في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 582 “ربعي بن عامر بن خالد التميمي”…”السفير فوق العادة” بقلم / مجدي سـالم

في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 582 “ربعي بن عامر بن خالد التميمي”…”السفير فوق العادة” بقلم / مجدي سـالم

أولا.. في نسبه.. مقدمة..

• هو ربعي بن عامر بن خالد بن عمرو.. حسب موقع “صحابة رسولنا”..
• وكان ربعي بن عامر رضي الله عنه و أرضاه.. عَيِّنَةً من صنعة النبوة أهلته لحمل الرسالة.. كان مبعوثا بسيطا من فقراء الصحابة.. لا يملك من الدنيا إلاَّ ما عليه من ثياب وما تحته من مركوب ولكنه حين تكلم.. تحدث بقلب مُسْتَغْنٍ بالله مُسْتَعْلٍ بالحق متعلِّقٍ بالدار الآخرة لا يلتفت إلى مظاهر تَرَفٍ داسه بقدميه.كان رضي الله عنه رجلا بسيط المظهر لكنه قوي الموقف وواضح الرسالة وعالم تمام العلم بالمطلوب منه ومن أمته.
• قال الطَّبَرِيُّ: كان عمر بن الخطاب قد أَمدَّ به المثنى بن حارثة.. وكان الأخير قد عاد المدينة من أجل المدد في العراق.. بعد أن توفي أبو بكر الصديق..
• وكان من أشراف العرب.. وللنجاشيّ الشاعر فيه مَديح.. وقال سَيْفٌ في “الفتوح”.. عن أبي عثمان.. عن خالد وعبادة.. قالا: قدم على أبي عبيدة كتابُ عمر بأنْ يصرف جُنْدَ العراق إلى العراق.. وعليهم هاشم بن عتبة.. وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو.. وعلى مجنبته عمير بن مالك ورِبعي بن عامر.. وفي ذلك يقول ربعي:
  أَنَخْنَا إِلَيْهَا كُورَةً بَعْدَ كُورَةٍ نَقُصُّهُمُ حَتَّى احْتَوَيْنَا المَنَاهِلَا [الطويل]
• وله ذكر أيضًا في [[غزوة]] نهاوند.. وكان ممن بنى فُسطاطًا لأمير تلك الغزوة النّعمان بن مقرّن
• )) ولّاه الأحنف لما فتح خُراسان على طخارستان. وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يُؤمِّرونَ إلا الصَّحابة)) حسب الإصابة في تمييز الصحابة..

ثانيا.. ربعي بن عامر في أبيات للنجاشي..

• ولمن يعيب على ربعي نسبه لأمه.. نقول.. ربعي بن عامر بن خالد بن عمرو الأسيدي العمروي التميمي هو أحد قادة الفتح الإسلامي للعراق.. قال النجاشي فيه مديح في نسبه إلى أمه وكانت من أشراف العرب:
  ألا رب من يدعى فتى ليس بالفتى…..ألا إن ربعي ابن كأس هو الفتى
  طويل قعود القوم في قعر بيته…..إذا شبعوا من ثفل جفنته سقى

ثالثا.. في فطنته وذكاءه ومعرفته بأحوال عدوه:

• كان ربعي بن عامر من الفطناء العارفين بأحوال عدوهم.. وقد ظهر ذلك في مفاوضات قبيل معركة نهاوند.. كان رستم قائد الفرس يبدي إستعدادا للصلح في الوقت الذي كان كلا الجانبين يتجهزان للقتال.. وطلب رستم أن يلقى سفراء من الجانب الإسلامي للتفاوض.. فكان أن ذهب إليه أكثر من سفير..
• وفي ذلك أيضا أنه لما أراد سيدنا سعد بن أبي وقاص أن يرسل إلى الفرس المغيرة بن شعبة وبسر بن أبي رهم وعرفجة بن هرثمة وحذيفة بن محصن وربعي بن عامر وقرفة بن زاهر التيمي ثم الواثلي ومذعور بن عدي العجلي والمضارب بن يزيد العجلي ومعبد بن مرة العجلي وكانوا من دهاة العرب.. فقال إني مرسلكم إلى هؤلاء القوم فما عندكم.. قالوا جميعا نتبع ما تأمرنا به وننتهي إليه فإذا جاء أمر لم يكن منك فيه شيء نظرنا أمثل ما ينبغي وأنفعه للناس فكلمناهم به.. فقال سعد هذا فعل الحزمة ..اذهبوا فتهيؤوا..
• فقال ربعي بن عامر إن الأعاجم لهم آراء وآداب ومتى نأتهم جميعا يروا أنا قد احتفلنا بهم فلا تزدهم على رجل.. فمالؤوه جميعا على ذلك..
• ثم بعث سعد بن أبي وقاص بجماعة من السادات منهم .. النعمان بن مقرن .. وفرات بن حيان .. وحنظلة بن الربيع التميمي .. وعطارد بن حاجب .. والأشعث بن قيس .. والمغيرة بن شعبة .. وعمرو بن معد يكرب .. يدعون رستم إلى الله عز وجل .. فقال لهم رستم : ما أقدمكم ؟ فقالوا : جئنا لموعود الله إيانا ; أخذ بلادكم وسبي نسائكم وأبنائكم وأخذ أموالكم .. فنحن على يقين من ذلك..
  — ويروى أنه قد رأى رستم في منامه كأن ملكا نزل من السماء .. فختم على سلاح الفرس كله .. ودفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر..

رابعا.. في جهاد ربعي بن عامر..

• أدرك ربعي بن عامر النبي (صلى الله عليه وسلم).. وكان لتربية الرسول أثرا في نفس ربعي جعلته يقف أمام الفرس قائلا لهم إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.. سنفصل..
• وشهد فتح دمشق .. وله ذكر أيضاً في غزوة نهاوند.. كما تقدم.. وولاه الأحنف لما فتح خراسان على طخارستان.. ثم خرج إلى القادسية مع هاشم بن عتبة.. كما شهد فتوح خراسان وقال في ذلك شعرا.. يقول:
  نحن وردنا من هراة مناهلا…..روا من المروين إن كنت جاهلا
  وبلخ ونيسابور قد شقيت بنا…..وطوس ومرو قد ازرنا القبائلا
  انخنا إليها كورة بعد كورة…..نفضهم حتى احتوينا المناهلا
  فلله عينا من رأى مثلنا معا…..غداة ازرنا الخيل تركا وكابلا.. .. أراكم غدا إن شاء الله..