في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 599.. القعقاع بن عمرو التميمي” بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 599.. القعقاع بن عمرو التميمي” بقلم / مجدي سـالم
والرافضون يقولون شخصية مُختلقة ومزيفة؟”..
رد الرافضين على رسالة د. عبد الباسط مدخلي..
- ومقال د. حسام الماجد (لم أصل إليها مع الأسف.. وإن استطاع القاريء إدراك فحواها من سياق رد الكاتب) في كل الحجج التي أوردها واليكم بيان الرفض:
الملاحظة الأولى..
- حجة الأخ حسام ( وهي الحجة الأولى ) قوله : ( ان دراسة التاريخ بهذا المنهج يؤدي إلى رفض أغلب التاريخ الإسلامي ) ! وفسر هذا الحكم بقوله : ( لأن أغلب المؤرخين كان يطعن في توثيقهم مثل ابن اسحاق ـ الواقدي ـ المسعودي ـ أبي مخنف ) ..
أقول : أولاً : ليس صحيحاً ان دراسة التاريخ دراسة جادة أسانيداً ومتوناً انها ستؤدي إلى رفض اغلب التاريخ الإسلامي فهذا التخوف الذي يبديه الأخ حسام ـ رغم انه تخوف مشهور ـ ناتج عن عدم دراسة لأحداث التاريخ الاسلامي خاصة عصوره الأولى فهناك أسانيد كثيرة وصحيحة عن الفتوح والمعارك والفتنة والأحداث التي حدثت في الصدر الأول فهذا التخوف والتهويل مبني على الجهل بالشيء لا العلم به ثم إنني لم أشترط في إثبات أخبار القعقاع أن تصلني بأسانيد صحيحة !! بل قلت إن وجدتم صادقا أو كذابا ذكر القعقاع غير سيف بن عمر فأنا راجع إلى إثباته وتوثيق سيف !! بشرط ألاّ يكون ذلك ( الذاكر للقعقاع ) قد نقل عن سيف بن عمر وأظن هذا في غاية الانصاف وليس من الانصاف أن تلزمني باثبات القعقاع بناء على روايات مؤرخ كذاب مثل سيف بن عمر !! ..
ثم ان هذا التنزل الذي ذكرته في الحلقتين الماضيتين كان خلاف المنهج العلمي وقد عاتبني عليه بعض الأخوة وقالوا ليس من حقك أن تثبت القعقاع وتوثق بسيف برواية كذاب آخر !! لكنني كنت على يقين أن الكذابين لن يجرؤوا على مثل أكاذيب سيف !! أما خلط الأخ حسام بين ابن اسحاق والواقدي والمسعودي فهذا غريب لأن هؤلاء يتفاوتون فابن اسحاق ثقة عند اكثر المحدثين ولم يطعن فيه الا القليل النادر بججج واهية. نعم ابن اسحاق اتهم بالتدليس فيبقى ثقة فيما صرح فيه بالسماع .. أما الواقدي فقد وثقه بعضهم لكن أكثرهم على تضعيفه .. أما أبو مخنف والمسعودي فدون الواقدي لكن هؤلاء كلهم فوق سيف بن عمر فلا يجوز أن نعمم ونزعم أن المؤرخين مطعون فيهم هكذا بلا تفصيل فهذا تعميم غير علمي لا يقره المحدثون ولا المؤرخون ..
الملاحظة الثانية..
- الحجة الثانية التي أوردها الأخ حسام قوله بأن ( أجيالاً من المؤرخين المحققين مثل ابن كثير وابن الأثير وابن حجر .. جاءت بعد سيف بن عمر وقبلوا روايته وخصوصاً أخبار يوم القادسية ولم ينكر ذلك أحد من معاصريه ولا ممن جاء بعده ) !!
أقول : لم يخف عليّ ساعة كتابة المقال الأول ان من المؤرخين بعد القرن الثالث بدأوا ينقلون روايات سيف بن عمر لأن الطبري ضمّن كثيراً منها في كتابه ( تاريخ الأمم والملوك ) وكان تاريخ سيف بن عمر مهملاً في القرن الثاني والثالث وأول من أشهره كان الطبري رحمه الله .. لكن لعل الأخ حسام ينتفع معي ان البحث التاريخي بل والحديثي لا يعترف بالتقليد فالدراسة والبحث عن الحقيقة المجردة لا ينتهيان بزمن معين دون غيره وقد استدرك ابن كثير وابن حجر على من قبلهما ولم ياخذا ببعض ما اثبته السابقون فما المانع أن نترك بعض ما نقله ابن كثير او ابن حجر إذا تبين لنا بالدليل والبرهان ان الصواب في ترك ذلك .. وقد ذكرت في الحلقة الماضية ان ابن حجر نفسه استدرك أكثر من ألف من الصحابة على من سبقه ونفى صحبتهم وكم من حديث نقله بعض السابقين لكن لنا الحق في الحكم عليه بالصحة أو الضعف وكذلك الأحداث والتراجم .. ليس هناك نص شرعي ولا دليل عقلي يمنعنا من مخالفة ما ذهب اليه بعض المتقدمين.
أما قول الأخ حسام بأن أحداً من معاصري سيف لم ينكر وجود القعقاع !!
فأقول : بل لم يقره أحد من معاصري سيف بن عمر ! بل لم يقر بوجود القعقاع أحد في القرون الثلاثة الأولى !! ولم يكن عندهم سيف مؤرخاً ولو كان كذلك لنقلوا عنه الأخبار التاريخية بل كان عندهم أشبه ما يكون بالقصاص الذين لا يتلفتون إلى مؤلفاتهم وأخبارهم. ولذلك لم يذكره علماء الجرح والتعديل المتقدمون بجرح ولا تعديل فلم يذكره يحيى بن سعيد القطان ولا عبد الرحمن بن مهدي ولا وكيع بن الجراح وامثالهم .. بل ولا نقل عنه البخاري في تواريخه حرفاً واحداً كما لم ينقل عنه يحيى بن معين في تاريخه حرفاً واحداً ولا أبو زرعة ولا غيرهم من المتقدمين ولما ذكر سيف بن عمر عند يحيى بن معين قال : ( فلس خير منه ) ..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
الصورة.. إكتفى الحلفظ بن كثير بالنقل.. وعلينا التحقيق..
التعليقات مغلقة.