في جهاد الصحابة..
بقلم مجدي سالم
الحلقة الرابعة.. سعد بن أبي وقاص.. رضي الله عنه – ٢..
ثامنا.. من مناقب سعد بن أبي وقاص..
١- كان رسول الله يشير إلى سعدٍ قائلاً.. “هذا خالي.. فليرني امرؤ خاله”.
٢- جمع النبي لسعد أبويه يوم أُحد.. فقد قال له.. “ارمِ سعد.. فداك أبي وأمي”.
٣- سعد بن أبي وقاص كان حارس النبي.. فعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ.. سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ.. “كَانَ النَّبِيُّ سَهِرَ.. فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ.. “لَيْتَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ”.. إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلاَحٍ.. فَقَالَ.. “مَنْ هَذَا؟”, فَقَالَ.. أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ.. جِئْتُ لأَحْرُسَكَ. وَنَامَ النَّبِيُّ “..
لاحظ أنه ما عاد أحد يحرس النبي.. صلى الله عليه وسلم.. بعد نزول الآية.. ” يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ” من سورة المائدة ﴿٦٧﴾..
٤-سعد بن أبي وقاص مجاب الدعاء.. دعا له الرسول.. فقال..
-“اللهم سدد رميته.. وأجب دعوته”. فكان مجابَ الدعوة.
تاسعا.. كان سعد بن أبي وقاص محبا للجهاد في سبيل الله.. فلم تعد حياته ضياعًا في أحاديث التجارة أو اللغو.. ولم يعد عمله في صنع السهام والقِسِيّ من أجل الربح.. بل أصبح عمله جميعه موجَّهًا لهدف واحد.. هو نصرة الدين.. وإعلاء كلمة الله.. والجهاد في سبيله بالمال والنفس والأهل والعشيرة.. فقد شهد مع النبي غزوة بُواط وكان يحمل لواءها.. وغزوة أُحد.. وكان الرسول يعتمده في بعض الأعمال الخاصة.. مثل إرساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما بمهمة استطلاعية عند ماء بدر.. وعندما عقد صلح الحديبية كان سعد بن أبي وقاص أحد شهود الصلح.
عاشرا.. سعد بن أبي وقاص وقيادة ناجحة في القادسية..
تولى سعد بن أبي وقاص مهمة قيادة جيش المسلمين في أصعب مرحلة من مراحل الحرب في بلاد فارس والعراق.. فاستطاع بفضل الله أولاً.. ثم بكفاءته وقدرته القيادية وتوجيهات أمير المؤمنين وجيشٍ يملؤه الإيمان أن يهزم الفرس هزيمة ساحقة في القادسية.
كان أول قرار صحيح اتخذه سعد أثناء قيادته للجيش هو اختياره لموقع القادسية.. من أجل المعركة الحاسمة مع الفرس.. فقد توافرت في هذا الموقع..
١- عزلة المكان عن أهل المنطقة الذين ربما لم يكن سعد يريد إشراكهم في القتال.
٣- وقوع القادسية بين حاجزيْن جغرافييْن (الخندق والعتيق) لحماية قواته.
٣- قرب الموقع من الموارد الحياتية.. المياه والطعام.. مما يضمن له سهولة التأمين الإداري لقوات المسلمين.
٤- عدم وجود حاجز طبيعي يعوق حركة قواته.. إذا ما أرادت المناورة أوإعادة توزيعها ثم استئناف القتال.
٥- حصر الفرس عند القتال بحاجز طبيعي هو نهر الفرات.
وقد كان من قراراته الصحيحة أثناء المعركة في ميدان القتال إرسال قوات لحماية النقاط الضعيفة.. والتوغل والالتفاف من حول قوات الفرس.. ثم تحديد بداية المعركة مع موعد الظهر.. إذ تكون حدة الشمس قد ارتفعت عن أعين المقاتلين.. وكذلك تنظيم عملية القتال الليلية.. التي قررت مصير المعركة الحاسمة.
حادي عشر.. أما عن وفاة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.. فقد تُوُفِّي سعد في بيته بالعقيق على بُعد خمسة أميال من المدينة.. وذلك عام 55هـ.. وكان قد تجاوز الثمانين.. وهو آخر من مات من المهاجرين..
ألتقي حضراتكم إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.