في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 588 القعقاع بن عمرو التميمي أبطال الفتوحات المستهدفة سيرهم بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 588 القعقاع بن عمرو التميمي أبطال الفتوحات المستهدفة سيرهم
بقلم / مجدي سالم
سنأخذ جانب الحياد في البداية.. ونسوق حجج الطرف الآخر.. المنكر لوجود القعقاع.. أو منكر لصحبته..
أولا : مقدمة.. اسمه ونسبه.. وحيرة المؤرخين..
عند المنكرين لوجوده.. هو القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي.. وأنه توسع في تفريع نسبه الإمام الطبري في ” تاريخ الأمم والملوك ” (3/275) بما لا حاجة إليه في هذا الجواب المختصر..
وأما مولده ونشأته فلم يرد في الأخبار طرف منها.. ولم نجد عند المؤرخين أي حديث عنها..!
ثانيا : وفي طبقته في الصحابة..
هل كانت له صحبة.؟ يقال إنه من الصحابة.. لذلك ذكره في الصحابة ابن قانع في ” معجم الصحابة ” (2/367).. وابن عبد البر في ” الاستيعاب ” (3/1283).. وابن الأثير في ” أسد الغابة ” (4/109)..
أما ابن حجر.. في ” الإصابة ” (5/342) فقد ذكره في القسم الأول.. وقيل وَهُم: ” من وردت صحبته بطريق الرواية عنه.. أو عن غيره.. سواء كانت الطريق صحيحة.. أو حسنة.. أو ضعيفة.. أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان ” انتهى!.
يقول المنكرون.. ولكن ذلك لم يثبت بالدليل الصحيح.. فقد استدل على صحبته بحديثين لا يثبتان :
الحديث الأول : روي عنه أنه قال : قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم :
( ما أعددت للجهاد ؟ قلت : طاعة اللَّه ورسوله.. والخيل . قال : تلك الغاية).. رواه ابن قانع في ” معجم الصحابة ” (2/367).. أما الحديث الثاني : كما روي عنه أنه قال :
( شهدت وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.. فلما صلينا الظهر جاء رجل حتى قام في المسجد.. فأخبر بعضهم أن الأنصار قد أجمعوا أن يولوا سعدا – يعني ابن عبادة – ويتركوا عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.. فاستوحش المهاجرون ذلك ).. رواه ابن السكن – كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإصابة ” (5/343)-… وفي إسناد كلا هاتين الروايتين تجد سيف بن عمر الضبي التميمي.. وهو في ميزان المحدثين من الضعفاء.. بل قال أبو داود: ليس بشيء . وقال ابن عدي : عامة حديثه منكر . وقال أبو حاتم : متروك . وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات . انظر: ” تهذيب التهذيب ” (4/295-296)
يكمل المنكرون.. لذلك قال ابن أبي حاتم رحمه الله :أن
” قعقاع بن عمرو قال : شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه سيف بن عمر عن عمرو بن تمام.. عن أبيه عنه.. وسيف متروك الحديث.. فبطل الحديث.. وإنما كتبنا ذكر ذلك للمعرفة ” انتهى من ” الجرح والتعديل ” (7/136)
فالخلاصة أنه لم تثبت صحبته.. فيبقى أنه من كبار التابعين.. أي أن له وجود.. وأن الخلاف فقط قي صحبته..
لذلك قال ابن عبد البر رحمه الله – عن القعقاع وأخيه عاصم – :
” لا يَصِحّ لهما عند أهل الحديث صُحبة.. ولا لقاء.. ولا رواية.. ولكن كان لهما بالقادسية مشاهد كريمة.. ومقامات محمودة.. وبلاء حسن ” انتهى من ” الاستيعاب ” (2/784)
وقال الصغاني رحمه الله :” في صحبته نظر ” انتهى من ” جامع التحصيل ” (ص/257)
وإن شاب هذه الوايات المبالغة التي يرفضها الكثيرون.. لكن الثابت أنه اشتهر القعقاع بن عمرو في كتب التاريخ بفروسيته التي لا تبارى.. وشجاعته في ميادين الجهاد.. وشخصيته القيادية القوية..
ثالثا : في الثناء عليه بالفروسية والشجاعة
حتى يروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال :” لصوت القعقاع بن عمرو في الجيش خير من ألف رجل “.. وأقدم من ذكر هذه الكلمة – فيما رأينا – ابن الأثير في ” أسد الغابة ” (4/390)
وروي أيضا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال أيضا :” لا يهزم جيش فيه مثل هذا “
وأقدم من ذكر هذه الكلمة – فيما رأينا – أبو علي مسكويه (ت421هـ) في كتابه ” تجارب الأمم ” (1/332)
وقالوا :” كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص: (أيّ فارس كان أفرس في القادسيّة.؟
قال :فكتب إليه : إني لم أر مثل القعقاع بن عمرو.. حمل في يوم ثلاثين حملة.. يقتل في كل حملة بطلا ” انتهى من ” الإصابة ” (5/343)
وبعيدا عن مسألة الصحبة.. قال ابن عساكر رحمه الله في نفس السياق.. ” وكان أحد فرسان العرب الموصوفين وشعرائهم.. شهد اليرموك وفتح دمشق.. وشهد أكثر وقائع أهل العراق مع الفرس.. وكانت له في ذلك مواقف مشكورة.. ووقائع مشهورة ” انتهى من ” تاريخ دمشق ” (49/352)
وكذلك قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” هو الّذي غنم في فتح المدائن أدراع كسرى.. وكان فيها درع هرقل.. ودرع لخاقان.. ودرع للنعمان وسيفه.. وسيف كسرى.. فأرسلها سعد إلى عمر . وذكر سيف بسند له عن عائشة أنه قطع مشفر الفيل الأعظم.. فكان هزمهم ” انتهى من ” الإصابة ” (5/344)..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.