ، وخالد بن معدان ، وابن عامر . كذا قال الداني . وولي القضاء بدمشق ، في دولة عثمان . فهو أول من ذكر لنا من قضاتها . وداره بباب البريد في دمشق .. ثم صارت في دولة السلطان صلاح الدين تعرف بدار الغزي ..
- ويروى له مائة وتسعة وسبعون حديثا .. اتفقا له على حديثين ، وانفرد البخاري بثلاثة ، ومسلم بثمانية ..
تاسعا.. في وفاة حكيم الأمة أبي الدرداء..
- وآخر من زعم أنه رأى أبا الدرداء ، شيخ عاش إلى دولة الرشيد ، فقال أبو إبراهيم الترجماني أنه حدثنا إسحاق أبو الحارث ، قال : رأيت أبا الدرداء أقنى أشهل يخضب بالصفرة .
- وقيل أنه خرج أبو الدرداء إلى دمشق.. ومعاذ إلى فلسطين.. فمات في طاعون عمواس. ثم سار عبادة بعد إلى فلسطين وبها مات. ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات.. وقيل أنه مات قبل عثمان بثلاث سنين .
وقد اختلف في تاريخ وفاته.. قيل بأنه في دمشق سنة 32 هـ.. وقيل سنة 31 هـ.. وقيل سنة 33 هـ قبل مقتل عثمان بسنتين.. وقيل توفي بعد وقعة صفين سنة 38 هـ أو سنة 39 هـ.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.