في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 575.. “المغيرة بن شعبة الثقفي”..”دوره في معركة نهاوند”.. بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 575.. “المغيرة بن شعبة الثقفي”..”دوره في معركة نهاوند”.. بقلم / مجدي سـالم
رابعا.. المغيرة بن شعبة داهية العرب..
- دخل المغيرة.. فقرّبوا إلى جسمه ووجهه الحراب والنيازك يلتمع منها البصر وجند “بندار” حوله.. كي يزيدوا المنظر رهبة.. أما “بندار” فعلى سرير من الذهب وعلى رأسه تاج…. تقدم نفس الرواية بإسم رستم..
- فشعر “بندار” أن المغيرة بدأ يحطم من معنويات جنده.. لأنه بدأ يُظهر عزّته الذي هذّبه بها الإسلام.. وظهرت سوء أخلاقيات الفرس.. فأراد أن يقطع هذه المناظرة فقال: إن شئتم قطعتم إلينا وإن شئتم قطعنا إليكم.
- فعاد المغيرة واستشار قائد الجيش النعمان.. فقال النعمان: اعبروا.. وأنشب النعمان القتال يوم.. ودام على شكل مناوشات حادة إلى اليوم التالي.. والحرب سجال بين الفريقين.. وكان الفرس خلالها في خنادق
- وخشي المسلمون أن يطول الأمر فاستشار النعمان أصحابه.. فتكلم قوم فردت آراؤهم.. ثم تكلم طليحة فقال: أرى أن تبعث خيلًا مؤدبة.. فيحدقوا بهم.. ثم يرموا لينشبوا القتال.. ويحمشوهم – أي يغضبوهم –.. فإذا أحمشوهم واختلطوا بهم وأرادوا الخروج أرزوا – أي انضموا إلينا استطرادًا – أي خديعة -.. وأقر الجميع هذا الرأي.. فأمر النعمان القعقاع أن ينشب القتال فأنشبه..
- فخرج الفرس من خنادقهم.. فلما خرجوا نكص القعقاع بجنده.. ثم نكص ثم نكص.. وخرج الفرس جميعًا.. فلم يبق أحد إلا حرس الأبواب.. حتى انضم القعقاع إلى الناس.. والنعمان والمسلمون على تعبيتهم في يوم جمعة في صدر النهار.. وأقبل الفرس على الناس يرمونهم حتى أفشوا فيه الجراحات.. والمسلمون يطلبون من النعمان الإذن بالقتال.. وبقي النعمان يطلب منهم الصبر..
- فلما جاء الزوال وتفيأت الأفياء وهبت الرياح أمر بالقتال.. كل ذلك إحياء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يختار هذا الوقت للقتال.. وعندئذ ركب فرسه وبدأ يحرض المسلمين على القتال.. ثم قال: فإن قُتلت.. فالأمير بعدي حذيفة.. وإن قتل فلان.. وعد سبعة.. ثم كبر النعمان التكبيرة الأولى ثم الثانية.. ثم قال: اللهم اعزز دينك وانصر عبادك.. واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك.. اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام.. أمنوا رحمكم الله. فبكى الناس.. وكبر النعمان التكبيرة الثالثة.. وبدأ القتال.. وأثناء تقدم القائد بدأ الفرس يتركون الساحة.. وزلق بالقائد فرسه من كثرة الدماء في أرض المعركة.. فصرع بين سنابك الخيل.. وجاءه سهم في جنبه.. فرآه أخوه نعيم فسجاه بثوب.. وأخذ الراية قبل أن تقع.. وناولها حذيفة بن اليمان فأخذها.. وقال المغيرة: اكتموا مصاب أميركم حتى ننتظر ما يصنع الله فينا وفيهم؛ لئلا يهن الناس.. ولما زلق فرس النعمان به.. لمحه معقل بن يسار فجاءه بقليل من الماء.. فغسل عن وجهه التراب.. فقال النعمان: من أنت؟ قال: أنا معقل بن يسار.. قال: ما فعل الناس؟ قال: فتح الله عليهم.. قال: الحمد لله.. اكتبوا بذلك إلى عمر.. وفاضت روحه.. ولما أظلم الليل.. انهزم الفرس وهربوا دون قصد فوقعوا في واد.. فكان واحدهم يقع فيقع معه ستة.. فمات في هذه المعركة مائة ألف أو يزيد.. قتل في الوادي فقط ثمانون ألفًا.. وقتل ذو الحاجب.. وهرب الفيرزان.. وعلم بهربه القعقاع فتبعه هو ونعيم بن مقرن.. فأدركاه في واد ضيق فيه قافلة كبيرة من بغال وحمير محملة عسلًا ذاهبة إلى كسرى.. فلم يجد طريقًا فنزل عن دابته وصعد في الجبل ليختفي.. فتبعه القعقاع راجلًا فقتله.. ودخل المسلمون نهاوند بعد أن فتحوها..
- قال محمد بن عمر في حديثه الأول قال المغيرة: فلما توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. بعثني أبو بكر الصديق إلى أهل النُّجَيْر.. ثم شهدتُ اليمامةَ.. ثم شهدتُ فتوحَ الشام مع المسلمين.. ثم شهدتُ اليرموك وأُصيبت عيني يوم اليَرْمُوك.. وشهدتُ القادسيةَ.. وكنتُ رسولَ سَعد إلى رُستم.. ووليت لعمر بن الخطاب فتوحًا. وولي المغيرة لعمر بن الخطاب البصرةَ ففتح مَيْسَان.. ودَسْتُمِيسَان.. وابن قباذ.. ولقي العجم بالمَرْغَاب فهزمهم.. وفتح سوقَ الأهواز.. وغزا نَهْرَ تِيرَى.. ومَنَاذِر الكبرى.. فهرب من فيها من الأساورة إلى تستر.. وفتح هَمَذَان.. وشهد نهاوند.. وكان على ميسرة النُّعمان بن مُقَرِّن. وكان عُمر قد كتب: إن هَلَكَ النعمان فالأمير حُذيفة فإن هلك فالأمير المغيرة. وكان المغيرة أول من وضع ديوان البصرة وجَمَعَ الناسَ ليُعطَوا وَولي الكوفة لعمر بن الخطاب.. فَقُتل عمر وهو عليها.. ثم وليها بعد ذلك لمعاوية بن أبي سفيان.. فمات بها وهو وال عليها.)) ((قال: أخبرنا خلف بن تَمِيم.. قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المُهَاجر.. قال: سمعت عبد الملك بن عُمَير قال: انبثَقَ بَثْقٌ في مسهراة.. فركب عَمّار بن ياسر في أناس من أهل الكوفة.. قال: نُدخل دَوَابَّنَا مَرَابطكم فقالوا: لا.. وأبَوا عليه فبلغ ذلك عمَر بن الخطاب فقال لأبعثن عليهم رجلا لا يمنعونه أن يُدخل الدوابَّ مَرَابِطَهُم. فبعث المغيرة بن شعبة فقال جَلَدَةُ المسلمين.. أراكم غدا إن شاء الله..
- الصورة.. قلعة نهاوند
التعليقات مغلقة.