موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 611.. عبد الله بن عمر بن الخطاب”.. “إمام حملة القرآن والشرع”.. بقلم / مجدي سـالم

116

في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 611.. عبد الله بن عمر بن الخطاب”.. “إمام حملة القرآن والشرع”.. بقلم / مجدي سـالم

تاسعا.. عبد الله بن عمر وكرمه وزهده..

يقول د. السرجاني في “قصة الإسلام”.. كان ابن عمر من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة؛ إذ كان تاجرًا أمينًا ناجحًا.. وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرًا.. ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قَطُّ.. إنما كان يرسله إلى الفقراء والمساكين والسائلين.. فعن أيوب بن وائل الراسبي.. قال: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ – جَارٌ لِابْنِ عُمَرَ – أَنَّهُ أَتَى ابْنَ عُمَرَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ.. وَأَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ قِبَلِ إِنْسَانٍ آخَرَ.. وَأَلْفَانِ مِنْ قِبَلِ آخَرَ.. وَقَطِيفَةٌ فَجَاءَ إِلَى السُّوقِ يُرِيدُ عَلَفًا لِرَاحِلَتِهِ بِدِرْهَمٍ نَسِيئَةً.. فَقَدْ عَرَفْتُ الَّذِي جَاءَهُ.. فَأَتَيْتُ سُرِّيَّتَهُ.. فَقُلْتُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ شَيْءٍ وَأُحِبُّ أَنْ تَصْدُقِينِي؟ قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ أَتَتْ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ.. وَأَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ قِبَلِ إِنْسَانٍ آخَرَ.. وَأَلْفَانِ مِنْ قِبَلِ آخَرَ.. وَقَطِيفَةٌ؟ قَالَتْ: بَلَى.. قُلْتُ: فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يَطْلُبُ عَلَفًا بِدِرْهَمٍ نَسِيئَةً.. قَالَتْ: مَا بَاتَ حَتَّى فَرَّقَهَا.. فَأَخَذَ الْقَطِيفَةَ فَأَلْقَاهَا عَلَى ظَهْرِهِ ثُمَّ ذَهَبَ فَوَجَّهَهَا ثُمَّ جَاءَ.. فَقُلْتُ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ مَا تَصْنَعُونَ بِالدُّنْيَا.. وَابْنُ عُمَرَ أَتَتْهُ الْبَارِحَةَ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَضَحٍ.. فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ يَطْلُبُ لِرَاحِلَتِهِ عَلَفًا بِدِرْهَمٍ نَسِيئَةً؟..

وكان إذا أعجبه شيء من ماله تقرب به إلى الله عز وجل.. وكان عبيده قد عرفوا ذلك منه.. فربما لزم أحدهم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال أعتقه.. فيقال له: إنهم يخدعونك.. فيقول: من خدعنا لله انخدعنا له.. وكان له جارية يحبها كثيرا فأعتقها وزوجها لمولاه نافع.. وقال: إن الله تعالى يقول {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] واشترى مرة بعيرًا فأعجبه لما ركبه فقال: يا نافع أدخله في إبل الصدقة.. وأعطاه ابن جعفر في نافع عشرة آلاف فقال: أو خيرًا من ذلك؟ هو حر لوجه الله.. واشترى مرة غلامًا بأربعين ألفًا وأعتقه.. فقال الغلام: يا مولاي قد أعتقتني فهب لي شيئًا أعيش به فأعطاه أربعين ألفًا.. واشترى مرة خمسة عبيد فقام يصلي فقاموا خلفه يصلون فقال: لمن صليتم هذه الصلاة؟ فقالوا: لله! فقال: أنتم أحرار لمن صليتم له.. فأعتقهم. والمقصود أنه ما مات حتى أعتق ألف رقبة.. وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفًا.. وكانت تمضي عليه الأيام الكثيرة والشهر لا يذوق فيه لحمًا إلا وعلى يديه يتيم.. وبعث إليه معاوية بمائة ألف لما أراد أن يبايع ليزيد.. فما حال عليه الحول وعنده منها شيء.. وكان يقول: إني لا أسأل أحدًا شيئًا.. وما رزقني الله فلا أرده..

وكان رضي الله عنه كثير الإنفاق في وجوه الخير قال ميمون بن مهران: أتاه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها.. وذكر عنه ابن شعبان: أنه اعتمر ألف عمرة وكان من أكرم أهل زمانه.. وعن مالك: أنه حج ستين حجة وأعتق ألف رأس وحبس ألف فرس.. لقد كان عبد الله رضي الله عنه خائفًا من أن يقال له يوم القيامة: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20]. كما كان يقول عن نفسه: ” وَاللَّهِ مَا وَضَعْتُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ وَلَا غَرَسْتُ نَخْلَةً مُنْذُ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”؟؟
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلَّا قَدْ مَالَتْ بِهِ وَمَالَ بِهَا إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا» ..

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِبَعْضِ جَسَدِي.. فَقَالَ: “يَا عَبْدَ اللَّهِ.. كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ.. أَوْ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ.. وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ”.. ثُمَّ قَالَ لِي: “يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.. فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ.. إِنَّما هِيَ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ.. جَزَاءٌ بِجَزَاءٍ.. وَقِصَاصٌ بِقِصَاصٍ.. وَلا تَتَبَرَّأْ مِنْ وَلَدِكَ فِي الدُّنْيَا.. فَيَتَبَرَّإِ اللَّهُ مِنْكَ فِي الآخِرَةِ.. فَيَفْضَحْكَ عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ.. وَمَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.. ويقول ميمون بن مهران: “دخلت على ابن عمر.. فقَومتُ (ثَمّنْتُ) كل شيء في بيته من فراش ولحاف وبساط.. ومن كل شيء فيه.. فما وجدته يساوي مائة درهم”..

عاشرا.. في موقف عبد الله بن عمر من الخلافة..

رغم كل ماذُكر عن عبد الله بن عمر من روايته للحديث واتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم وجهاده وتقواه وعلمه وجوده وكرمه وزهده إلا أنه عُرضتْ عليه الخلافة عدة مرات فلم يقبلها.. فعَنِ الْحَسَنِ.. قَالَ: “لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ جَاءَ النَّاسُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ.. فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ سَيِّدُ النَّاسِ.. وَابْنُ سَيِّدِهِمْ.. فَاخْرُجْ بِنَا حَتَّى نُبَايِعَ لَكَ.. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا دَامَ فِيَّ رَوْحٌ فَلَنْ يُهَرَاقَ فِيَّ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ.. فَعَاوَدُوهُ فَقَالُوا: إِنْ لَمْ تَخْرُجْ قَتَلْنَاكَ عَلَى فِرَاشِكَ.. فَأَعَادَ لَهُمُ الْكَلَامَ مِثْلَ مَا قَالَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى”..
وعن الْمُطْعِمُ بْنُ الْمِقْدَامِ الصَّنْعَانِيُّ.. قَالَ: “كَتَبَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بَلَغَنِي أَنَّكَ طَلَبْتَ الْخِلَافَةَ.. وَإِنَّ الْخِلَافَةَ لَا تَصْلُحُ لِعَيِيٍّ.. وَلَا بَخِيلٍ.. وَلَا غَيُورٍ.. نكمل غدا من رد ابن عمر إن شاء الله..
الصورة.. مسجد قباء – المدينة المنورة

التعليقات مغلقة.