في جهاد الصحابة.. الحلقة286″ عكاشة بن محصن بن حرثان””سيف من الله”…مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة/286..” عكاشة بن محصن بن حرثان”..”سيف من الله” بقلم مجدى سالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- هو عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة.. حسب الطبقات الكبير.. وزاد أنه عُكاشة بن مِحْصن بن حُرْثَان بن قيس بن مرّة بن كثير بن غَنْم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ.. حليف لبني أميّة.. الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
- وهو “أبو محصن الأشعري”.. حسب الإصابة في تمييز الصحابة.. أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عمر بن عثمان الجحشيّ عن آبائه.. و كنيته “أبو محصن”.. وروت أُمّ قيس بنت مِحْصَن قالت: ( توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وعكاشة ابن أربعٍ وأربعين سنة.. وقُتل بعد ذلك بسنة ببُزاخة في خلافة أبي بكر الصّدّيق سنة اثنتي عشرة) .. واستشهد رضي الله عنه عام 11 هجرية..
ثانيا.. في إسلام عكاشة بن محصن..- وكان عُكاشة من أجمل الرجال.. وكان من السابقين الأولين.. وكان من سادات الصحابة وفضلائهم..
ثالثا.. في جهاده رضي الله عنه..- هاجر عكاشة إِلى المدينة.. وشهد بدرًا.. وأَبلى فيها بلاءً حسنًا.. وانكسر في يده سيف.. فأَعطاه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عُرْجُونًا أَو: عودًا ــ فعاد في يده سيفًا.. سنرى..
- وشهد أُحُدًا.. والخندق.. والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..
- وبعثه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى الغَمْر سريّـة في أربعين رجلًا.. فانصرفوا ولم يلقوا حربا..
- ما كان في حروب الردة.. روى عيسى بن عُمَيْلة الفَزاري.. عن أبيه قال: خرج خالد بن الوليد على النّاس يعترضهم.. فكلّما سمع أذانًا للوقت كفّ وإذا لم يسمع أذانًا أغار.. فلمّا دنا خالد من طليحة وأصحابه بعث عُكّاشةَ بن محصن.. وثابتَ بن أقرم طليعةً أمامه يَأتيانه بالخبر.. وكانا فارسين.. كان عكّاشة على فرس له يقال له: الرّزام.. وثابت على فرس له يقال له: المحبّر.. فلقيا طليحة وأخاه سَلَمَة بن خويلد طليعةً لمن وراءهما من النّاس.. فانفرد طليحةُ بعكّاشة وسلمة بثابت.. فلم يَلْبَثْ سلمة أن قَتَلَ ثابت بن أقرم.. فصرخ طليحة لسلمة أعنّي على الرجل فإنّه قاتلي.. فكَرّ سلمةُ على عُكّاشة فقتلاه جميعًا.. ثمّ كرّا راجعين إلى من وراءهما من النّاس فأخبراهم.. فسُرّ عُيَيْنَةُ بن حِصْن.. وكان مع طليحة.. وكان قد خلّفه على عسكره.. وقال: هذا الظّفَرُ..
فأقبل خالد بن الوليد ومعه المسلمون فلم يَرُعْهم إلا ثابت بن أقرم قتيلًا تَطؤه المَطيّ.. فعظُمَ ذلك على المسلمين.. ثمّ لم يسيروا إلا يسيرًا حتّى وطئوا عكّاشة قتيلًا.. فثقل القومُ على المطيّ.. كما وصف واصفهم: حتّى ما تكاد المطيّ ترفع أخفافها..
وقال أبو واقد اللّيثيّ: كنا نحن المقدّمة.. مائتي فارس وعلينا زيد بن الخطّاب.. وكان ثابت بن أقرم وعُكّاشة بن محصن أمامنا.. فلمّا مرَرْنا بهما سيءَ بنا.. وخالد والمسلمون وراءنا بعدُ.. فوقفنا عليهما حتّى طلع خالد يسيرًا فأمَرَنَا فحَفَرْنا لهما.. ودفنّاهما بدمائهما وثيابهما.. ولقد وجدنا بعكّاشة جراحاتٍ مُنْكَرة.
رابعا.. في حديث عكاشة مع النبي صلى الله عليه وسلم..- روى عن عكاشة من الصّحابة أبو هريرة.. وابن عبّاس..
- وروى ابن مسعود أَنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال:”عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ بِالمَوْسِمِ.. فَرَاثَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي.. ثُمَّ رَأَيْتُهُمْ فَأَعْجَبَتَنِي كَثْرَتُهُمُ قَدْ مَلَئُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ.. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ.. أَرَضِيتَ! قُلْتُ: نَعْم يَا ربِّ..
قَالَ: فَإِنَّ لَكَ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.. هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُون.. وَلَا يَكْتَوُون.. وَلَا يَتَطَيَّرُونَ.. وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلِونَ”.. فقال عكاشة بن محصن: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. ادْعُ الله أَنْ يجعلني منهم: فقال: “أَنْتَ مِنْهُمْ” .. ودعا له.. فقام رجل آخر.. فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. ادْعُ الله أَنْ يجعلني منهم.. فقال: “سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ”..
خامسا.. معجزته صلى الله عليه وسلم:- روى عكاشة بن محصن قال.. ( إنقطع سيفي يوم بدر فاعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا فاذا هو سيف فقاتلت به المشركين.. حتى هزم الله المشركين) .. كان سيفا شديد المتن أَبيض الحديدة.. فقاتل به حتى فتح الله عز وجل على رسوله صَلَّى الله عليه وسلم.. ثم لم يزل هذا السيف عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى قُتِلَ في حروب الردّة وهو عنده.. وكان ذلك السيف يسمى العَوْن.. فلم يزل عنده حتى هلك.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.