في جهاد الصحابة الحلقة 548 “عمرو بن العاص السهمي القرشي”.. “داهية العرب”25…بقلم مجدى سالم

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم

الحلقة\ 548.. عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” – 25

سابع وعشرون.. عمرو بن العاص في أحداث الفتنة..

• نود أولا أن نورد للشيخ ابن القيم كلمة قالها في كتابه “إجتماع الجيوش الإسلامية” :
• ثانيها.. تقول “شبكة الألوكة”.. جَعَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَمْرَو بْنِ العَاصِ أميراً عَلى مِصْرَ سِنِينَ.. ثُمَّ عَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ.. فَقَدِمَ عَمْرٌو الْمَدِينَةَ.. فَأَقَامَ بِهَا.. فَلَمَّا نَشِبَ النَّاسُ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ.. فَنَزَلَ بِهَا فِي أَرْضٍ لَهُ بِالسَّبَعِ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ.. حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ.. (الطبقات الكبرى لابن سعد( .. فسَارَ عَمْرُو إِلَى مُعَاوِيَةَ.. فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ يُظْهِرُ الطَّلَبَ بِدَمِ عُثْمَانَ.. وَشَهِدَ مَعَهُ معركة صِفِّينَ ضد علي بن أبي طالب.. وعندما تنازلَ الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية.. جَعَلَ مُعَاوِيَةُ بن أبي سُفيان عَمْرَو بْنِ العَاصِ أميراً عَلى مِصْرَ.. فَخَرَجَ عَمْرٌو إِلَيْهَا.. فَلَمْ يَزَلْ بِهَا وَالِيًا.. وَابْتَنَى بِهَا دَارًا..
  
• ثالثها.. مختصر في صفين وواقعة التحكيم..
  يروي لنا بعض ما كان “قصة الإسلام” والدكتور راغب السرجاني.. واللقطة هنا بعد معركة صفين.. بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان.. والتي راح ضحيتها الكثير من القتلى والشهداء.. والذين بلغ عددهم سبعين ألفًا من المسلمين على يد إخوانهم من المسلمين..
• وجد الصحابي الجليل سهل بن حنيف رضي الله عنه وأرضاه.. وهو أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.. وجد أن في قلوب بعض الناس شيئًا من القتال الذي حدث بينهم.. فبعض الناس مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. ورغم قناعتهم بكونه أمير المؤمنين.. وتجب البيعة له والطاعة التامة إلا أن في قلوبهم وأنفسهم حرج من قتلهم لإخوانهم من المسلمين.. وكذلك من كان مع معاوية رضي الله عنه.. فقال لهم سهل بن حنيف رضي الله عنه كلامًا في غاية الأهمية وينبغي أن ينتفع به المسلمون إلى يوم القيامة قال لهم: يا أيها الناس اتّهموا الرأي على الدين..
• كان بن حنيف يقصد أن بعض الناس ربما يكون لهم من الرأي ما يخالف الشرع.. وتظن أن هذا الرأي هو الصائب.. وهو السليم.. ويحاول أهل الشرع إقناعهم بالرأي السليم.. لكنهم لا يقتنعون بسهولة.. أو ربما لا يقتنعون مطلقًا.. يقول: فلقد رأيتُني يوم أبي جندل.. أي يوم الحديبية.. فبعد أن عُقد الصلح وتمّ.. وكان الذي باشر عقد هذا الصلح من طرف المشركين حينئذ سهيل بن عمرو.. والذي أسلم بعد ذلك.. فجاء أحد المشركين.. وأراد أن يدخل في الإسلام.. وكان اسمه أبا جندل.. وهو ابن سهيل بن عمرو نفسه.. لكن سهيل بن عمرو: هذا أول ما نبدأ به.. ردّوه علينا.. وكان له ما أراد.. وكان هذا الأمر صعبًا على المسلمين جميعًا من الصحابة..
• يقول السرجاني.. فهذا سهل بن حنيف رضي الله عنه مع كل هذا التاريخ العظيم في الإسلام يخبر رضي الله عنه أنه منذ أسلم ما رفع سيفه لقتال إلا أوضح الله له أين الحق إلا هذا الأمر.. وهذا عمار بن ياسر رضي الله عنه سُئل يوم صفين عن القتال: أهذا عهدٌ عهده رسول الله إليكم أم هو الرأي؟.. فقال رضي الله عنه: لم يعهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا وأشار إلى القرآن.. فالقضية كلها تدخل في مجال الاجتهاد.. فمن الصحابة رضي الله عنهم جميعًا.. من اجتهد فأصاب.. فله أجران كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.. ومن معه.. ومنهم من اجتهد فأخطأ كمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.. ومن معه..
  وأقول.. قد يصح هذا في الخطأ العارض والقرار المتسرع.. لكن بني أمية كانوا في الشام ينتظرون يوما تكون لهم”الدنيا” منذ أن انتقلوا إليها.. فرارا من سلطة بني هاشم في الجزيرة.. وتحينوا وانتهزوا الفرصة.. وهذا معاوية يعلق على مقتل عمار.. تقتله الفئة الباغية.. فيقول.. إنما قتله الذين أخرجوه.. والحقيقة الدامغة هنا أن الأمة الإسلامية التي خرجت يومها.. ما عادت أبدا إلى دولة عمر بن الخطاب.. إلى يومنا.. أراكم إن شاء الله..