في جهاد الصحابة الحلقة 776 ” أنس بن مالك بن النضر النجاري”..” قرابته وخادمه والراوي عنه” -13

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم

الحلقة / 776 ” أنس بن مالك بن النضر النجاري”..” قرابته وخادمه والراوي عنه” -13

ثامنا.. بين الطواغيت والصحابة.. ما كان بين الحجاج بن يوسف الثقفي وأنس بن مالك..

تاسعا.. في رواية الحافظ الذهبي.. من موقع إسلام ويب.. في إختصار للقصة.. نكمل..

• فكتب عبد الملك إلى الحجاج كتاباً جاء فيه.. ويلك قد خشيت أن لا يصلح على يدي أحد.. فإذا جاءك كتابي فقم إلى أنس حتى تعتذر إليه..
• فلما أتاه الكتاب قام حتى جاء إلى أنس فقال: يا أبا حمزة غضبت؟ قال: نعم.. تعرضني بحوكة البصرة..
• قال: إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال: إياك أعني واسمعي يا جارة.. أردت ألا يكون لأحد علي منطق..

عاشرا.. رواية البلاذري عما كان بين الحجاج بن يوسف الثقفي وشيخنا أنس بن مالك..
واهمامنا بهذه الواقعة.. والبحث ورائها ينبع من الرغبة في بيان موقف كافة أطرافها.. فهم خادم النبي والراوي عنه صلى الله عليه وسلم.. وأمير المؤمنين الأموي عبد الملك بن مروان أحد نجوم الدولة الأموية.. ثم الحجاج بن يوسف الثقفي وهو معروف في تاريخ بني أمية بالبطش والطغيان..

قالوا: وقتل مَعَ ابْن الجارود عَبْد اللَّهِ بْن أنس بْن مالك الأَنْصَارِيّ.. وَكَانَ شجاعا شديد البطش.. عرف بإنه حمل بخراسان بدرة بفمه فعبر بِهَا نهرا.. فلما بلغ الحجاج خبر مقتله قَالَ: لا أرى أنسا يعين علي..

• فلما دخل البصرة استصفى مال أنس.. فأتاه فلما دخل عَلَيْهِ قَالَ: لا مرحبا ولا أهلا إيها يَا خبيث.. شيخ ضلالة جوال فِي الفتن.. مرة مَعَ أَبِي تراب (وهو لقب محبب لعلي بن أبي طالب قد منحه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم) .. ومرة مَعَ ابْن الزُّبَيْرِ عبد الله.. ومرة مَعَ ابْن الجارود.. أما والله لأجردنك جرد القضيب.. ولأعصبنك عصب السلمة.. ولأقلعنك قلع الصمغة..
• فَقَالَ أنس بأدب من تربى في بيت النبوة: من يعني الأمير؟
• قَالَ الحجاج متسلطا.. إياك أصم اللَّه صداك..
• فرجع أنس بن مالك فأخبر ولده بما لقيه به الحجاج.. فأشاروا عَلَيْهِ بأن يكتب بِذَلِكَ إِلَى أمير المؤمنين عَبْد الْمَلِكِ بن مروان.. فكتب إِلَيْهِ كتابا شكا فيه الحجاج وما صنع بِهِ وما قَالَ لَهُ..
• فأجابه عبد الملك جوابا لطيفا.. وكتب إِلَى الحجاج.. بل كتب إلى التاريخ ما يلي:
  «أما بعد يَا ابْن أم الحجاج.. فإنك عبد طمت بك الأمور فعلوت فيها حَتَّى عدوت طورك وتجاوزت قدرك.. وأيم اللَّه يَا ابْن المستفرمة بعجم الزبيب.. لأغمزنك غمزة كبعض غمزات الليوث الثعالب.. ولأخبطنك خبطة تود لها أنك رجعت فِي مخرجك من بطن أمك.. أما تذكر حال آبائك بالطائف حيث كانوا ينقلون الحجارة عَلَى ظهورهم.. ويحتفرون الآبار بأيديهم فِي أوديتهم ومناهلهم.. أم نسيت حال آبائك فِي اللؤم والدناءة فِي المروءة والخلق..
• وقد بلغ أمير الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي كَانَ منك إِلَى أنس بْن مالك جرأة وإقداما.. وأظن أنك أردت أن تسبر مَا عند أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فِي أمره.. فتعلم إنكاره ذلك أو إغضاءه عنه.. فإن سوغك مَا كَانَ منك مضيت عَلَيْهِ قدما..
• فعليك لعنة اللَّه من عبد أخفش العينين أصك الرجلين.. ممسوح الجاعرتين.. ولولا أن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ يظن أن الكاتب أكثر فِي الكتاب من الشيخ إِلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فيك.. لأتاك من يسحبك عَلَى ظهرك وبطنك حَتَّى يأتي بك أنسا.. فيحكم فيك..
• فأكرم أنسا وأهل بيته.. وأعرف لَهُ حقه وخدمته رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وَلا تقصر فِي شيء من حوائجه.. ولا يبلغن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عنك خلاف مَا تقدم فيه إليك من أمر أنس وبره وإكرامه.. فيبعث إليك من يضرب ظهرك ويهتك سترك.. ويشمت بك عدوك.. والقه فِي منزله متنصلا إِلَيْهِ.. وليكتب إِلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ برضاه عنك إن شاء اللَّه.. والسلام» .. (وبعث بنسخة من الكتاب إلى أنس بن مالك.. رضي الله عنه) ..
• وبعث بالكتابين مَعَ إسماعيل بْن عَبْد اللَّهِ مولى بني مخزوم.. فأتى إسماعيل أنسا بكتاب عَبْد الْمَلِكِ إِلَيْهِ فقرأه..
• ثُمَّ أتى الحجاج بالكتاب إِلَيْهِ.. فجعل يقرأه ووجهه يتغير ويتمعر وجبينه يرشح عرقا وهو يقول: يغفر اللَّه لأَمِير الْمُؤْمِنِينَ.. فما كنت أظنه يبلغ مني هذا كله.. ثُمَّ قَالَ لإسماعيل: انطلق بنا إِلَى أنس.. قَالَ إسماعيل..
  فقلت: بل يأتيك.. قَالَ.. نعم.. فأتى أنسا فأقبلا جميعا حَتَّى دخلا عَلَى الحجاج فرحب بِهِ الحجاج وأدناه..
• وَقَالَ يَا أبا حمزة عجلت يرحمك اللَّه باللائمة والشكية إِلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ.. قبل أن تعلم كل الَّذِي لك عندي.. إن الَّذِي فرط مني إليك عَن غير نية ولا رضا بما قلت.. ولكني أردت أن يعلم أَهْل العراق إذ كَانَ من ابنك مَا كَانَ أني إذا بلغت منك مَا بلغت.. كنت إليهم بالغلظة والعقوبة أسرع..
  .. نكمل غدا إن شاء الله تعالى..