في جهاد الصحابة الحلقة 775 ” أنس بن مالك بن النضر النجاري”..” قرابته وخادمه والراوي عنه” -12… بقلم مجدى سالم
في جهاد الصحابة الحلقة / 775 ” أنس بن مالك بن النضر النجاري”..” قرابته وخادمه والراوي عنه” -12…
بقلم مجدى سالم
ثامنا.. بين الطواغيت والصحابة.. ما كان بين الحجاج بن يوسف الثقفي وأنس بن مالك..
1) في تعريض الحجاج بأنس بن مالك.. رضي الله عنه.. تعرض أنس بن مالك لإتهامات ولمضايقات ولظلم بين.. من أحد طواغيت التاريخ الذي ولي أمر الناس في العهد الأموي.. وهو الحجاج بن يوسف الثقفي.. ففي رواية أن الحجاج قد إتهم الصحابي الجليل أنس بن مالك .. فقد كان الحجاج يحدث الناس عن ليالي عبد الرحمن بن الأشعث.. فجاء أنس بن مالك.. فقال له الحجاج: هي يا خبيث جوال في الفتن.. مرة مع علي بن أبي طالب.. ومرة مع عبد الله ابن الزبير.. ومرة مع ابن الأشعث.! أما والذي نفس الحجاج بيده لأستأصلنك كما تستأصل الصمغة.. ولأجردنك كما يجرد الضب.
فقال له أنس: من يعني الأمير.؟ فقال الحجاج: إياك أعني.. أصم الله سمعك..
2) في رد أنس بن مالك وبديع شكواه..
فخرج أنس بن مالك رضي الله عنه.. ولم يجيبه.. فقيل لأنس: ما منعك أن تجيبه؟ فقال: والله لولا أني ذكرت كثرة ولدي وخشيتي عليهم لأسمعته في مقامي هذا ما لا يستحسن لأحدٍ بعدي!
ثم كتب أنس بن مالك كتابا إلى عبد الملك بن مروان وفيه: «بسم الله الرحمن الرحيم.. لعبد الملك أمير المؤمنين من أنس بن مالك خادم رسول الله وصاحبه.. أما بعد.. فإن الحجاج قال لي هجراً من القول وأسمعني نكراً.. ولم أكن لما قال أهلاً.. إنه قال لي كذا وكذا.. وإني أقسمت بخدمتي لرسول الله عشر سنين كوامل: لولا صبية صغار ما باليت أية قتلةٍ قتلت.. والله لو أن اليهود والنصارى أدركوا رجلاً خدم نبيهم لأكرموه! فخذ لي على يده وأعني عليه.. والسلام!»..
3) في خطاب عبد الملك بن مروان للحجاج..
لما قرأ عبد الملك بن مروان كتاب أنس بن مالك.. إستشاط غضباً وكتب إلى الحجاج خطابا لا ينساه التاريخ:
«أما بعد.. فإنك عبد من ثقيف طمحت بك الأمور.. فعلوت فيها وطغيت.. حتى عدوت قدرك وتجاوزت طورك – يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب.. لأغمزنك غمز الليث ولأخبطنك خبطةً ولأركضنك ركضةً.. تود معها لو أنك رجعت في مخرجك من وجار أمك.. أنا تذكر حال آبائك ومكاسبهم بالطائف وحفرهم الآبار بأيديهم.. ونقلهم الحجارة على ظهورهم؟ أم نسيت أجدادك في اللؤم والدناءة وخساسة الأصل؟
وقد بلغ أمير المؤمنين ما كان منك إلى أبي حمزة أنس بن مالك خادم رسول الله .. فعليك لعنة الله من عبدٍ أخفش العينين – أصك الرجلين – ممسوح الجاعرتين..
لقد هممتُ أن أبعث إليك من يسحبك ظهراً لبطن حتى يأتي بك أبا حمزة.. أو قد انتهكت له عرضاً غير ما كتب به إليه لفعل ذلك بك.. فإذا قرأت كتابي هذا فكن له أطوع من نعليه.. واعرف حقه وأكرمه وأهله.. ولا تقصرن في شيء من حوائجه.. فو الله لو أن اليهود رأت رجلاً خدم العزير.. أو النصارى رجلاً خدم المسيح.. لوقروه وعظموه.. فتباً لك.! لقد اجترأت ونسيت العهد.. وإياك أن يبلغني عنك خلاف ذلك.. فأبعث إليك من يضربك بطناً لظهر ويهتك سترك ويشمت بك عدوك.!
والقه في منزله متنصلاً إليه ليكتب إلي برضاه عنك! ” ولكلِّ نبإٍ مستقرٌّ وسوف تعلمون “»
4) في اعتذار الحجاج صاغرا لأنس بن مالك..
وفي هذه الرواية أنه أتى إسماعيل بن عبد الله – مولى بني مخزوم – الحجاج بالكتاب من عبد الملك بن مروان إليه.. فجعل يقرأه ووجهه يتغير وجبينه يرشح عرقاً.. ويقول: يغفر الله لأمير المؤمنين.. ثم اجتمع بأنس فرحب به الحجاج واعتذر إليه.. وقال: أردت أن يعلم أهل العراق إذ كان من ابنك ما كان.. وإذ بلغت منك ما بلغت.. أني إليهم بالعقوبة أوسع..
تاسعا.. في رواية الحافظ الذهبي.. من موقع إسلام ويب.. في إختصار للقصة..
فإن قصة أنس بن مالك رضي الله عنه مع الحجاج بن يوسف مذكورة في كتب التاريخ.. والتراجم.. وسنذكرها إن شاء الله تعالى مختصرة منقولة من كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي..
فقد ذكر أن الحجاج كان يحارب عبد الرحمن بن الأشعث الذي خرج عن طاعة عبد الملك بن مروان ودعا الناس إلى مبايعته بالأمر.. فأمر عبد الملك الحجاج بالتصدي له.. وكان أنس رضي الله عنه موالياً لعبد الرحمن بن الأشعث وكان يحرض الناس على قتال الحجاج.. فقبض عليه أعوان الحجاج وجاءوا به إليه.. فكلمه الحجاج .. كلاماً في غاية البذاءة والخبث لا يليق بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فكتب أنس إلى عبد الملك : قد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين.. وإن الحجاج يُعَرِض بي حَوَكَة البصرة.. .. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.