في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 557.. ضماد بن ثعلبة الأزدي “.. ” طبيب العرب ” .. بقلم / مجدي سـالم

في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 557.. ضماد بن ثعلبة الأزدي “.. ” طبيب العرب ” .. بقلم / مجدي سـالم

أولا.. في نسبه.. مقدمة..

في مقدمة جميلة من موقع “قصة الإسلام”.. عن ضماد الأزدي.. هناك مواقف كثيرة يتبيَّن لنا فيها استغلال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمواقف العابرة كي يصل بدعوته إلى كل الناس.. حتى لو لم يكن المدعو من أهل مكة.. ولن يسانده الساعة في أمره.. ويظهر ذلك في قصة إسلام ضماد بن ثعلبة الأزدي رضي الله عنه..

• شهرته ضماد الأزدي.. وهو ضِمَاد بن ثَعْلبة الأَزْدِي الشَنُوءي.. وقيل: ضمام.. قاله ابن منده.. وأبو نعيم.. وغيرهم..
  وهو مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ (إحدى قبائل اليمن)..
• ويقال أنه كان صديقًا للنبي صَلَّى الله عليه وسلم في الجاهلية وكان رجلًا يتطبب.. ويَرْقِي..

ثانيا.. في إسلامه.. رضي الله عنه..

• يقول الحافظ إبن كثير.. وقد قدمنا ما وراه الإمام أحمد عن يحيى بن آدم.. عن حفص بن غياث.. عن داود ابن ابي هند.. عن سعيد بن جبير.. عن ابن عباس في قدوم ضماد الأزدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة وإسلامه.. وإسلام قومه..
• كان كل العقلاء في فجر الإسلام لا يقبلون بما تروجه قريش.. كان الرجل يسمع ويعقل.. ويقول لنفسه إن علي أن أسمع.. فإن كان حسنا قبلته.. وإن كان قبيحا تركته.. يقول الراوي.. روى ابن عباس رضي الله عنهما من أَنَّ ضِمَادًا.. قَدِمَ مكة.. وَكَانَ يَرْقِي [ يرقي: أي يقوم بالرُقْيَة.. وهي حماية الإنسان مما يخاف منه سواء من السحر أو المرض أو غيره] مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ [الريح هنا الجنون ومس الجن].. فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ.. يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ..
• فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ.. قَالَ: فَلَقِيَهُ..
• فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ.. وَإِنَّ اللهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ.. فَهَلْ لَكَ [أي هل تريد أن أداويك]؟
• فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الْحَمْدَ للهِ.. نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ.. مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ.. وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ.. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ.. وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.. أَمَّا بَعْدُ”..
• فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاَءِ..
  فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ..
• فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ.. وَقَوْلَ السَّحَرَةِ.. وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ.. فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلاَءِ.. وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ [أي وسط البحر ولجته]..
• فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الإِسْلاَمِ..
• قَالَ: فَبَايَعَهُ.. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “وَعَلَى قَوْمِكَ؟” قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي [أي أنه سيدعو قومه].. أي أن ضماد كان من السابقين إلى الإسلام.. وكان موقف إسلام ضماد رضي الله عنه موقفًا جميلاً سَعِد به رسول الله صلى الله عليه وسلم..

ثالثا.. ما كان بعد إسلامه..

• قال الراوي: فكان أن بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سَرِيَّة.. فمروا بقومه.. أي بقوم ضماد..
• فقال صاحب السريَّة للجيش: هل أَصبتم من هؤلاءِ شيئًا؟ أَعزم على رجل أَصاب شَيْئًا من أَهلِ هذه الأَرض إِلا رَدَّه..
• فقال رجل منهم: أَصبت مِطْهَرَة.. فقال: ارددها.. إِن هؤلاءِ قومُ ضِمَادٍ.. كان ضماد صديقًا للنبي صَلَّى الله عليه وسلم في الجاهلية.. وكان رجلًا يتطبب.. ويطلب العلم..
  وفي رواية.. أنه خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد ذلك في سرية إلى اليمن فأصابوا إداوة..
• فقال: “ردوها فإنها إداوة قوم ضماد”.. ويقال: بل أصابوا عشرين بعيرًا بموضع فاستوفوها.. فبلغ عليًّا أنها لقوم ضماد..
• فقال رضي الله عنه: ردوها إليهم.. فردت إليهم.. حسب ابن سعد: الطبقات الكبرى..
  ليس لدينا مزيدا عن بطل حلقتنا..
  .. نراكم غدا إن شاء الله..

الصورة.. ضماد بن ثعلبة الأزدي .. طبيب العرب في عين العرب