في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 528 ” عمرو بن العاص السهمي القرشي” داهية العرب ” –5 بقلم / مجدي سـالم

في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 528 ” عمرو بن العاص السهمي القرشي” داهية العرب ” –5

بقلم / مجدي سـالم

ثامنا.. ما يذكر لعمرو بن العاص.. الرجل..

يقول د. راغب السرجاني صاحب كتاب “السيرة النبوية” في موقعه “قصة الإسلام”..

• يذكر له.. أنَّه قاتل المسلمين مع المشركين في غزوتي أُحُد والأحزاب قائدًا مرءوسًا.. وبذل قصارى جهده لإحراز النصر على المسلمين دون جدوى.. وأنَّه كان من فرسان قريش.. وأبطالهم في الجاهلية مذكورًا بذلك فيهم.. وكان شاعرًا.. ومن أشدِّ الناس على النبي صلى الله عليه وسلم.. وعلى الإسلام والمسلمين.. وكان معروفًا بالدهاء.. وحسن التصرُّف بين رجالات قريش.. وكان قائدًا من ألمع قادة قريش.. وسياسيًّا من أبرز ساستهم.. ولكنَّه أخفق في عداوته للإسلام والمسلمين.. على الرغم من كفايته وجهوده.. لكنه اقتنع أنَّه على الباطل.. وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم والإسلام والمسلمين على الحقِّ.. فتحوَّل بكلِّ طاقاته إلى الدين الجديد.. تحوُّل اقتناعٍ لا تَحوُّل عاطفة.. وقطع صلته نهائيًّا بالشرك والمشركين.. لكن يذكر له.. أنَّه من القلائل الذين لهم تاريخٌ معروفٌ في الجاهلية.. فأضاف إليه ما سطَّره في تاريخه الإسلامي بعد إسلامه..
• ويذكر له.. أنَّ قريشًا أوفدته مرَّةً ثانيةً سفيرًا إلى النجاشي ملك الحبشة.. ليُسلِّم إليه المسلمين المهاجرين إلى أرضه.. ليُعيدهم إلى مشركي قريش في مكَّة.. فأخفق عمرو رضي الله عنه في سفارته الثانية إخفاقًا كاملًا.. كما أخفق في سفارته الأولى..

تاسعا.. ما يذكر في جهاده رضي الله عنه..

• ويذكر لعمرو بن العاص في إسلامه.. أنَّه أسلم في السنة الثامنة الهجرية قبل الفتح.. وهاجر إلى المدينة.. فأصبح موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم.. وموضع اعتماده.. وكان إقباله على الإسلام نتيجةً لتفكيره العميق.. واقتناعه الكامل.. فـ (أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو) كما وصف النبيُّ صلى الله عليه وسلم إقبال عمرو رضي الله عنه على الإسلام.. وأنَّه كان أحد قادة النبي صلى الله عليه وسلم.. فتولَّى سريَّة ذات السلاسل.. ونجح في قيادته نجاحًا باهرًا.. كما يذكر له.. أنَّه تولَّى قيادة سريَّة هدم سُوَاع صنم هُذيل.. فأدَّى واجبه.. وهدم الصَّنم.. وأنَّه شهد غزوة فتح مكَّة.. وغزوة حنين.. وغزوة حصار الطائف.. فأبلى مع المسلمين أعظم البلاء..
• وأنَّه نال شرف الصُّحْبة.. وشرف الجهاد تحت لواء الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام..
• ويذكر له.. أنَّه حظي بمناصب قياديَّة وسياسيَّة وإداريَّة وماليَّة.. لم يحظَ بها غيره من الصحابة رضي الله عنهم.. على الرغم من تأخُّر إسلامه نسبيًّا؛ فقد كان قائدًا من قادة النبي صلى الله عليه وسلم.. ومن سفرائه.. وولاته.. ومن عمَّاله على الصدقة.. وهذا ما لم يتيسَّر لغيره من الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
• ويذكر له.. أنَّه شهد حرب الرِّدَّة قائدًا على عهد أبي بكر الصديق.. وأنَّه انتصر على المرتدِّين من قُضاعة انتصارًا عظيمًا.. فعادوا إلى الإسلام من جديد.. وأنَّ أبا بكر الصديق أعاده إلى ولاية عُمان.. فلم يكد يستقر فيها إلَّا وولَّاه قيادة جيشٍ من جيوش المسلمين المتوجِّهة لفتح بلاد الشام.. وجعله على فلسطين بالذَّات..
  ويذكر له.. أنَّه أشار على قادة جيوش المسلمين بالاجتماع في موضعٍ واحد.. بقيادةٍ موحَّدة.. فاجتمعوا باليرموك بعد أن كانوا متفرِّقين في مواضع بعيدة يصعب التعاون بينها.. ويسهل على الروم ضربها على انفراد.. ويذكر له.. أنَّه شهد معركة اليرموك الحاسمة قائدًا لميمنة المسلمين.. فكان لعمرو صلى الله عليه وسلم أثرٌ كبيرٌ في انتصار المسلمين على الروم في تلك المعركة الحاسمة.. التي فتحت أبواب أرض الشام للفاتحين المسلمين.. وأنَّه شهد فتح دمشق.. وشهد فتح الأردن.. وكان لقيادته أثرٌ كبيرٌ في انتصار المسلمين على الروم.
• ويذكر له.. أنَّه فتح فلسطين عدا القدس.. الذي شهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتحها مع قادة المسلمين الآخرين.. وأنَّه أبلى في فتح فلسطين أعظم البلاء.. – ويذكر له.. أنَّه فتح مصر كِنَانة الله في أرضه.. وغرس في تربتها الطاهرة العربية لغة والإسلام دينًا.. ولا تزال منذ فُتحت ترعى العربية والإسلام.. وأنَّه أوَّل من فتح ليبيا.. وأدخل إلى ربوعها العربيَّة لغةً.. والإسلام دينًا.. ويذكر له.. أنَّه أوَّل من فكَّر في فتح النوبة.. ومهَّد لفتحها.. ولكنَّه لم يستطع فتحها في حينه.. وأنَّه أوَّل مَن فكَّر بفتح إفريقية (تونس) ومهَّد لفتحها.. وبعث البعوث لتحقيق فتحها.. ولقد كان من ثمرات جهاده فتح فلسطين ومصر وليبيا.. وهي بلادٌ لم يفتح غيره من قادة الفتح في عهد الإسلام أوسع منها.. وأكثر خيرًا.. هذا بالإضافة إلى مشاركته في حروب الرِّدَّة.. وفتوح الشام..
  .. أراكم غدا إن شاء الله..