في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 606 عبد الله بن عمر بن الخطاب .. إمام حملة القرآن والشرع .. بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 606 عبد الله بن عمر بن الخطاب .. إمام حملة القرآن والشرع .. بقلم / مجدي سـالم
سابعا.. ما كان من غبد الله بن عمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وفي القتوى..
- عن عبد الله بن عمر أنه قال: كان مَنْ رأى رُؤيا في حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم قَصّها عليه.. فتمنيتُ أن أرَى رؤيا.. وكنت غلامًا شابًّا عزبًا أنام في المسجد.. فرأيتُ في المنام كأن ملكين أتياني فذهبا بي.. فرأيت في يدي سَرَقة من حَرِير.. فما أهْوِي بها إلى مكان من الجنة إلا طارت بي إليه… الحديث..
وفي آخره: فقصصتها على حَفْصة.. فقصتها حفصةُ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فقال: “إنَّ أخَاكِ أوْ إنَّ عَبْدَ الله رَجُلٌ صَالِح” .. وفي رواية أخرى: “نِعمَ الرَّجُلُ عَبْدُ الله لَوْ كَانَ يُصلِّي من الليل” .. فكان بَعْدُ لا ينام من الليل إلا القليل.. - قال عبد اللّه بن عمر: أَخذ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومًا ببعض جسدي.. وقال: “يا عبد اللّه.. كن في الدنيا كأَنك غريب.. أَو كأَنك عابِرُ سبيل.. وعْدَّ نفسك في أَهل القبور”.. ثم قال لي: “يا عبد اللّه بن عمر.. فإِنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم.. إِنما هي حسنات وسيئات.. جزاءٌ بجزاءٍ.. وقصاص بقصاص.. ولا تتبرأَ من ولدك في الدنيا فيتبرأَ الله منك في الآخرة.. فيفضحَك على رؤوس الأَشهاد.. ومن جَرَّ ثوبه خُيَلاءَ لم ينظر الله إِليه يوم القيامة”..
- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “ما حقّ امرئٍ له ما يوصي فيه يبيتُ ثلاثًا إلاّ ووصيتُه عنده مكتوبةً”.. قال ابن عمر: فما بتّ ليلةً مُنْذُ سمعتُها إلاّ ووصيتي عندي.
فلم يكن من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أحد أحْذَرَ إذا سمع من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا ألاّ يزيد فيه ولا يَنقُصَ من عبد الله بن عمر.. حتى أنه إذا رآه أحد كَأَنَّ به شيء من اتّباعه آثار النبي صَلَّى الله عليه وسلم.. حتى إِنه ينزل مَنازِلَه.. ويصلي في كل مكان صلى فيه.. وحتى إِن النبي صَلَّى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة.. فكان ابن عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس.. وكان يعترض براحلته في طريق رَأَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عرض ناقته فيها.. وكان إذا وقف بعَرَفة يقِفُ في الموقف الذي وقف فيه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم. - وكان من أئمةِ الدين.. شديدَ التحرِّي والاحتياط والتوقّي في فَتْواه.. وكلّ ما يأخذ به نفسه.. فمرة سُئِلَ عن شيء فقال: لا أدري.. فلمّا ولّى الرجل أفتى نفسه فقال: أحسن ابن عمر؛ سئل عمّا لا يعلم فقال لا أعلم..
ومرة سأله رجل عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسَه ولم يُجِبْه حتى ظنّ النّاس أنّه لم يسمع مسألته.. فقال له: يرحمك الله أما سمعتَ مسألتي؟ قال: بلى ولكنّكم كأنّكم تَرَوْنَ أنّ اللهَ ليس بسائلنا عمّا تسألوننا عنه.. اتْرُكْنا ـــ يَرْحَمُك الله ـــ حتى نَتَفَهّمَ في مسألتك فإن كان لها جوابٌ عندنا وإلاّ أعلمناك أنّه لا عِلْمَ لنا به.. وَمرة سُئل عن شيء فقال: لا أدري.. أتريدون أن تجعلوا ظهورَنا جسورًا في جهنم؟ تقولون: أَفْتَانَا بهذا ابنُ عمر. - واشتهى ابن عمر عِنَبًا فقال لأهله: اشتروا لي عنبًا.. فاشتروا له عُنْقودًا من عِنَبٍ فأُتي به عند فطْرِه.. ووافى سائلٌ بالباب فسأل.. فقال: يا جاريةُ ناوِلي هذا العنقودَ هذا السائل.. قالت المرأة: سبحان الله.. شيئًا اشتهيتَه.. نحن نُعْطي السائلَ ما هو أفضل من هذا.. قال: يا جارية أعْطيه العنقود.. فاعْطَتْه العنقود..
- قال نافع: كان عبد الله بن عمر إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ثم قبر النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فيقول: السلام عليك يا رسول الله.. السلام عليك يا أبا بكر.. السلام عليك يا أبتاه. وكان لا يروح إلى الجمعة إلاّ ادّهن وتطيّب إلاّ أن يكون حرامًا.. يعني مُحْرِمًا.. وكان يتطيّب للعيد.. وكان الحسن يكره الترَجَّل كلّ يوم.. فغضب نافع وقال: كان ابن عمر يدّهن في اليوم مرّتين. قال نافع: كان عبد الله بن عمر إذا اشتدّ عَجَبُه بشيء من ماله قرّبه لربّه.. فلقد رأيتُنا ذات عشيّة وكنّا حُجّاجًا وراح على نجيب له قد أخذه بمالٍ.. فلمّا أعجبَتْه رَوْحَتُه وسرّه أَنَاخَته.. ثُمّ نزل عنه ثمّ قال: يا نافع.. انْزعوا زِمامَه ورَحْلَه وجلّلوه وأشْعِروه وأدخلوه في البُدْن.. وكانت لابن عمر جارية يقال لها رِمْثَه.. فلمّا اشتدّ عَجَبُه بها أعتقها.. وقال: سمعت الله تعالى يقول: ” لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا ِممَّا تُحِبُّونَ ” [آل عمران: 92] وزوّجها نافعًا.. فولدت غلامًا..
- قال ابن عمر: “البِرّ شيءَ هَيّن: وجه طلق.. وكلام لين”.. وأراد ابنُ عمر أن يلعن خادمًا فقال: اللهم الع.. فلم يتمّها.. وقال: إنها كلمة ما أحِبُّ أن أقولَها.. وما لعن ابنُ عمر خادمًا قط إلا واحدًا.. فأعتقه. وما ذكر ابنُ عمر رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلا بكى.. وكان إذا قرأ: }أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ{ [الحديد: 16] يبكي حتى يغلبه البكاء. قيل لنافع: ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة.. وقراءة المصحف فيما بينهما..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.