في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 603.. القعقاع بن عمرو التميمي بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 603.. القعقاع بن عمرو التميمي بقلم / مجدي سـالم
المؤيدون يقدمون.. حكايات من صفحات التاريخ”..
وختاما لهذا النقاش الذي أخذ منا كثيرا من البحث.. ننقل لحضراتكم هذه المقال.. تكمل..
- وهكذا كانت حياة هذا المجاهد حياة قتالية جهادية .. تفاصيلها ساحات المعارك .. وأخبارها روايات الحروب .. فقد شارك في حروب الردة إلى جانب خالد بن الوليد بحزم وقوة .. وشارك في فتوح العراق وشهد أكبر المشاهد فيها كالقادسية .. وشارك في فتوح الشام وشهد اليرموك .. كما شارك في فتوح مصر .. كما كان صاحب مواقف ثابتة ومعروفة في فتنة الصحابة ..
رابعا : الثناء عليه لشعره..
- ومن أهم جوانب شخصية القعقاع أيضا الشاعرية .. فقد امتلأت بطون كتب التاريخ شعرا من شعره .. وكان المؤرخون يأخذون تفاصيل الأحداث من وصفه الدقيق لمجريات المعارك ..يقول الباحث عبد الباسط مدخلي :
” يعتبر القعقاع بن عمرو التميمي من الفرسان الذين قالوا الشعر .. ولم يذكر المؤرخون شيئا عن شعره قبل الإسلام .. وإنما اتفقوا على قوله الشعر بعد إسلامه .. وكان القعقاع من أولئك المتحمسين للفتوحات الإسلامية .. ووجد فيها ضالته عندما اشترك فيها .. وكان له تأثير كبير جعله يقرض الشعر في المعارك والحروب الإسلامية ..
ويعد شعره وثيقة تاريخية بالغة الأهمية .. حيث لم يترك معركة اشترك فيها إلا وصورها بشعره تصويرا دقيقا .. يتفق مع الأحداث التاريخية اتفاقا تاما .. ويشيد فيه ببطولته وبطولة إخوانه المسلمين وبلائهم في هذه الفتوح .. حيث نراه قد قرض الشعر في أكثر المعارك التي اشترك فيها في بلاد فارس…ويكاد يكون القعقاع أكثر شعراء الفتوح شعرا .. فله في كل معركة .. وفي كل موقف .. مقطوعة شعرية أو أكثر .. على حسب أهمية الحدث …
وأكثر ما يتناول في شعره عبارات الجهاد .. والإيمان بالله .. وطلب الشهادة التي كان يتمناها .. وهو يرجو بذلك وجه الله وجنته التي أعدها للذين يجاهدون في سبيله .. منطلقا في ذلك من قوله تعالى :
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) آل عمران/142″ انتهى من ” القعقاع بن عمرو التميمي ودوره في الفتوح الإسلامية وأحداث عصر الراشدين ” – رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي – جامعة أم القرى . (ص/87-88)
خامسا : حقيقة الجدل في حقيقة وجود هذه الشخصية..
لعل أقدم المصادر التي توسعت في الإخبار عن شخصية القعقاع بن عمرو هو الواقدي في كتابه ” فتوح الشام “.. وأيضا كتب سيف بن عمر الضبي .. ثم تتابعت على ذلك معظم كتب التاريخ الموسعة .. وذلك ما قاد – في ظننا – إلى جدل واسع في عصرنا الحاضر عن حقيقة هذه الشخصية .. ما بين منكر لوجودها .. ومثبت لها .
والحق يقال : إن أخبار القعقاع بن عمرو وسيرته الجهادية لا نكاد نقف عليها إلا من خلال كتب سيف بن عمر الضبي التميمي والواقدي .. وقد سبق بيان كلام النقاد فيهما وأن كلا منهما متروك الحديث لا تقبل رواياته الحديثية .
وأخيرا.. هل تقبل رواياتهما التاريخية ؟
ذهب المتأخرون من المحدثين إلى قبول ما يحكيانه على سبيل التاريخ والأخبار .. ولكن بشرطين اثنين :
1أن لا تتعارض مروياتهما التاريخية مع التاريخ الثابت بالأسانيد والأخبار الصحيحة .
2- أن لا تشتمل هذه الأخبار على الأحكام الشرعية والمسائل العلمية .
فإن تم هذان الشرطان فلا يجد العلماء غضاضة في حكاية كلام كل من سيف بن عمر والواقدي .. ونقل أخبارهما … لذا يقول الحافظ الذهبي رحمه الله – في سيف بن عمر – :
” وكان إخباريا عارفا ” انتهى من ” ميزان الاعتدال “..
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :” ضعيف الحديث .. عمدة في التاريخ ” انتهى من ” تقريب التهذيب ” (262) … على أن الواقدي أحسن حالا بكثير من سيف بن عمر …
… أراكم غدا إن شاء الله..
الصورة.. قال عنه بن حجر.. عمدة في التاريخ..
التعليقات مغلقة.