في جهاد الصحابة الحلقة 540..عمرو بن العاص السهمي القرشى “داهية العرب “17 … مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة\ 540.. عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” –17
ثامن عشر.. قالوا في موقعة اليرموك.. نكمل..
- سعدت بموقع للمقاولون العرب على الشبكة.. وقد لخص من سيرة عمرو.. فقال.. أنه في خلافة أبي بكر الصديق.. قام بتولية عمرو بن العاص أميرا على واحد من الجيوش الأربعة التي اتجهت إلى بلاد الشام لفتحها.. فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة آلاف مجاهد.. ثم وصله مدد آخر فأصبح عدد جيشه سبعة آلاف مجاهد.. وشارك في معركة اليرموك مع باقي الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس.. وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معا على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوما من أيام المعركة.. وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم في معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد.. وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم وتم فتح بلاد الشام.. ثم انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه في مدن فلسطين.. ففتح منها غزة.. سبسطية.. ونابلس ويبني وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح….
- ونستدرك هنا – بمقولة عن موقعة أجنادين – عند ابن إسحاق والمدائني أيضا.. قالا أن أجنادين كانت قبل واقعة اليرموك.. وكانت واقعة أجنادين لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة.. وقتل بها كثير من الصحابة.. وهزم الروم وقتل أميرهم ويسمى (القيقلان).. وكان قد بعث رجلا من نصارى العرب يجس له أمر الصحابة.. فلما رجع إليه قال : وجدت قوما رهبانا بالليل فرسانا بالنهار.. والله لو سرق فيهم ابن ملكهم قطعوه.. أو زنى لرجموه.. فقال له القيقلان: والله لئن كنت صادقا لبطن الأرض اليوم خير من ظهرها..
وبعث خالد بعد النصر بأخماس ما غنم من غسان مع بلال بن الحارث المزني إلى الصديق.. ثم سار خالد وأبو عبيدة ويزيد وشرحبيل إلى عمرو بن العاص.. وقد قصده الروم بأرض العربات من الغور فكانت واقعة أجنادين.. وقد قال رجل من المسلمين في مسيرهم هذا مع خالد :
لله عينا رافع أنى اهتدى.. فوز من قراقر إلى سوى
خمسا إذا ما سارها الجيش بكى.. ما سارها قبلك إنسي أرى - وقد كان بعض العرب قال له في هذا المسير : إن أنت أصبحت عند الشجرة الفلانية.. نجوت أنت ومن معك.. وإن لم تدركها هلكت أنت ومن معك.. فسار خالد بمن معه وسروا سروة عظيمة.. فأصبحوا عندها.. فقال خالد:
” عند الصباح يحمد القوم السرى” فأصبحت مثلا عربيا.. وهو أول من قالها.. رضي الله عنه.. - يقول ابن كثير.. أنه وجد خالد بن الوليد الجيوش متفرقة فأبي عبيدة وعمرو بن العاص ناحية.. وجيش يزيد وشرحبيل ناحية.. فقام خالد في الناس خطيبا.. فأمرهم بالاجتماع ونهاهم عن التفرق والاختلاف.. فاجتمع الناس وتصافوا مع عدوهم في أول جمادى الآخرة.. وقام خالد بن الوليد في الناس.. فحمد الله وأثنى عليه وقال : إن هذا يوم من أيام الله.. لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي.. أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم.. وإن هذا يوم له ما بعده.. إن رددناهم اليوم إلى خندقهم فلا نزال نردهم.. وإن هزمونا لا نفلح بعدها أبدا.. فتعالوا فلنتعاور الإمارة.. فليكن عليها بعضنا اليوم.. والآخر غدا.. والآخر بعد غد.. حتى يتأمر كلكم.. ودعوني اليوم أليكم . فأمروه عليهم.. وهم يظنون أن الأمر يطول جدا..
- قال سيف بن عمر وأبو مخنف.. أنه حين اجتمعت الروم مع أمرائها بالواقوصة.. وانتقل الصحابة من منزلهم الذي كانوا فيه فنزلوا قريبا من الروم في طريقهم الذي ليس لهم طريق غيره.. فقال عمرو بن العاص: أبشروا أيها الناس.. فقد حصرت والله الروم.. وقلما جاء محصور بخير..
- ويقال : إن الصحابة لما اجتمعوا للمشورة في كيفية المسير إلى الروم.. جلس الأمراء لذلك..
فجاء أبو سفيان بن حرب فقال: ما كنت أظن أني أعمر حتى أدرك قوما يجتمعون لحرب ولا أحضرهم..
ثم أشار أن يتجزأ الجيش ثلاثة أجزاء.. فيسير ثلثه فينزلون تجاه الروم.. ثم تسير الأثقال والذراري في الثلث الآخر.. ويتأخر خالد بالثلث الآخر.. حتى إذا وصلت الأثقال إلى أولئك سار بعدهم.. ونزلوا في مكان تكون البرية من وراء ظهورهم ; ليصل إليهم البرد والمدد . فامتثلوا ما أشار به.. ونعم الرأي كان.. - وقد وعظ الناس أبو هريرة أيضا فجعل يقول : سارعوا إلى الحور العين.. وجوار ربكم.. عز وجل.. في جنات النعيم.. ما أنتم إلى ربكم في موطن أحب إليه منكم في مثل هذا الموطن.. ألا وإن للصابرين فضلهم..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.