في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 604.. عبد الله بن عمر بن الخطاب”.. “إمام حملة القرآن والشرع”.. بقلم / مجدي سـالم

في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 604.. عبد الله بن عمر بن الخطاب”.. “إمام حملة القرآن والشرع”.. بقلم / مجدي سـالم

تقدم شبكة “موضوع” ملخصا رائعا لسيرة عبد الله بن عمر.. رضي الله عنه..

أولا.. مقدمة و تعريف وفي نسبه..

• هو عبد الله بن عمر راوي الحديث الشهير.. والمشهود له بالمواقف العديدة في السيرة..
• هو الصّحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطّاب القرشيّ العدويّ.. كانت ولادته في مكّة الكرمة.. في عهد الإسلام في السّنة الثّالثة للبعثة النبوية.. ويكنّى بأبي عبد الرّحمن..
• وأمّه هي زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون -رضي الله عنهم-.. وأخته هي حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- أم المؤمنين وإحدى زوجات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم..
• كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- رجلاً طويلاً.. وكان شعره يتدلّى من مقدّمة رأسه إلى منكبيه.. وكان يخضبه بالصّفرة.. وكان يحفّ شاربه دائماً إلى أن يظهر جلده..

ثانيا.. في إسلام عبد الله بن عمر وهجرته وجهاده..

• أسلم عبد الله بن عمر وهو صغير مع أبيه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما-..
• وعندما هاجر المسلمون إلى المدينة هاجر معهم وهو ابن عشر سنوات يومئذ.. ولم يكن قد بلغ الحُلُم حينها..
• وعندما قاتل المسلمون في غزوة بدر كان عمره ثلاث عشرة سنة.. فلم يأخذه النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- للجهاد.. وفي غزوة أحد كان عمره أربعة عشرة سنة.. ولم يشارك فيها أيضاً لصغر سنّه..
• كانت أوّل غزواته هي غزوة الخندق.. وشارك بعدها في فتح مكّة.. ثمّ غزوة مؤتة.. واليرموك.. وشهد حروب الردو في اليمامة.. والقادسية.. وجلولاء.. وشارك في فتح مصر وبلاد إفريقيا..

ثالثا.. دور عبد الله بن عمر في الفتنة..

• لم يشارك أبداً في حروب الفتن التّي حدثت في عصر عثمان وبعده.. كما أنّه عُرضت عليه الخلافة في زمن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- فلم يقبلها.. وكذلك رفض منصب القضاء وتنحّى عنه؛ لإنشغاله بطلب العلم..

رابعا.. في علم عبد الله بن عمر وروايته للحديث..

اشتهر عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- بعلمه المستفيض وفهمه الشّديد في الفقه.. وذلك لكثرة ملازمته لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وتعلّمه منه.. فقد كان أعلم الصّحابة في أحكام الحجّ.. وكان النّاس يستفتونه في أمورهم وأحكامهم..

وقد ظلّ يفتي النّاس في المدينة المنوّرة ستّين سنة.. ومع ذلك كان يتورّع عن الفتوى حتى فيما يعلم…

وكان من أكثر الصّحابة رواية للأحاديث النّبويّة.. فنقل عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- علم كثير..

وروى كذلك عن أبي بكر.. وعن أبيه عمر.. وعن عثمان.. وعلي -رضي الله عنهم- وغيرهم من كبار الصّحابة..

وروى عنه جمع من الصّحابة والتّابعين كسعيد بن المسيّب.. وثابت البناني.. وطاووس.. والزّهري.. ومحمد بن سيرين.. ومولاه نافع.. ومجاهد.. وغيرهم الكثير. فكان له في كتب الأحاديث مسند انفرد به يضمّ ألفين وستّمائة وثلاثين حديثاً.. * كما أنّ له أحاديث كثيرة في صحيح البخاري تقدّر بواحد وثمانين حديثاً.. وكذلك في صحيح مسلم أفرد له واحد وثلاثين حديثاً..

خامسا.. في فضائل عبد الله بن عمر..

ترعرع عبد الله بن عمر في بيت أحد كبار الصّحابة.. ونشأ بين يدي رسول الله -صلّى عليه وسلّم-.. وتعلّم منهما الكثير.. ما أكسبه صفات تميّزه.. فكان له فضائل ومناقب كثيرة.. نذكر بعضاً منها فيما يأتي:

كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- شديد التّأسي برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.. في كل شيء..

وكان يحرص أشدّ الحرص على اتّباعه وتقفّي أثره.. فكان يجلس مكان جلوسه.. ويصلّي مكان صلاته.. حتّى أنّه روي أنّه ظلّ يستظلّ بشجرة كان قد تفيّأ عندها النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-.. وظلّ يتهعدها ويسقيها الماء وينزل عندها..

كان شديد الحذر من الإفتاء.. مع أنّه كات ملازماً للنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- وتعلّم منه الكثير.. إلا أنّ خوفه من الله -تعالى- منعه من أن يتساهل بالفتوى.. فلم يكن مغترّاً بعلمه.. ولو سُئل عمّا لا يعرفه لا يتحرّج أن يقول “لا أعلم”.. كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- تقيّاً وخوّافاً من الله -تعالى.. وشديد التّأثّر بالقرآن الكريم.. فلا يمر عن آية فيها تهديد أو وعيد إلّا تأثّر بها.. فقد روي أنّه قُرأ عليه يوماً قول الله -تعالى-: (أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).. فبكى بكاءً مريراً حتّى ابتلّت لحيته.. وغُشيَ عليه.. وكان زاهداً في الدّنيا.. فلم يطمع بمنصب أو مال.. كما تقدم..
نكمل غدا إن شاء الله..