في جهاد الصحابة..الحلقة 824 ” ثَوْبَان بن بجدد الْقرشِي الْهَاشِمِي “..”من دلائل النبوة – العنز ثمر” -10… بقلم مجدى سالم
في جهاد الصحابة..الحلقة/ 824 ” ثَوْبَان بن بجدد الْقرشِي الْهَاشِمِي “..”من دلائل النبوة – العنز ثمر” -10…
بقلم مجدى سالم
19) ما جاء في مقال لإسلام ويب.. نكمل..
- زهد النبى صلى الله عليه وسلم.. وقد ظهر ذلك الزهد في هذا الموقف حين أرسل ثوبان رضي الله عنه لعائشة رضي الله عنها ليخبرها: (أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفاً) فقالت عائشة رضي الله عنها: (والذي بعثه بالهدى ودين الحق.. ما أصبح في يدي شيء يأكله أحد من الناس.. فَرَدَّنِي إِلَى نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ يَعْتَذِرْنَ بما اعتذرت به عائشة رضي الله عنه).. فقد عاش نبينا صلى الله عليه وسلم زاهداً في الدنيا وملذَّاتها.. والزهد في حقيقته هو الإعراض عن الشيء.. ولا يطلق الزهد إلا على من تيسر له أمر من الأمور فأعرض عنه وتركه زهداً فيه.. والنبي صلى الله عليه وسلم لو أراد أن يكون ويعيش ملِكَاً لكان.. لكنه صلى الله عليه وسلم آثر أن يكون وعيش عبداً رسولا..
- ولذلك لما قال المَلَك للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا محمد أرسلني إليك ربك: أملِكا أجعلك أم عبدا رسولا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل عبدا رسولا) رواه أحمد. وعن عروة رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: (والله يا ابن أختي.. إن كنا لننظر إلى الهلال ثهم الهلال ثم الهلال – ثلاثة أهِلَّة في شهريْن – وما أُوقِد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار.. قال: قلت: يا خالة.. فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء) رواه البخاري.. وفي رواية لمسلم قالت: (إن كنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لنمكث شهراً ما نستوقد بنار.. إنْ هو إلا التمر والماء). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من طعام ثلاثة أيام حتى قُبِض (مات)) رواه البخاري.
- وفي هذا الموقف ظهر دليل من دلائل نبوته وبركته صلى الله عليه وسلم مع العنزة “ثمر”.. فقد كثر لبنها ـ مع أنها قد حُلِبت قبل ذلك ـ بعد أن سمى النبي صلى الله عليه وسلم وحلبها.. فشرب الضيف وشبع.. وشربت عائشة وزوجاته جميعاً رضي الله عنهن.. وشرب ثوبان رضي الله عنه وقال: (فشربتُ شرابًا أحلى من العسل).. وهذا مثل الذي حدث معه صلى الله عليه وسلم في حلبه لشاة أم معبد.. وشاة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.. فمن بركته ودلائل نبوته صلى الله عليه وسلم أن الناقة القاعدة الضعيفة (ناقة جابر) تتحرك وتسبق غيرها.. والشاة الهزيلة الضعيفة (شاة أم معبد) أو العنز المحلوبة “ثمر” تفيض باللبن وذلك ببركة ملامسة النبي صلى الله عليه وسلم لهن.
- جُود النبى صلى الله عليه وسلم وحرصه على إكرامه للضيف البدوي.. فقد كان صلوات الله وسلامه عليه أجود الناس.. وكان مشهوراً بالجود والكرم حتى قبل نزول الوحي عليه.. ولذلك قالت له خديجة رضي الله عنها: (كلا والله ما يخزيك الله أبدا.. إنك لتصل الرحم.. وتحمل الكل.. وتكسب المعدوم.. وتقري الضيف.. وتعين على نوائب الحق) رواه البخارى. فاستدلت خديجة رضي الله عنها على حفظ الله له وعدم خذلانه بهذه الخصال الكريمة والتى منها إقراء الضيف.. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) رواه البخاري.
- حُسن خلق ولين الضيف البدوى على خلاف المعهود عن أهل البادية من الغلظة والشدة.. وذلك من قوله: “إنَّا أهل البادية معانون على زماننا.. لسنا بأهل الحاضرة.. إنما يكفي القبضة من التمر يُشرب عليها من اللبن أو من الماء”. فهذه الكلمات تنم على القناعة والزهد.. وقد قال ذلك مهوناً على النبي صلى الله عليه وسلم الأمر في أنه لم يجد في بيوته شيئاً يطعمه به وهو ضيفه.. وهو بذلك يرفع الحرج عن النبي صلى الله عليه وسلم..
في قصة ثوبان رضي الله عنه صورة من صور أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله في زهده وإكرامه للضيف.. واهتمامه وسؤاله عن أحوال الناس مع الله عز وجل عامة والصلاة خاصة..
ودليل من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم مع العنزة ” ثمر” التي كثر لبنها مع أنها قد حُلِبَت قبل ذلك.. وذلك ببركة ملامسته صلى الله عليه وسلم وحلبه إياها.. فمن الدلائل والمعجزات الكثيرة التي أكرم الله بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: حصول الشفاء من الله عز وجل لبعض أصحابه ببركة لمسه صلوات الله وسلامه عليه لأماكن مرضهم أو إصابتهم.. كما حدث مع علي رضي الله عنه في فتح خيبر.. وعبد الله بن عتيك رضي الله عنه حين انكسرت ساقه.. وحدوث البركة مع الحيوان بملامسته صلى الله عليه وسلم له.. كما حدث مع جمل جابر بن عبد الله.. وفرس أبي طلحة.. وعنزة ثوبان ” ثمر”…
نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.