في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 527 عمرو بن العاص السهمي القرشي داهية العرب ” –4 بقلم / مجدى سالم
سادسا.. عمرو بن العاص ومهاجروا الحبشة والنجاشي..
- تقول صحيفة البيان في مقال دنيس جونسون ديفز.. في أعقاب معركة الخندق، بعثت قريش عمرو بن العاص إلى الحبشة، لمناشدة حاكمها النجاشي إعادة المسلمين الذين كانوا قد هاجروا إليها فراراً بدينهم..
ويعتبر المؤرخون أن هذه الزيارة إلى الحبشة، كانت نقطة تحول شديدة الأهمية في حياة عمرو بن العاص، فهو بعد أن عبر البحر شق طريقه إلى قصر النجاشي حاملاً الكثير من الهدايا الثمينة، وعندما سأله النجاشي عما يود الحصول عليه لقاء هداياه، بادر إلى القول إنه يتمنى على النجاشي أن يسلمه الرجل الذي كان الرسول قد بعثه إلى بلاط الحبشة ليتحدث هناك باسم المسلمين الذين لجأوا إليها، وقد أثار هذا الطلب ضيق النجاشي، الذي أشاد بالرسول الكريم، قائلاً، إن رسالته ورسالة المسيح ينبعان من اصل رباني واحد.. - جاء في سيرة ابن هشام.. روى ابن إسحاق: “فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة.. وأنهم قد أصابوا بها دارا وقرارا.. ائتمروا بينهم أن يبعثوا فيهم منهم رجلين من قريش جلدين إلى النجاشي.. فيردهم عليهم.. ليفتنوهم في دينهم.. ويخرجوهم من دارهم.. التي اطمأنوا بها وأمنوا فيها.. فبعثوا عبد الله بن أبي ربيعة.. وعمرو بن العاص بن وائل.. وجمعوا لهما هدايا للنجاشي ولبطارقته .. ثم بعثوهما إليه فيهم”. واستمع إلى كلام عمرو بن العاص.. وطلب من الصحابة أن يتكلموا.. فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب (رضوان الله عليه) ..
“فقال له: أيها الملك.. كنا قوما أهل جاهلية.. نعبد الأصنام.. ونأكل الميتة.. ونأتي الفواحش.. ونقطع الأرحام.. ونسيء الجوار.. ويأكل القوي منا الضعيف.. فكنا على ذلك.. حتى بعث الله إلينا رسولا منا.. نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه.. فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده.. ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث.. وأداء الأمانة.. وصلة الرحم.. وحسن الجوار.. والكف عن المحارم والدماء.. ونهانا عن الفواحش.. وقول الزور.. وأكل مال اليتيم.. وقذف المحصنات.. وأمرنا أن نعبد الله وحده.. لا نشرك به شيئا.. وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام- .. فعدد عليه أمور الإسلام- فصدقناه وآمنا به.. واتبعناه على ما جاء به من الله.. فعبدنا الله وحده.. فلم نشرك به شيئا.. وحرمنا ما حرم علينا.. وأحللنا ما أحل لنا.. فعدا علينا قومنا.. فعذبونا.. وفتنونا عن ديننا.. ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى.. وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث.. فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا.. وحالوا بيننا وبين ديننا.. خرجنا إلى بلادك.. واخترناك على من سواك.. ورغبنا في جوارك.. ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك”.
فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ فقال له جعفر: نعم.. فقال له النجاشي: فاقرأه علي.. فقرأ عليه صدرا من سورة مريم: «كهيعص 19: 1» .. فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته.. وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم.. حين سمعوا ما تلا عليهم.. ثم قال (لهم) النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة.. انطلقا.. فلا والله لا أسلمهم إليكما.. ولا يكادون” .. - لاحظ أنه.. في الرواية الأخرى أنه قال عبد الحميد: فذكرتُ هذا الحديث لِيَزِيد بن أَبِي حَبِيب فقال: أخبرني راشد مولى حَبيب بن أَبِي أُوَيْس.. عن حَبِيب بن أبي أَوْس الثَّقَفِيّ.. عن عَمْرو نحو ذلك.. قال عبد الحميد: فقلت لِيَزِيد بن أبي حبيب: فلم يُؤقِّت لك متى قدم عَمرو وخالدٌ؟ قال: لا إلاّ أنه قُبَيْل الفَتْح.. قلت: فإنّ أبي أخبرني أَنّ عمرًا وخالدًا وعثمانَ بن طلحة.. قدموا المدينة لهلالِ صفر سنة ثمان.. وهذا التوقيت يتوافق مع المشهور في إسلام عمرو وخالد وطلحة.. والله أعلم..
سابعا.. عمرو بن العاص يذكره النبي صلى الله عليه وسلم..
أخبرنا يَزِيد بن هارون.. جتى َفّان ابن مسلم.. قال: حدّثنا وُهَيب.. عن أيوب.. عن ابن أَبِي مُلَيْكة وعن عمرو بن دِينَار.. قالوا: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. : “نِعْم أهلُ البيتِ عبدُ الله وأبو عبد الله وَأُمُّ عبد الله”.. قال يزيد بن هارون: يعني: عبد الله بن عَمْرو بن العاص.. وعَمْرو بن العاص.. وأمّ عبد الله بن عمرٍو. وسَمّاهُم..” حسب ما جاء في الطبقات الكبير..
وأخبرنا الحسن بن موسى، عن ابن لَهِيعَة، قال: حدثنا مِشْرَح بن هَاعَان، عن عُقْبَة بن عامر، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “أَسْلَمَ الناسُ وآمن عَمْرُو بن العاص”.. من الطبقات الكبير..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.