في جهاد الصحابة. الحلقة\ 534.. عمرو بن العاص السهمي القرشي داهية العرب ” –11 . بقلم / مجدي سـالم
ثامن عشر.. عمرو بن العاص يراوغ مسيلمة والمرتدين..
يقول موفع (صحابة رسولنا).. جاءت وفاةُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فخرج عمرو بخفراء من الأَزْدِ حتى قدم هَجَر.. ثم خرج بخُفَراء من بني عبد القيس.. فلما جاء أرضَ بَني حَنيفة.. سمع به مُسيلمةُ فخرج في أصحابه فعرض له.. فهرب عَمْرو منه ومعه ثُمَامَة بن أُثَال في قومه من بَنِي حنيفة.. لكن اقتطع مُسَيْلِمَةُ رجلين من أصحابه هما: حَبِيب بن زيد بن عاصم وهو ابن أم عمارة.. وعبد الله بن وَهْب الأَسْلمي.. وكانا في السائقة فأصابهما.. فقال لهما: أتشهدان أني رسول الله؟ فأقرَّه في الظاهر الأسلميّ بما قال: فأمر به فحُبس في حديدٍ حتى أفلت بعد ذلك.. وأما حَبِيب بن زيد فقال أتشهد أني رسول الله؟ فقال: لا أسمع.. فقال أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ فقال: نعم.. فأمر به فقُطعت يداه من المنكبين ورِجلاه من الركبتين ثم حَرقه بالنار..
- وأخذ عَمْرو بن العاص خفراءَ من بني تَمِيم بعثهم الزِّبْرِقَان بن بَدْرٍ وقَيْس بن عاصم المِنْقَرِي حتى وردَ على قُرَّة بن هُبَيْرَة.. فخرج قُرَّةُ في مائة من قومهِ خُفَرَاء له.. قال: أخبرنا محمد بن عمر.. قال: حدثني هاشم بن عاصم الأَسْلَميّ.. عن المُنْذِرِ بن جَهم.. قال: أقبل عَمرو بن العاص يلقى الناسَ مُرْتَدِّين حتى أتى على ذي القَصَّة.. فلقي عُيَيْنَةَ بن بدر خارجًا من المدينة.. وذلك حين قدم على أبي بكر الصديق يقول له: إن جعلتَ لنا شيئًا كفيناك مَنْ وراءنا.. فقال له عمرو: وما وراءك؟ فقال عُيَيْنَة: ابن أبي قحافة.. وَالِي الناس يا عَمْرو.. استوينا نحن وأنتم! قال عمرو: كذبتَ يَابْنَ الأَخَابث مِنْ مُضَر..
- فلما قَدِم عَمْرو المدينةَ أخبر أبا بكر بما كان في وجهه وبمَا قَالَهُ قُرّة بن هُبَيْرة.. وبما قَالَهُ عُيَيْنة بن بَدْر. وَأَتَى عَمْرُو خالدَ بن الوليد حين بعثه أبو بكر إلى الرِّدَّةِ.. فجعل يقول: يا أبا سليمان لاَ يُفْلِتَنَّ منك قُرَّةُ بن هُبَيْرة. قال: أخبرنا محمد بن عمر.. قال: حدّثنا أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَة.. عن عيسى بن عُمَيْلَةَ الفزاريّ عن أبيه.. قال: لما جاءت بنو عامر إلى خالد بن الوليد ولم تكن ارتَدّت ولم تَنصر.. وكانت قد وقفت.. فقال خالد: [[أين]] قُرَّة بن هُبَيْرة القُشَيري قال: هَأَنَذَا! قال: قَدِّمهُ فاضْرِبْ عُنُقَه.! أنت المُكَلِّم عَمْرَو بن العاص بما تكلمتَ به وأنت المتُرَبِّص بالمسلمين الدوائر؟ قال: يَابْنَ المُغِيرَةِ إِنَّ لي عند عمرو بن العاص شهادةً.. فقال خالد: هو عَمْرو بن العاص الذي نقل عنك إلى الخليفة ما تكلمتَ به.
- قال: أخبرنا محمد بن عمر.. قال حدثني محمد بن عبد الله.. عن الزُّهْرِيّ.. عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة.. عن ابن عباس.. قال: أوثق خالد بن الوليد عُيَيْنَةَ بن بَدر.. وقُرَّةَ ابن هُبَيْرَة.. وأرسل بهما إلى أبي بكر في وثاق فقُدم بهما إلى المدينة.. فنظرتُ إلى عُيَيْنَة مَجْمُوعَةٌ يداه إلى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ يَنْخُسُه غلمانُ المدينة بالجَرِيد ويضربونه ويقولون: أي عَدّو الله أكفرتَ بالله بعد إيمانك؟! فيقول: والله ما كنتُ آمنتُ بالله.. قال: وأُتِيَ بِقُرَّةَ بن هُبَيْرة فقال: يا خَلِيفةَ رسول الله! والله ما كفرتُ.. واسأل عَمْرَو بن العاص فإِنّ لي عنده شهادة ليالي أَقْبلَ من عُمان خرجتُ في مائة من قومي خُفَرَاءَ له.. وقَبل ذلك ما أكرمت مَنزلَهُ وَنَحَرْتُ له!
فسأل أبو بكر عَمْرًا فقال: نزلتُ به فَلَمْ أرَ لضَيْفٍ خيرًا منه! لَمْ يَتَّرِكْ.. وخرج معي في قومه خَفِيرًا. ثم ذكر عمرو ما قال قُرَّة.. فقال قُرَّة: انْزَع يا عَمْرو.. فقال عمرو: لو نَزَعتَ نَزَعتُ.. فلم يعاقبه أبو بكر بذلك وعفا عنه.. وكتب له أمانًا.. وقَبِلَ من عُيَيْنَةَ وكتب لهُ أمانًا..
تاسع عشر.. في رسالة الصديق إلى عمرو بن العاص..
تقول “المكتبة الشاملة”.. أن في حياة الصديق خطاب لطيف أرسله إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه.. والقصة تبدأ من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حبث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولى عمرو بن العاص رضي الله عنه مرة على عمان ووعده أخرى بالولاية عليها وهكذا.. فلما استتب الأمر لـ أبي بكر الصديق بعد حروب الردة ولى عمان مرة أخرى عمرو بن العاص؛ تنفيذاً لوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ثم إنه قد احتاجه لإمارة جيش من جيوش الشام.. وعمرو بن العاص كان لديه طاقة حربية هامة جداً.. وعبقرية فذة في مجال الحروب.. وأبو بكر الصديق يريد أن يأتي به إلى المدينة المنورة حتى يؤمره على جيش من جيوش الشام.. لكنه يتحرج من استقدامه من مكان وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأرسل له رسالة لطيفة قال: إني كنت قد رددتك إلى العمل الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاكه مرة وسماه لك أخرى.. مبعثك إلى عمان إنجازاً لمواعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وليته ثم وليته..وقد أحببت أبا عبد الله أن أفرغك لما هو خير لك في حياتك ومعادك منه.. ما هو خير من هذه الإمارة.. وهو الجهاد في سبيل الله عز وجل.. قال: إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك..!
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.