في جهاد الصحابة الحلقة254زياد بن لبيد الخزرجي البياضي” حديث رفع ِالعِلْم”-2

في جهاد الصحابة الحلقة254زياد بن لبيد الخزرجي البياضي” حديث رفع ِالعِلْم”-2

بقلم مجدي سـالم

رابعا.. زياد بن لبيد وحروب الردة..

• جاء في شرح النهج الحديدي.. زياد ابن لبيد البياضي الأنصاري كان زياد من أصحاب علي بن أبي طالب..
  ومما روي من الشعر المنقول في صدر الاسلام المتضمن قول زياد بن لبيد الأنصاري يوم الجمل:
  كيف ترى الأنصار في يوم الكلب * إنا أناس لا نبالي من عطب
  ولا نبالي في الوصي من غضب * وانما الأنصار جد لا لعب
  هذا علي وابن عبد المطلب * ننصره اليوم على من قد كذب
  من يكسب البغي فبئس ما اكتسب … إلى آخر القصيدة
• روى ابن أبي الحديد في شرح النهج.. أنه لما قدمت كندة حجاجا قبل الهجرة.. عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الإسلام وعرفهم بنفسه.. كما كان يعرضها على احياء العرب جميعا في الموسم.. فدفعه بنو وليعة من بني عمرو بن معاوية ولم يقبلوه..
• فلما هاجر صلى الله عليه وسلم وتمكنت دعوته.. وجاءته وفود العرب.. جاءه وفد كندة وفيهم الأشعث وبنو وليعة بنو وليعة فأسلموا.. فأطعمهم طعمة من صدقات حضرموت..
• وكان عامله على حضرموت زياد بن لبيد البياضي الأنصاري.. فدفعها زياد إليهم فأبوا اخذها وقالوا لا ظهر لنا – أي أنه ليس لديهم ما ينقلونها عليه – فابعث بها إلى بلادنا على ظهر من عندك.. فأبى زياد ذلك وحدث بينه وبينهم شر كاد يكون حربا.. فرجع منهم قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون زياد.. وكتب زياد إليه يشكوهم..
• قال.. وفي هذه الواقعة كان الخبر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لهم..
  ” لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن عليكم رجلا عديل نفسي.. يقتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم”.. ( قال عمر بن الخطاب: فما تمنيت الامارة الا يومئذ.. وجعلت أنصب له صدري.. رجاء ان يقول هو هذا.. فاخذ بيد علي بن أبي طالب.. وقال..” هو هذا…”
• ثم كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زياد ابن لبيد.. فوصله الكتاب وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. – فارتدت بنو وليعة..
• يروي أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.. فأمر أبو بكر زيادا على حضرموت.. فلما خرج ليقبض الصدقات من بني عمرو بن معاوية.. اخذ ناقة لغلام منهم يعرف بشيطان بن حجر.. وكانت صفية نفيسة اسمها شذرة.. فمنعه الغلام عنها وقال.. خذ غيرها.. فأبى زياد ولج في الحوار.. فاستغاث شيطان هذا بأخيه العداء ابن حجر.. فقال العداء لزياد دعها وخذ غيرها.. فأبى زياد ذلك.. ولج الغلامان في اخذها.. ولج زياد وقال لهما لا تكونن شذرة عليكما كالبسوس.. فهتف الغلامان:
  يا لعمرو انضام ونضطهد *** ان الذليل من اكل في داره
  وهتفا بمسروق بن معدي كرب فقال لزياد أطلقها فأبى ابن لبيد فأنشد مسروق:
  يطلقها شيخ بخديه الشيب * ** ملمعا فيه كتلميع الثوب
  ماض على الريب *** إذا كان الريب ……..
• ثم قام فأطلقها.. فاجتمع إلى زياد بن لبيد أصحابه.. واجتمع بنو وليعة وأظهروا أمرهم.. فبيتهم زياد بن لبيد وهم غارون فقتل منهم جمعا كثيرا ونهب وسبى.. ولحق فلهم بالأشعث.. فقال لا أنصركم حتى تملكوني.. فملكوه وتوجوه.. فخرج الأشعث إلى زياد في جمع كثيف..
• وكتب أبو بكر إلى المهاجر ابن أبي أمية – وهو على صنعاء – ان يسير بمن معه إلى زياد ابن لبيد.. فسار إليه.. ولقوا الأشعث فهزموه وقتل مسروق.. ولجأ الأشعث والباقون إلى الحصن المعروف “بالنجير”.. فحاصرهم المسلمون حصارا شديدا حتى ضعفوا.. ونزل الأشعث ليلا إلى المهاجر وإلى زياد.. وطلب الأمان له ولعشرة من أهله.. فأمناه مع العشرة على أن يفتح لهم الحصن ويسلمهم من فيه.. ففعل.. فقتلوا من فيه وكانوا ثمانمائة وحملوا الأشعث إلى أبي بكر موثقا بالحديد.. فعفا أبو بكر عنه وزوجه أخته أم فورة.
• ولعل فعل الأشعث هذا يكشف لك عن نفسيته.. إذ اقتصر في الأمان على نفسه وأهله.. بينما اسلم ثمانمائة كانوا أنصاره إلى القتل وخانهم.. ولو كان فيه شئ من الشهامة والدين لطلب الأمان لكل من معه.. وخلصهم وردهم إلى الاسلام.. (منقول بتصرف)
• وسنأتي على ذكر لإبن لبيد في ترجمة عِكْرمة بن أبي جهل إن شاء الله.. حسب الإصابة في تمييز الصحابة..

خامسا.. في وفاة زيد رضي الله عنه..

توفي زياد بن لبيد البياضي الأنصاري في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة إحدى وأربعين هجرية.. .. أراكم غدا إن شاء الله..