في جهاد الصحابة. الحلقة\ 539.. عمرو بن العاص السهمي القرشي داهية العرب ” –16 . بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة. الحلقة\ 539.. عمرو بن العاص السهمي القرشي داهية العرب ” –16 .
بقلم / مجدي سـالم
سابع عشر.. التاريخ يخلد موقعة أجنادين..
- تقول دائرة المعارف العربية.. أجنادَين أو أجنادِين على التثنية والجمع.. بلدة بين الرملة وبيت جبرين (لغة في بيت جبريل) من أرض فلسطين.. كانت ميداناً لأكثر من معركة بين العرب المسلمين والروم البيزنطيين.. وذكر كثير من المحدثين من العرب والمستشرقين أنها في الموضع المعروف اليوم بالجنابة الشرقية والجنابة الغربية وقد يطلق عليهما اسم واحد يجمعها فيقال لهما الجنابتان.. وتتفق المصادر الأولية على أن معركة أجنادين الفاصلة كانت في جمادى الأولى سنة 13هـ في خلافة أبي بكر الصديق وبعد قدوم خالد بن الوليد مدداً للمسلمين في الشام.. ولكنها تختلف في تحديد اليوم وإن تواترت معظم الروايات على أنها حدثت لليلتين بقيتا من جمادى الأولى.. وإن قالت بعض المراجع أن موقعة أجنادين كانت تصفية للجيوب التي تبقت للروم بعد موقعة اليرموك..
- وفي تفصيل بسيط.. أنه اجتمع خالد بن الوليد مع أبي عبيدة بن الجراح.. وشُرحبيل بن حسنة.. ويزيد بن أبي سفيان على حصار بصرى.. التي صالحت على الجزية.. فكانت أول مدينة من مدائن الشام فتحت في خلافة أبي بكر.. وقد تقدم تفاصيل فتحها في سيرة خالد بن الوليد.. ثم ساروا جميعاً إلى فلسطين مدداً لعمرو بن العاص.. وكان عمرو بن العاص بجيشه مقيما بالعربات من غور فلسطين.. وسمعت الروم بهم فتوجهوا عن منطقة جلِّق إلى أجنادين.. وكان يقودهم تذارق (تيودور).. وهو شقيق هرقل إمبراطور الروم.. فسار عمرو بن العاص – حين سمع بقدوم أبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان – حتى لقيهم.. فاجتمعوا بأجنادين.. وكان عدد جند المسلمين عشرين ألفاً في حين زاد عدد جند الروم على أربعين ألفاً..
- وذكر ابن الأعثم أن القيادة العامة للجيوش يومئذ كانت لخالد بن الوليد.. الذي قام بتعبئة أصحابه فجعل على الميمنة معاذ بن جبل وعلى ميسرته سعيد بن عامر بن حذيم وعلى جناح الميمنة يزيد بن أبي سفيان وعلى جناح الميسرة شرحبيل بن حسنة.. وخالد بن سعيد بن العاص على الكمين.. ثم جعل خالد بن الوليد نساء المسلمين وراء الصفوف «فتشمَّرن وأخذن في أيديهن الحجارة.. وجعلن يدعون الله ويستنصرنه على أعداء المسلمين».. أما خليفة بن خياط في تاريخه فيذكر أنه عند التقاء المسلمين في أجنادين.. كان الأمراء كل على جنده.. وأن بعض الناس يزعمون أن عمرو بن العاص كان عليهم جميعاً.. – وسواء أكانت القيادة لخالد بن الوليد أم لعمر بن العاص.. فإن المسلمين قاتلوا الروم قتالاً شديداً كان من نتيجته انتصار العرب وهزيمة الروم وتفرقهم وتشتتهم (إلى الحصون).. والرواية هنا معناها أن أجنادين سبقت اليرموك..
- وقتل من الروم في المعركة ألف وسبعمئة رجل واستولى المسلمون على غنائم كثيرة.. وقُتل تيودور خليفة هرقل.. وقتل من المسلمين أربعة عشر رجلاً فقط.. ويروى أنه قتلت أم حكيم بنت الحارث بن هشام (زوجة عكرمة بن أبي جهل) وحدها أربعة من الروم بعمود فسطاطها.. وقد توجه هرقل عندما انتهى إليه خبر هذه الوقعة من حمص إلى أنطاكية وفق رواية البلاذري في حين تشير رواية الطبري إلى أن هرقل رجع للمسلمين فالتقوا بالواقوصة..
ثامن عشر.. قالوا في موقعة اليرموك..
ويعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم.. لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب.. وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام.. والمعركة حدثت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بأربع سنوات فقط.. قررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية بالقرب من دمشق إلى اليرموك بعد تقدم جيش الروم نحوهم.. وتولَّى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبوعبيدة بن الجراح.. - يقول البلاذري المؤرخ للفتوح الإسلامية.. «جمع هرقل جموعاً كثيرة من الروم وأهل الشام وأهل الجزيرة وأرمينية.. زهاء مئتي ألف.. وولى عليهم رجلاً من خاصته.. وبعث على مقدمته جبلة بن الأيهم الغساني في مستعربة الشام من لخم وجذام وغيرهم.. وعزم على محاربة المسلمين.. فإن ظهروا وإلا دخل بلاد الروم.. فاقتتلوا على اليرموك أشد قتال وأبرحه.. واليرموك نهر..
وكان المسلمون يومئذ أربعة وعشرين ألفاً وتسلسلت الروم وأتباعهم ليمنعوا أنفسهم من الهرب.. فقتل منهم زهاء سبعين ألفاً..وقاتل يوم اليرموك نساء من نساء المسلمين قتالاً شديداً».. ثم يستكمل صورة المعركة بحس شبه درامي بالقول: «ولما بلغ هرقل خبر أهل اليرموك وإيقاع المسلمين بجنده هرب من أنطاكية إلى قسطنطينية.. فلما جاوز الدرب قال: عليك يا سورية السلام ونعم البلد هذا للعدو».. ويتابع مفسراً مقولة هرقل «يعني أرض الشام لكثرة مراعيها».
.. أراكم غدا إن شاء الله..
الصورة.. موقع معركة “فحـــل”..
التعليقات مغلقة.